أعياد ومناسبات العلويين

أُضيف بتاريخ الأحد, 14/11/2010 - 17:00

ثم بدأ يستعرض أعياد العلويين ومناسباتهم الدينية فقال : ( ولهم أعياد بعضها خاصة والبعض الآخر مشترك بينهم وبين الشيعة بعامة )

عيد الغدير

فنسج من خيالة الواسع ماشاء وأراد، ونقل عن غيره من دون أن يتحقق من صحة الإسناد فبدأ بذكر "عيد الغدير" ، فغيّر فَحواه وحَرّف مَعناه مُدّعياً بأنّه عبارة عن مؤاخاة جَرَت بين رسول الله (ص) وعلي (ع) .
وهذا اليوم معروف عند عامة المسلمين بأنه اليوم الذي أعلن فيه رسول الله (ص) البيعة والولاية والإمامة والخلافة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) والأدلة على صحة ذلك أكثر من أن تُحصى.
وقد روى هذا الحديث الكثير من العلماء والمؤرخين فجمعوا طرقه وشهدوا بصحته وتواتره فرواه أحمد بن حنبل في مسنده من أربعين طريق.   وابن ماجة في سننه.   والنسائي في أكثر من عشرة طرق.   وصحّحه الحاكم في مستدركه فقال صحيح على شرط الشيخين.   وصحّحه الذهبي ايضاً وقال عنه قوية الإسناد.   وأخرجه البغوي في مصابيح السنة.
وقد علّق برهان الدين الحلبي الشافعي على الحديث بعد أن أورده قائلاً : وهذا حديث صحيح ورد بأحاديث صحاح وحسان ولا التفات لمن قدح في صحته.
وأخرج الحديث ابن جرير الطبري من (75) طريق. وابن عقدة من (105) طرق. وابن كثير الدمشقي .

ونقول:
إنّ عيد الغدير هو عيد لكل الفِرَق الإمامية لا بل هو لعامة المسلمين وقد سَنّه رسول الله بأمرٍ من الله عز وجل وفيه تُوِّجَ أمير المؤمنين بعمَامته المُسمّاة بالسحاب وأمر الأصحاب بالإحتفال ومبايعة أمير المؤمنين (ع) وهو في الثامن عشر من ذي الحجة وكذلك أمر الرسول (ص) بصيام هذا اليوم المبارك، فقد روي عنه قوله : ( من صام يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهراً ) .
وقد رُوِيَ هذا الحديث في تاريخ ابن عساكر وشواهد التنزيل للحسكاني وفي تاريخ بغداد وفي ينابيع المودة وغيرها.

وهذا العيد المبارك مُفَضّل على عيد الفطر والأضحى مع عظيم فضلهما، وذلك لأن عيد الفطر هو تشجيع للصائم وفرحة له يختم به عبادة شهر رمضان ويفرح بلقاء أهله وزيارة أقاربه في طاعة الله .
وعيد الأضحى فرحة للحجاج وختم لأعماله بأن يفيض يوم العيد من حيث أفاض الناس إلى منى ثم يُكمل بقية المناسك فيكون ذلك قد أطاع الله وعظّم شعائره وأدّى فرضه .
أما عيد الغدير  فهو ليس ختم عبادة بل هو إكمال للدين وإتمام للنعمة واستمرار للحق وبهذا يكون أعلى غاية وأجلّ نفعاً وفيه جوهر الطاعة لله ورسوله باتباع أولي الأمر.
وهو يتقدّم على العيدين من حيث أنّ الإمامة عندنا من أصول الدين وبهذا اليوم عُرفت الإمامة والولاية وذلك حينما أمر الله الرسول بتبليغها على رؤوس الأشهاد، أما العيدين فهما دالّان على رُكنين من أركان الإسلام وهُما الصيام والحج وهما من فروع الدين ، والأصل يتقدّم على الفرع والأصل اعتقاد إيماني والفرع عمل وطاعة.

وفي هذا كفاية لمن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد.

عيد الأضحى

وبعد أن ذكر "عيد الغدير" أتى على ذكر "عيد الأضحى" فقال :
( ويحتفلون به في الثاني عشر من ذي الحجة بينما سائر المسلمين يحتفلون به في العاشر من ذي الحجة ) .

أستغرب من أين أتى بهذا القول الذي لم يسبقه إليه أحد ، وما دليله على هذا الإفتراء المُضحك والمَفضوح والذي يُكذّبه الواقع المنظور ، فليتفضـّل إلى المدن والقرى التي يتواجد فيها العلويون ، ويسأل جوارهم من سنّة وشيعة عن اليوم الذي نحتفل فيه بهذا العيد المُبارك فسيكون جوابهم جميعاً في العاشر من ذي الحجّة كبقية المسلمين وفي هذه الأيام وسائل الإعلام تنقله للعلويين ولغيرهم على شاشات التلفزيون ، ولكن هذا الكاتب دأبه وبكل الوسائل أن يُعطي صورة عن العلويين مشوّهة للواقع ومتناقضة مع بقيّة المسلمين ليفصلهم عن الإسلام حتى ولو اضطر إلى تكذيب الواقع وهذا ما نأسف له وخصوصاً من كاتب كبير على مستوى العالم العربي .

ذكرى ومناسبة مبيت أمير المؤمنين على الفراش

ثم أتى على ذكر يوم مبيت أمير المؤمنين(ع) على فراش رسول الله(ص) ليلة الهجرة مُعتبراً أن هذا اليوم عيد للعلويين يُعيّرهم به أو يعتبره بدعة على حسب زعمه.

أما رأينا في هذه الذكرى الكريمة والمناسبة العظيمة فهي ليست عيداً بالمعنى المفهوم للعيد وإنما هي كما قلنا مناسبة عظيمة لها أثرها الكبير ومدلولها الواسع:
فمبيت أمير المؤمنين على فراش رسول الله (ص) خيرٌ من ألف صلاة وصلاة ، ولولا مبيته في تلك الليلة لما كان للإسلام أثرٌ إلا الخبر، لأن هذا المبيت أنقذ حياة الرسول وأنجح رسالته السمحاء وهو أيضاً أعظم تضحية في الإسلام وأعظم فِداء من أجل الرسول والإسلام .
فما المانع أن يحتفل العلويون وغيرهم في هذه المناسبة وأي عيب في ذلك!! .

جملة أعياد!؟

ومن جملة الأعياد التي ألصقها بالعلويين :
(عيد الغدير الثاني وعيد النوروز وعيد المهرجان وبعض الأعياد المسيحية الأخرى)
ونفى أن يكون لها أي تأثير ديني تمسّ عقيدة العلويين. ولكننا نقول:
من أين أتانا بعيد الغدير الثاني؟!
ولماذا لم يُحدد لنا تاريخه وكيفيّة الإحتفال به لنُجيبه عنه؟!
بل ما نعرفه ونقرّه بأننا لا نعرف إلا يوم الغدير المشهور والذي يقرّه سائر المسلمين وقد تحدّثنا عنه باختصار.

♦ أما "عيد النوروز" فهو ليس من أعيادنا بل هو عيد قومي لبعض الشعوب ( الفرس - الأكراد )
وقد جاء في كتاب "ربيع الأبرار" أنّ وزير الدولة البويهيّة نظام الملك جمع سبعة من العلماء لوضع تقويم شمسي تبدأ السنة فيه من الإعتدال الربيعي وأطلق على هذا اليوم الذي تبدأ فيه السنة يوم النيروز ( أي اليوم الجديد ) وكان بدأ العمل فيه في 10 رمضان 471 هــ الموافق 16 آذار 1079 م وهذا اليوم يُصادف عند الفرس والأكراد وبعض القوميات الأخرى عيداً قومياً لهم .

ويقول النويري :

يوم النيروز هو أعظم أعياد الفرس وأجلـّها يُقال أول من اتخذه جمشيد أحد ملوك الفرس الأول ويُقال له جمشاد لما ملك سمي اليوم الذي ملك فيه (نوروز) أي اليوم الجديد ، ومن الفرس من زعم أن النيروز :
اليوم الذي خلق الله عز وجل النور فيه وأنه كان مُعَظّم القدر عند جمشاد.
وبعضهم يزعم أنه أول الزمان الذي ابتدأ به الفلك بالدوران ومدّته عندهم ستة أيام أولها اليوم الأول من شهر (أفريدون ماه) الذي هو أوّل سنتهم ويُسمّون اليوم السادس (النيروز الكبير) وكانت من عادة عوام الفرس فيه رفع النار في ليلته ورش الماء في صبيحته وللملوك فيه عادات .

وسُئل ابن عباس عن النيروز لما اتخذه عيداً فقال :

لأنه أوّل السنة المستأنفة وآخر السنة المنقطعة فكانوا يستحبون أن يقدموا فيه على ملوكهم بالطرف والهدايا فاتخذه الأعاجم سنّة وهو أول يوم من شهر (أفريدون ماه) من تقويم الفرس .

وفي وفيات الأعيان:

وقد جاء النعمان بن المرزبان أبو ثابت إلى الإمام علي (ع) في يوم النيروز حاملاً معه الفالوذج هدية وعندما سأل الإمام علي(ع) عن سبب هذه الهدية قال له النعمان : إن هذا اليوم مهرجان النيروز. فقال له الإمام : مهرجونا كل يوم ...
وفي رواية أخرى : إذا كان هذا النيروز فكل يوم نيروز .

أقول بعد هذا العرض السريع أنّ هذا اليوم هو عيدٌ قوميٌ للفرس والأكراد كما اتضح وبَان بصريح البَيان وليس هو من أعياد العلويين كما قال الدكتور البدوي .

وأما قوله عن (الأعياد المسيحية) فاسمها يدل عليها فهي مسيحية وليست إسلامية ونحن مسلمون والحمد لله الذي شرّفنا بنعمة الإسلام والإيمان .

وخلاصة القول:

إنّ الأعياد عند العلويين هي الفطر والأضحى والجمعة والغدير.
وأما بقيّة المناسبات كذكرى عاشوراء والمولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج ومبيت أمير المؤمنين على فراش رسول الله ومباهلة الرسول لقوم نجران وغيرها فهي مناسبات كريمة تُحييها هذه الطائفة لما لها من الأثر الكريم وتأخذ منها الأمثال والعِبر.