أسباب البلاء والخروج منه.. جهاد النفس وكيفيّة القتال في سبيل الله.. أفعالنا والعار.. شرح لماذا نوثق بالصوت والصورة بعض ما نفعله من أعمالٍ أدبية أو شرعية أو لغوية أو غير ذلك..31 كانون الثاني 2014م

أُضيف بتاريخ الجمعة, 02/01/2015 - 10:41
(فيديو + مُلَخّص عن خطبتيّ الجمعة في 31 كانون الثاني 2014م)

  موضوع الخطبتين:

  1. في الحديث عن الذنوب وكيف نتوقّاها، وعن نقصان الأرزاق.. وعن معاملة الناس والعمل الصالح.. وعن أسباب البلاء وكيف نخرج منه..
  2. في الحديث عن جهاد النفس وإصلاح الأعمال وإرضاء الله..
  3. عن كيف نقاتل في سبيل الله وهل يكون ذلك بالسيف فقط؟
  4. عن كيف نكون زينًا ولا ندخل العار بأفعالنا على أهل البيت . وعمّا فينا من التقصير ما جرّأ القوم علينا!
  5. الحديث عن لماذا نوثق بالصوت والصورة بعض ما نفعله من أعمالٍ أدبية أو شرعية أو لغوية أو غير ذلك..
     


الخُطْبَةُ الأُوْلَى:

اتّقاء الذنوب ونقصان الأرزاق:

  • في الحديث عن اتقاء الذنوب لأنها سبب ما يُصيب المسلم من بلاء ومن سَقَم ومن مَرض ومن نقص رزق... فليتفكّر من تُصيبه هذه الأمور لأن الله  لا يظلم من عباده أحدًا ولا يبخس الناس أشياءهم..
  • فليجتهد من أراد أن يكثر رزقه وأن يصِحّ بدنه وأن تكون عاقبته عاقبةً جيدةً.. في أن يتوقّى الذنوب..
  • نِعَم الله الكثيرة وواجب شكرها وحفظها من الضياع وعدم استعمالها آلة نستعين بها على معصية الله ..

معاملة الناس والعمل الصالح:

  • كيف ينبغي للمسلم أن يُعامل الناس وكيف ينبغي أن ينظر إليهم في حديث عن الإمام علي بن الحسين ...
  • إنّ ما أصابنا كان من ذنوبنا وبسبب أخطائنا وتقصيرنا فإذا عرفنا هذا أما يجدر بنا أن نجتهد في الخلاص مما أصابنا..
  • لما لا يجتهد المرء في أن يحفظ من أمر الله عز وجل مثل اجتهاده في تحسين جسده وفي تحسين ملابسه وفي تحسين دياره..
  • يستحي أحدنا أن يخرج بين الناس بثوب عليه شيء من الأوساخ.. فإذا كان هذا وأنت بين عباد الله فكيف إذا كنت بين يدي الله عز وجل.. أفلا ينبغي أن تخرج نظيفًا من الرياء ومن الشِرك ومن الشك..
  • لن ينفع المرء إلا ما أسلف من عمل صالح لن ينفعه ما اكتسب من جاه ومال..
  • المال والعمل والأهل.. من مالك تأخذ كفنًا، ومن أهلك يُشيّعونك ويرجعون، ويبقى صاحبك الذي لا يُفارقك وهو عملك...
  • فلنذكر أننا بين يدي الله نتقلب في رحمته لا يدري أحدنا إذا أصبح أيُمسي وإذا أمسى أيُصبِح...؟؟!!
  • فلنجتهد أيها الأخوة في أن نرضى الله عز وجل بعمل صالح ولنجتهد في أن نتوقّى الذنوب التي تعود علينا بالبلاء وبنقصان الأرزاق...

أسباب البلاء وكيفية الخلاص:

  • لقد بُلينا وصرنا نعرف أسباب البلاء الذي بُلينا به فلنجتهد أيها الأخوة في أن نخرج مما بُلينا به ولن يكون خروجنا إلا بأن نرجع إلى الله عز وجل إلى كتابه وإلى سُنّة نبيه وإلى ما أمرنا به رسوله وما نحن فيه من دعوى محبتنا واتباعنا لأهل بيته.. فلا مخرج مما نحن فيه إلا هذا.
  • سفن النجاة هي طاعة الله فيمن افترض الله طاعته.. فشقوا أمواج الفتن بسفن النجاة..
  • اليوم الذي نحن فيه فتنة لا نعرف كيف يكون المخرج منها ولكن إذا علم الله  أننا ابتهلنا إليه بصدق من قلوبنا فإنه يمُنّ علينا بفضله فيُخرجنا ممّا نحن فيه...


وَفِي الخُطْبَةِ الآخِرَة:

قوله تعالى: وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ 190 سورة البقرة..
في هذه الآية أمر بالقتال ونهيٌ عن الإعتداء .. قتال الذي يُقاتلك ونهيٌ أن تعتدي عليه إنما أن تقاتله لتدفع شرّه..
أفيكون القتال فقط بالأيدي والسيوف والسلاح أم أنّ الله عز وجل جعل القتال على وجوه وجعل الجهاد على وجوه..
الجهاد الأصغر والجهاد الأكبر..
ما من جسدٍ إلا وله هوىً يميل إليه فهل يستطيع أحدٌ أن يجعل عقله ملكًا على جسده إلاّ بمجاهدة هواه..
الهوى: منه مخالفة ما تُؤمر به ومنه جُرأتك على أن تُفتيَ بما لا تعلم وعلى أن تتكلم بما لا تدري..
كان القوم في جاهليتهم لهم صور البشر ولكن كانت أفعالهم وطبائعهم وبعض ما يفعلون بعيدة عن البشر.. جاء الرسول  ليردّهم إلى إنسانيتهم..

  • أن تقاتل في سبيل الله يعني في أن نحفظ ما أمرنا الله عز وجل به من اجتناب ما حرّمه وما نهى عنه..
  • أن تقاتل في سبيل الله يعني أن تُجاهد هواك..
  • أن تقاتل في سبيل الله يعني أن تخضع لأمر الله عز وجل وأن تتبع الحق من حيث ظهر لك..
  • أن تقاتل في سبيل الله يعني أن تدفع من بَغى عليك لكن على شرط أن لا تكون أنت ممّن بغى على غيره..
  • وكيف يكون بغيُك على غيرك؟!.. كُلّ منا يُحب نفسه ولكنه يُؤذي أحب الأشياء إليه..
  • حين تعصي الله عز وجل فقط ظلمتَ نفسك..
  • وحين تذهب إلى رأي على غير بصيرة وعلى غير شاهدٍ أو بيّنة فقد ظلمت نفسك..
  • الظلم أن تضع الشيء في غير موضعه..
  • كم فينا ممّن غَبَنَ نفسه وكم فينا ممّن ينخدع لهواه ولغروره..

إنّ أحدنا إذا فعل ولده فعلاً ساءه من ذلك الفعل ما كان أدّب ولده وعنّفه وقد يضربُه جزاء ما فعل، ثم تراه يستحي إذا كان ذلك الفعل قبيحًا أن يُنسب إليه ذلك الولد الذي فعله.. فكيف إذا كان فِعلك يُدخل على أئمتك العار! أفما ينبغي أن تستحي من هذا أكثر من استحيائك أن يفعل أخوك أو أبوك أو ولدك فعلاً..
ألا ينبغي لك أن تستحي من أن يُقال إنّ فلان ذلك الجعفريّ أو العلوي قد فعل كيت وكيت!؟..
أيهما أشدُّ عن الله عز وجل أن تستحي من الناس أم أن تستحي من أمير المؤمنين!؟..
أن تخاف من غضب فلان أو فلان أو أن تخاف من غضب رسول الله!؟..
يشق عليك ويصعب أن يدخل عليك العار من فعل ولدك ولكن لا يشق عليك ويصعب أن تكون أنت ممّن يُدخل العار على أهل البيت عليهم السلام؟!..
أفعالنا وأعمالنا ينبغي أن تكون على درجةٍ عاليةٍ من الخُلُق وعلى درجة عالية من الأدب وإلاّ فنحن أقربُ إلى الإدعاء من الحقيقة...
يُغضب أحَدَنا أنّ فلاناً عُيّرَ بأنه ممّن يوالي أهل البيت ثم قُتِلَ على ذلك الولاء.. هذا الرجل الذي قُتِل على ذلك الوَلاء بمشيئة الله  أن يكون ماكان، ولكن!

  • أليس من أخلاقه ومن أعماله ومن أفعاله ما هيّأ له من أمثال هؤلاء الطغاة البُغاة ما حرّضهم عليه فاستصغروا قدره واستصغروا مكانته فهجموا عليه فقتلوه!؟..
  • أليس فيما نحن فيه من تقصير ما جرّأ القوم علينا!؟..
  • إي والله إنّ فينا من التقصير ما جرّأ القوم علينا..
  • والخذلان الذي نفعله في كل أمر تكون عاقبته الخير! والاجتماع في أكثر الأمور التي ليس فيها من الخير شيء! هي -أيها الأخوة- ما يُجرّأ علينا غيرنا!..

توثيق الأعمال:

قد سأل بعض من رآنا نوثق ما نقوم به فعجب منه وله الحق في أن يسأل..
نحن قومٌ قد اعتُديَ علينا وكان الإعتداء علينا بالإعلام وبالكلمة قبل أن يكون اعتداءً بالسيف أفلا يجوز لنا أن نرد ذلك الإعتداء بمثله!؟..
نحن نوثق بعض ما نفعله من أعمالٍ أدبية أو شرعية أو لغوية أو غير ذلك لندفع بها شرّ من يصفنا بالجهل وشرّ من يصفنا بأننا لا نفقه في الإسلام شيئًا، وليس فينا من يقرأ القرآن! وليس فينا من يعرف الصلاة! وليس فينا! وليس فينا!...
توثيق زيارات القبور لسببين: منها أنها سُنّة ينبغي لنا إحياؤها.. في إحيائها دلالةٌ على استمساكنا بما أُمرنا به وفيها من طريقٍ بيّن الرد على من حرّم زيارة القبور.. فيكون في ذلك إحياءٌ في سُنّة آل البيت  وتنبيهٌ على أننا ممّن خالف هؤلاء القوم..
لذلك نحن نعمل على أن نوثّق ما نفعله لأجل هذا وليس من أجل أمرٍ آخر..
إنّ جميع أُمم الأرض حتى الذين يُحدثون مهرجانًا للعراة يُوثّقون أعمالهم، حتى الذين يصورون الأغاني يوثقون أعمالهم! أفلا يكون لنا حق في أن نوثق قصيدة قلناها في شهيد! أو أن نوثق زيارةً لقبر شهيد! أو أن نوثق محاضرة في العلم عامّة! أو خطب الجُمَع والأعياد! أو غير ذلك.. وبين ما يوثقون وما نوثّق بَونٌ كبير.. هناك من يقتل فيوثق كيف يقتل ويذبح! أفليس لنا أن نوثق لنا ما هو أقرب إلى الله .. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل سَعينا خالصًا لوجهه الكريم.