السيد أبو شعيب محمد بن نصير

أُضيف بتاريخ الأحد, 14/11/2010 - 17:00

وأما قوله إنّ العقائد الباطنية كانت على يد ابن نصير فهو تناقض مع ما أثبته بأنّ العقائد الباطنية كانت منذ القرن الأول الهجري حتى القرن الثالث ممتزجة مع عقيدة التشيع إلى أن تمّ الإنفصال على يد ابن نصير.

أقول:

إنّ السيد أبو شعيب محمد بن نصير لم يكن كما قيل عنه قديماً وأُعيد تكراره حديثاً بل هو كما نقول من خلال ما ورد عنه بأنه: مسلمٌ إماميٌ علويٌ يقول ويعتقد بالأئمة المعصومين من أمير المؤمنين إلى الإمام محمد بن الحسن الحجة لم يخالفهم قيد أنملة ولم يأخذ إلا عنهم ولم يَقل فيهم كما روى كُتَّابُ الفِرَق كالنوبختي وغيره، بل قال فيهم ما يجوز عليهم من العصمة التي عصمهم الله بها في كتابه بقوله ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾

وأما ما نُسِبَ إليه من الغلو في الأئمة فقولٌ لا أساس له من الصحة ، كيف ذلك وهو من جُلساء الأئمة المعصومين والموثوق عندهم والمُلتزم بنهجهم الشريف وما ذلك إلا من قبيل بعض حُسّاده وهذا البلاء عانى منه الكثيرون.

وإنّ العلويين عندما قالوا بمدحه فعلى أساس علوّ كعبه وصفاء عقيدته وصحّة رواياته التي اعتمدها كبار العلماء، وبالنتيجة فإنا نقول بأنّ المعصومين (ع) أولى باختيار جلسائهم والمتحدثين عنهم، ولم يرد إلينا نصٌ من قبل الأئمة الذين عاصرهم يدل على عدم موثوقيته أو التشكيك بعقيدته.

وأما قول البعض من أنّه (هو مؤسس المذهب العلوي) فكلامٌ معلول لا تقبله العقول لأن مؤسس المذهب العلوي هو صاحب الرسالة الغرّاء والدعوة السمحاء (ص) وذلك حينما أمر الأمة بمبايعة أمير المؤمنين ومتابعة قسم من المسلمين لأمير المؤمنين سمّوا علويين نسبةٌ إليه نسبة ولائيّة محضة، وقسمٌ آخر تسمّوا باسمه نسبة قرابة مع ولاية.
وإنّ السيد أبو شعيب من ذلك القسم الذي قال بولاية أمير المؤمنين وتسمّى باسمه فهو مسلمٌ علويٌّ لا شك في إسلامه ولا عيب في إيمانه.

وأما إطلاق لفظة النصيريين على أبناء هذه الطائفة فهو من قبل الآخرين على جهة الإزدراء والتعيير وإني لا أرى في ذلك إلا الشرف مع المحافظة والإصرار على إسم (العلوي) والذي لا يعني إلا الولاء الخالص لأمير المؤمنين وولده المعصومين.

ثم لو قارنـّا بين ما قاله النوبختي وابن أبي الحديد عن السيد أبو شعيب لوجدنا التناقض البارز.
فالنوبختي يقول :

وقد شذّت فرقة من القائلين بإمامة علي بن محمد في حياته بنبوّة رجل يُقال له "محمد بن نصير" وكان يدّعي إنه نبي بعثه "أبو الحسن العسكري" .

والمدائني يقول :

وكان محمد بن نصير من أصحاب الحسن بن علي، فلما مات الحسن ادّعى وكالة لابن الحسن الذي تقول الإمامية بإمامته... ألخ .

لو نظرنا إلى التناقض البارز بين القولين للاحظنا أنّ النوبختي يقول: (إنّ محمد بن نصير شذّ في حياة الإمام علي الهادي)
والمدائني شارح النهج يُثبت (أنّ محمد بن نصير شذّ بعد وفاة الإمام الحسن بن علي)
والفرق بين الشذوذين واسعٌ وبعيد.

♦ وفي كتاب "مواليد الأئمة" تأليف محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي الثلج البغدادي المتوفي سنة 325هـ قال في فصل أبواب الأئمة: (علي بن محمد عليه السلام)

بابه عثمان بن سعيد العمري وقال قومٌ إنه محمد بن نصير النميري الباب، وإنّ عثمان بن سعيد للباب ومحمد بن نصير للعلم.

(الحسن بن علي عليه السلام)
بابه عثمان بن سعيد ومحمد بن نصير كما قالوا في أبيه وهم النصيرية. انتهى قوله.

ولم ينعت السيد أبا شعيب فيما يعيبه مع إنّ عصره كان قريباً منه ولم ينفِ أيضاً بابية أبو شعيب بل اكتفى بذكره في سياق حديثه.

♦ بالإضافة إلى رواية السيد محمد باقر الصدر عنه في بحار الأنوار في المجلد الثالث والخمسين مما يدل على وثاقته في الرواية عن الأئمة المعصومين.