كلمة الختام

أُضيف بتاريخ الخميس, 14/10/2010 - 14:48

ربما يتساءل البعض قائلاً :

ما الفائدة المرجوة من هذه الكتابات التي تكرس الطائفية.؟
أليس العمل على تفعيل الوحدة الإسلامية أوجب وأرحب؟

وهنا لا بد من القول :

ليس المراد من هذا الكتاب تكريس الطائفية وتفعيلها، لأن الأمة اكتفت واكتوت من هذه النزعة المدمرة، ولكن الهدف هو التعريف بأصول هذه الفرقة المهتدية بنور الولاية واليقين ، والتي حاول الكثيرون أن يلصقوا بها ما طاب لهم من التهم ليخرجوها من حضيرة الإسلام والإيمان ، وما ذلك في تصوري إلا لأن بغض أمير المؤمنين تعرش في قلوبهم فتفجر غضباً على مواليه، فكيف يمكن الوصول إلى وحدة إسلامية مع وجود من يعمل على هدم ركن أساسي من هذا البيت الإسلامي الشامخ؟ بل الواجب على ما أرى إبراز المذاهب الإسلامية مع تعدد مدارسها بصورة حقيقية ومن ثم العمل على تفعيل هذه الوحدة بالطرق المنطقية وليس بمنطق الإلغاء الهمجي.

إنّ تكريس الطائفية جريمة كبرى تناط بمن يطعن بالآخرين ويثير الشبهات حولهم ، أما الحديث عن الآخرين بما أعلنوه عن أنفسهم فهو قمة الالتزام بأصول الكتابة والخطابة.

لقد تكلم الآخرون عن الطوائف والمذاهب قاطبة فأنصفوهم باستثناء هذه الطائفة المسلمة مع أنها تمتلك من الطاقات الهائلة ما يفتقر إليه الكثيرون، ولولا الحصار الذي فرض عليها، وحالة القمع التي تعرضت له لملأت الدنيا علماً وثقافة وحضارةً والتاريخ الصادق وليس الكاذب شاهدُ صدقٍ على ما قدمت في الماضي والذي سيصار إلى إخراجه بالصيغة الملائمة ، والحاضر سيشهد فتحاً جديداً من الإبداع الفكري الذي لا يرقى إليه الطير، وينحدر دونه السيل لأنه من وحي نهج أمير المؤمنين.

إنّ مذهب أهل البيت عليهم السلام غني بمعارفه موفور العطاء فلا يمكن اختصاره ولا يستطاع إيجازه بفقيه مهما رسخ في العلم والمعرفة، ولا بمدرسة مهما سمت بمنهاجها وأصولها، ولو قامت ألوف المدارس الفقهية لعجزت عن استيعاب معارف هذا المذهب الشريف لأنه مَرويّ عن صاحب الوحي الذي لا ينطق عن الهوى ومن كان كذلك فهو أجَلّ من أن يُحصى وأسمَى من أن يُستقصى أو يُحاط به.

فكل مدرسة عبّرت عن غاية ما بلغته ولم تُعبّر عن كليّة المذهب، ودلّت على نفسها ولم تدل على غيرها ، ولا يحق لها أن تمثل الآخرين فلكل مدرسة منهاجها المعتمد، وقواعدها الواضحة، وفي حال تشابه أمران بين مدرستين فلا يعني أن تقوم مدرسة على حساب إلغاء الأخرى.

والمدرسة العلوية ذات منهاج واضح جلي الطريق مستوحى عن الثقلين المقترنين ببعضهما، تنظر في الأمور من حيث قواعدها وأصولها لا من حيث قواعد وأصول الآخرين، وتنظر في متن المذهب مباشرة لأنها لا تقبل الوسيط ، فوسيطها النصوص الواضحة الجلية بين يديها.

فهذا ما أردت بيانه والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين.

الفقير لله والغني بالله
حسـين محمد المظلوم
عضو الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي العلوي
16\رجب\1425 هـ\21\8\2005م.