فَرَّ القومُ بوَلائهم من شاهقٍ إلى شاهق، ولاقوا في سبيله الألاقي

فَرَّ القومُ بوَلائهم من شاهقٍ إلى شاهق، ولاقوا في سبيله الألاقي، ودَهَتهُم بسببه الدَواهي، فهُم لا يَأبَهون لنعيم الدنيا وزُخْرُفِها، إذا سَلَمَ لهم دينُهُم، وخَلُصَت لهم وَلايَتُهم، وسَواءٌ عليهم بعد ذلك رضيَ عليهم وُلاةُ السوء أم سَخَطوا، عَدَلوا بهم أم جاروا. فَهُم بما هُم فيه فرحون، وبنعمَةِ الله وعَفوهِ مُستبشرون، حفِظوا عليهم سجاياهُم العربية، وشَدّوا أيديهم على خَلائِقِهم اليَعرُبيّة، من حِفظِ الذمار وحق الجِوار وقرى الأضياف وعُلُوّ الهِمّة وكَرَم النَجدة، إلى ما هُنالك من كرائم أخلاق يتوارثونها كابراً عن كابر.

(عفى الله عنه)