كلمة الختام

أُضيف بتاريخ السبت, 06/11/2010 - 19:12

أيها القارئ المنصف: هذا هو المسلم العلوي كما تحدث عن نفسه، لا كما تحدث عنه الآخرون.

♦ فدينه الإسلام الذي هو كنه الأديان السماوية، وآخرها وأفضلها ودين سائر الأنبياء والمرسلين ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ آل عمران\85.

♦ وكتابه القرآن الكريم الذي ﴿ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴾ البقرة\2، ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ فصلت\42.

♦ ونبيّه سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي أرسله الله ﴿ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴾ الأحزاب\45\46، ﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ النجم\3\4\5.

♦ وإمامه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأبناؤه المعصومون الطاهرون عليهم السلام، الذين قال الله تعالى فيهم ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ الأحزاب\33.

♦ وإنّ الغلوّ الذي اتهم به ماهو إلا من قبيل انفراده ببعض المعارف الثابتة التي لا يقرّها متهموه.

» كقوله بعصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكليّة (العصمة عبارة عن قوّة العقل من حيث لا يغلب مع كونه قادراً على المعاصي كلها، وليس معناه أنّ الله يجبره على ترك المعصية، بل يفعل به ألطافاً يترك منها المعصية باختياره مع قدرته عليها).

» وتفضيله لأمير المؤمنين عليه السلام على بقية الصحابة.
» وإقراره بوجوب إمامته (الإمامة أصل من أصول الدين عند المسلمين العلويين، والإمام لا يكون إلا بنصّ من كتاب الله، أو قول صريح من رسول الله، والإمامة ضرورة واجبة كضرورة إرسال الرّسل، ويجب أن يكون الإمام أفضل من سائر رعيته في كل الحالات، وهو يأخذ علمه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينما النبي يأخذ علمه عن الله وحياً بواسطة الأمين جبريل)، وأحقيّتها بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وإمامة أبنائه ووجوب عصمتهم المنصوص عنها في كتاب الله.

» وأخذه معالم دينه عنهم ، وفهمه لكتاب الله منهم وعدم ميله إلى غيرهم.

» وعمله بالتقية المشروعة عند لزومها.

» وإقراره اليقيني بقائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأنّه سيظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جوراً وظلما.

كل هذه المعارف القائمة بالحجج النقلية والعقلية والتي أتينا على إثباتها بشواهد معتبرة من كتب الفريقين أدّت إلى اتّهام العلوي بالغلوّ من قبل منكريها.
فإذا كان هذا هو الغلو بنظر الآخرين فنحن إذاً نقرّه ونعتقده، لأننا لسنا مضطرّين إلى إنكار الحقائق ليرضى عنا زيد وعمر.
أما إذا كان المُراد بالغلو هو تأليه الأئمة عليهم السلام فنحن نرفضه أشدّ الرفض، ولا نقرّه، ولا نعتقده، لا في السر ولا في العلن.

♦ هذه هي حقيقتنا ومحض عقيدتنا نعلنها للجميع بلسان إسلامي علوي كما أعلنها في الماضي البعيد والقريب السادة منا والقادة، صرخة عربية إسلامية في آذان من أصمّهم الجهل والتجاهل، وأعماهم التقليد، فعسى أن تستيقظ ضمائرهم من سباتها.

♦ وأقول لمن أراد أن يتعرّف علينا من خلال كتب التاريخ السلطوية والتي هي أشبه بكتب الأساطير الخيالية، أنك أيها الباحث العزيز لن تعرفنا ولن تصل إلينا أبدا بل ستتعرف على فرقة لا وجود لها على وجه البسيطة، أما إذا كنت منصفاً وأردت الحقيقة خالية من الأباطيل والتضليل فها نحن أوضحنا لك ماتريد معرفته من دون مواراة أو مجاراة، فالشيء لا يُعرف إلا بصفاته الذاتية لا بأضداده العرضية، فضياء الشمس دليل على وجودها وحسنها.

♦ وأخاطب عشاق التاريخ المحرّف والمغرمين به وأقول لهم:
ماذا يُرتجى من تاريخ كُتِب بأقلام أموية على صحائف عباسية، فهل سيمتدح الفضائل العلوية والمناقب الهاشمية؟؟
كلا فالظلمة تنفر من النور ضرورة وتنعدم فيه حقيقة...

الفقير لله تعالى ولسائر أهل الولاية
حسين محمد المظلوم

15/9/2000م
الموافق
16/جمادى الثاني/1421هجرية.