السيدة عائشة.. تعدد زيجات النبي لا يخدش بعصمته ولا يؤثر على مكانته وجلال قدره.. الدعوةُ النبّويةُ لم تكن موقوفة على تعدّد نساء النبي.. الغربيون دنسوا كرامة المرأة أشد تدنيس وهم يطعنون بالإسلام بسبب التعدد الشرعي الذي يضمن كرامة الكثيرات منهن...

أُضيف بتاريخ الأثنين, 26/08/2013 - 12:51

المرسل: علي إبراهيم \06\08\2012م

السلام عليكم سيدي الشيخ الفاضل حسين مظلوم.
لماذا يتزوج النبي الكريم محمد (ص) من ١٢ إمرأه أو حديث تاني ٩ زوجات . ما سبب من ذلك .
و إن كان السبب لانهم بنات زعماء قبائل . فلماذا يحتاج النبي للتزوج من هكذا عدد من النساء إذا كان منشان ينشر الإسلام.
ألا يستطيع سيدنا محمد (ص) أن ينشر الإسلام عن التبليغ باللكلام و أعطاء الحجة و دليل الكامل لإقناع الأخر لك يصبح مسلم و يترك عبادات الأصنام وليس عن طريق الزواج و أكبر مثال على ذلك النبي عيسى (ع) نشر دعواه للناس و رسالته الإلهية من دون زواج فا لم يتزوج ٩ أو ١٢ أو ٤ نساء ...
أيضا في تاريخ الأنبياء معظم الأنبياء بلغو دعواهم و ما كان لديهم نساء . كان البعض من الأنبياء لديه نساء لكن واحد أو اثنتان أكتر شي ٤ ...فا ما سبب بزواج نبينا الكريم بهذا العدد من النساء .
تاني سوال لماذا تزوج السيدة عايشة و لم يكن عمرها ٩ سنوات و بعض الروايات ٦ سنوات و بعض الروايات ١٢ سنة لماذا تزوجها النبي (ص) و كان عمره في خمسينات إلى ستينات وعائشة لم تكون أنذاك ٦ أو ٩ أو ١٢ ... و لماذا يتزوج من امرأة يعرف إنها ستحارب وصيه ...
يقول الملحدين هذا ليس عذراً ولا مبرراً لكي يتزوج الرسول من طفله قاصر الذي لا يليق بنبي يدعي انه مرسل من عند الله , كيف يمكن لنبي مرسل ان يشتهي طفله ثم يمارس الجنس معها بعد ذلك , لو أن رجلا هذه الأيام فعل ذلك لحوكم وسجن بتهمه الشذوذ الجنسي , لماذا نسامح الرسول على هذه الفعلة و نقول أن هذا حلال لأنه رسول .. ؟
عذرا أخر ٣ جمل و نص هم كلام رفيق لي في جامعة كان مسلم لكنه ملحد ... قال لي هذا السؤال و أنا أحببت أن أوجه لك هذا السؤال . و دمتم سيدي الشيخ 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين.

  الأسئلة التي يَطرحها المُلحدون ليست على جهةِ البَحث وتقصّي الحقائقِ لقُبُولِ الحق في النهاية بعد بُلوغِ القناعة المَنطقية، بل يَطرحونها على جهة المُعاندة والإستهزاء ليس إلاّ، فلذلك فإنّ إهمالَ مَفاسِدهِم أفضلُ وأكملُ، وعَدَمَ الركون إلى أكاذيبهم أجدى، ومع ذلك فلا بُدّ لنا من قول التالي:

  إنّ تعدّد زيجات النبي لا يخدشُ بعصمته ولا يُؤثر على مكانته وجلال قدره، بما أنّ الله سبحانه وتعالى هو الذي أباحه، بالإضافة إلى ذلك فلا علاقة له بنشرِ الدعوة لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ، فقد أنتشرت الدعوة النبويّة دون أن يكون لنساء النبي أي علاقة في الأمر، باستثناء بعض الأمّهات اللاتي كان لهُنّ تأثيرُهُنّ على بقية النساء ومواقفهن من النبي وتضحياتهن في سبيل وصول دعوته، ولكن هذه الحالات فرعٌ وليست أصلاً، فالأصل في انتشار الدعوة هو: دعوة النبي الناسَ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ والجدال بالتي هي أحسنُ، مع ما أيّده الله به من المُعجز الخارق للعادة، ومواقف أَجِلّة أصحابه رضوان الله عليهم وفي مُقدّمهم أمير المؤمنين عليه السلام.

  فالدعوةُ النبّويةُ لم تكن موقوفة على تعدّد نساء النبي، وهذا التعدّد لا يَخدش بعصمته كما يسعى المُلحدون -وخصوصاً الغربيين منهم- أن يقولوا، لأنّ فِعل المُباح مُباحٌ ولا يُلام المَرء عليه، ثم أن الغاية من التعدّد هو التناسل والتكاثر الذي حَثّت الشريعة عليه، وهذا معلومٌ لدى الجميع.

  ثم إنّ اختيار النبي لهذه الزوجة أو تلك ليس لمجرّد الإشتهاء!، بل لغرضٍ نبيلٍ أو تكريسِ تشريعٍ لم يكن مَألوفاً كما أوضحنا في أكثر من موضع ، كزواجُه من زوجة زيد بَعد أن طلّقها الأخيرُ، وغير ذلك من العِلل التي تناولها الفقهاء والعلماء.

  أما زواجه من السيدة عائشة فقد كان عمرها تسع سنوات وقد أكدت الروايات الكثيرة أنه لم يدخل بها إلا بعد نضوجها، وفي كل الأحوال فلا يُعاب المرء على فِعلِ ما أباح الله له، فكيف بسيّد الأمة صلى الله عليه وآله.

  إني لأعجب من هؤلاء المُتشدقين الذين لا يَنظرون إلاّ إلى هذا الجانب مُتعامين عن الجَوانب المُقدّسة الكثيرة المُتعلقة بنبيّ الأُمّة، وإن دلّ الأمرُ على شيءٍ فإنّما يدلّ على سوء نيّةٍ، وهو ما تقدّم لنا ذكره.

  ثم أنّ الغربيين الذين يُثيرون هذه الشُبُهات بحجّة الدفاع عن كرامة المرأة هُم الذين دنسوها أشدّ تدنيس، حيث جعلوها سِلعة تُباع وتُشرى في بيوت الدعارة، وقنّنوا لها هذه المهنة، بالإضافة إلى تلك الأفلامِ الإباحيةِ التي يُنتجونه والتي تَستعبد المرأة وتصورها بأبشع الصور.
  كل هذه المُنكرات لا يَرون فيها ما يُحِطُّ من كرامةِ المَرأة، بل يَطعنون بالإسلام بسبب التعدّد الشرعي الذي يَضمن كرامة الكثيرات مِنهُنَّ من اللواتي فقدنَ أزواجهُنَّ، أو بَلغن العنوسة، فإنّه بهذا التشريع يُوَسّع المَجال أمامَ أكبر عددٍ مِنهُنَّ ليكون لهُنَّ زَوجٌ يُعيلهنّ ويَحفظ كرامتهُنَّ من العَوَز أو الإنحراف.

  ولو أردنا التوسّع في هذا المجال لطال بنا الخطاب ونكتفي بهذا القدر.

22\8\2013
حسين محمد المظلوم


هنا إعلان هذا الموضوع على صفحتنا في الفايسبوك.