(أخلاق الشيخ صالح العلي، إيمانه، شجاعته، هيبته، الشيخ القائد - تمويل الثورة وأسماء العقداء فيها) ملخّص مما جاء في كتاب الدكتور الشيخ عبد اللطيف اليونس عن ثورة الشيخ صالح العلي...

أُضيف بتاريخ السبت, 10/12/2011 - 09:17

ملخّص عن الثورة مما جاء في كتاب الدكتور الشيخ عبد اللطيف اليونس عن ثورة الشيخ صالح العلي.


لا بد لنا ونحن نذكر ثورة المجاهد الشيخ صالح العلي أن نقف وقفة شكر وامتنان من الدكتور الشيخ عبد اللطيف اليونس، من أهالي منطقة صافيتا، لأنّ له الفضل في كتابة تفاصيل ثورة المجاهد الشيخ صالح العلي في كتابه الذي أصدره في طبعته الأولى عام 1947م وكان الشيخ على قيد الحياة، فجاء الكتاب بتفاصيل صحيحة عن المعارك، وكانت شواهد الكتاب من رجال الثورة أنفسهم، ومن قائد الثورة الشيخ صالح العلي، وذلك من خلال اللقاءات الكثيرة التي تمت بينه وبين الكاتب، أي أنّ الأحداث مأخوذة من المجاهدين الذين حملوا السلاح، ولو كان هناك أي شائبة في الأحداث لاعترض الشيخ صالح العلي على ذلك، ولا يستطيع أي كاتب أن يكتب عن الثورة الساحلية دون الإطلاع على كتب الدكتور عبد اللطيف لأنه الشاهد على ذلك العصر، ونحن نكرر الشكر والعرفان لهذا الرجل العظيم، ليس فقط لكتابته عن الثورة، وإنّما لسعيه الدائم خلال وجوده كعضو في البرلمان بتقديم المساعدة لأصحاب الحاجات من أبناء هذا الجبل وكل من يقصده، وكان له الفضل في إقامة حفل تأبين بعد مرور أربعون يوماً على وفاة المجاهد الشيخ صالح العلي واعتراضه على رجال القرار في ذاك الوقت لعدم حضورهم مراسيم دفن المجاهد، واستطاع الحصول على قرار بمنح أُسَر المجاهدين رواتب مدى حياتهم، وقد استقينا من كتابه الجزء التالي محاولين تلخيص بعض الأحداث كما جاءت، ونتمنى أن نكون قد وُفّقنا في ذلك، ونطلب من القارئ إذا أراد المزيد من التفاصيل الإطلاع على كتاب الدكتور عبد اللطيف اليونس (الثورة الساحلية). 1

إننا ننقل لكم بعض ما جاء في كتاب الدكتور عبد اللطيف يونس عن الثورة الساحلية وقائدها الشيخ صالح العلي:

1- أخلاق الشيخ:

ما عرف الناس شعوراً نبيلاً مُترفاً وإحساساً رقيقاً مُرهفاً، وخُلقاً رضيّاً رصيناً، وعقلاً كبيراً رزيناً، وقلباً ينبض بالعاطفة والحب، ولساناً ينطق بالصراحة والصدق، كما عرفوا الشيخ صالح العلي.

والناس جميعاً -بما فيهم الصديق والعدو- يُقرّون ويشهدون أنّ حياة الشيخ نموذجٌ صالحٌ للأخلاق والفضيلة، وإنّها أصلح ما تكون لأن تُؤخذ قُدوة للمُقتدين وسبيلاً للمُهتدين.
ثم أنّ معاملته للأسرى الفرنسيين وأكثرهم كانوا من المغاربة أوّل الأمر، تفوق أيّة مُعاملة في أيّة دولة راقية، وكثيرون منهم كانوا ينضوون في صفوف المجاهدين مُحاربين مُقاتلين. وإذا ما أطلق سراح أحدهم -بعد أخذ العهد عليه ألاّ يعود إلى ساح القتال مرّة أخرى- كان يرفض العودة إلى ميدان القتال ضدّ الشيخ، ولو تعرّض في سبيل هذا التمنّع إلى ما يتعرّض له الجنود الثائرون عادةً من مُعاملة حازمة وعقوبةٍ صارمة.

كما أنّ موقفه النبيل من قرية (الصقيلبية) التابعة لقضاء حماة، وتركه لجبهة حامية الوطيس في جهات الشيخ بدر وذهابه على رأس قوّة كبيرة إلى تلك القرية وإرجاعه بالقوة المنهوبات إلى أصحابها حتى لا تتشوّه سمعة الثورة وتتعرّض للسوء كرامة الثائرين، لأكبرُ دليلٍ على ما يحتشد في نفسه الكبيرة من شرف.

2- إيمان الشيخ:

يُحَدّث مُرافقو الشيخ أنّه في أعنف المعارك، وفي ساعاتها الحرجة كان يُتمتم ويتّجه للصلاة متى حان وقتها، وكان يقضي الكثير من أوقات الراحة بتلاوة القرآن الكريم، ولا شك في أنّ إيمان الشيخ بالله وبعقيدته وبمبدأ الجهاد قد كان له الأثر الأكبر في استمرار المقاومة وتفادي الخسائر وتقليل النكبات.

3- شجاعته:

لم تحتدم يوماً معركةٌ إلاّ كان في طليعة الثائرين والمُجاهدين، إنّ شجاعته كانت مضرب الأمثال وحديث الرجال، وكم من مرّة أُحرقت بيوته واستُبيحت معاقله وتفرّق الناس من حوله وكثُرَ المُتألّبون عليه، ولكنّ ثباته ورباطة جأشه كانت تُعيد الثقة إلى جنوده الفارّين وتُعيدهم إلى ميادين النضال وهم أكثرُ شجاعةً وأعظمُ إقداماً.

4- هيبته:

طويل القامة عريض المنكبين، يُحَدّثك ووجهه الطافح بالبِشرِ وملامحه الرضية وعيناه السوداوان القاهرتان، وحديثه الجريء الصريح، والمُعجب المتواضع الأخّاذ.. يُحدّثك هذا كله عن وقار لا تشهد له مثيل ولا تعرف له نظير، وعن كبرياء يرفع التواضع منها، وتُحدّثك الأخلاق الرَضيّة عنها. وذهب الفرنسيون وهم يعترفون أنّ مهابته هي السبب الذي كان يُرغمهم على احترامه وعدم تحدّيه.

5- الشيخ القائد:

حياته أشبه ما تكون بالخيال وأقرب ما تكون إلى الأساطير، فهي مزيج من الأسطورة والواقع، وخليطٌ بين الحقيقة والخيال، يُحدّثك عارفوا الشيخ عن الشيخ الثائر والمُجاهد القائد والحكيم فيُطنبون بالحديث ويستمرّون بالإطناب حتى ليخالهم السامع والرّائي ينسجون من لُحمَةِ الواقع المُتناهي سدّى للخيال اللامُتناهي.

كان في كُل معركة يُعَيّن بنفسه رؤساء الجبهات، ولم يكن يُرَفّه نفسه بشيء زيادةً عن الجنود، بل كان يأكل ممّا يأكلون ويشرب ممّا يشربون ويعيش حياة التقشّف والخشونة، ولولا كثرة الحذر وزيادة الإحتياط وتنقلاته الخفيّة بين حُرّاسه الأوفياء لما كانت تمتاز حياته في مظهرها عن الجنود العاديين، وأمّا في الجوهر فقد كان جُندياً وقائداً بنفس الوقت.

وكان في نهاية كل معركة يجمع الضباط ورؤساء الفرق ثم يمرّون على ساحة المعركة متفقدين مُستنبطين يستفيدون من أخطائهم وأخطاء غيرهم.

وكانت تُعينه في تجاربه ودراساته معرفته بطبيعة الأرض وخبرته الفائقة في مسارب الجبال والوديان، وإلهام داخلي كان له أبعد الأثر في تكييف رأيه وتسييره في الطريق التي تريد، وليس الشيخ بخِرّيج مدرسة عسكرية، وإنّما هو رجلٌ مُحاربٌ شُجاعٌ أكسبته التجارب والمران خبرة عسكرية حَيَّرَت ضبّاط العدو وأفزعتهم، وكان لها الفضل الأكبر في ثبات الثورة كل ذلك الأمد الطويل.

تمويل الثورة:

  1.  من الأسلاب والغنائم التي كان المُجاهدون يغنمونها في المعارك.
  2.  معونة الملك فيصل.
  3.  معونة ابراهيم هنانو.
  4.  تبرّعات الوطنيين في كافة أرجاء سورية.
  5.  ثروة الشيخ صالح العلي التي وُضِعَت جميعها تحت تصرّف الثورة.
  6.  تبرّعات إخواننا في المهجر التي كان للمرحوم الشيخ محمد رمضان وأنجاله الشيخ يونس والشيخ أحمد الفضلُ في إيصال هذه التبرّعات وتسليمها للشيخ، فكانوا في شتّى مراحل الثورة لا يتوانيان عن التنقّل بين (الشيخ بدر) و (كرم مغيزل) و (طرابلس) وهما غير مباليان بما قد يتعرّضان له من عواقب من المُستعمر الغاشم.

وكان لحماة مساهمة فعّالة في دعم الثورة عن طريق نائبها السيد نجيب البرازي، ويُعاونه المرحوم رشيد طليع حاكم حماة ذلك الحين، فكان لتلك المُحافظة سجلاً خالداً لا تمحوه الأيام.

وكان لآل عدرا الكرام نصيبٌ في الجهاد مع الثورة ونذكر من هذه العائلة:

  • المُجاهد أحمد المحمود الذي سُجن ما يُقارب السنة والنصف.
  • وكامل المحمود الذي جُرح عدّة مرّات.
  • وعبد القادر المحمود.
  • وحسن المحمود.
  • ومصطفى المحمود الذي نُفِيَ إلى جزائر المارتينيك وكالدونيا الجديدة.
  • ومحمود المحمود الذي سُجن في سجن طرابلس قبل انتهاء الثورة بشهر.
  • وعبد الرزاق المحمود الذي كان سكرتير الثورة، وكان صفيّ الشيخ وكاتم سرّه ومُمثّله لدى رئاسة أركان الحرب وواسطته مع المُراجعين والموالين والذين كانوا يرغبون الإجتماع بالشيخ والإفضاء إليه ببعض المعلومات أو يُحاولون الإتصال به لسببٍ من الأسباب، كانوا يجدون في سكرتيره عبد الرزّاق أصلح وسيلة لتحقيق ما يرغبون، وقد أخلص سكرتيره هذا لفكرة الثورة وكان الشيخ يعتمد عليه في كُل كبيرة وصغيرة، وكان يحمل مفاتيح الشيفرة لفك شيفرة الرسائل الواردة من الملك فيصل، وتشفير رسائل الشيخ التي يُرسلها إلى الملك فيصل.

العُقداء:

كان الشيخ يُطلق على رؤساء الفرق لقب عقيد، وللعقيد سلطة كُبرى على فرقته ضمن الأوامر المُعطاة له مُباشرة من الشيخ، ونذكر بعض أسماء العقداء:

  • عزيز هارون، اللاذقية.
  • جميل ماميش، اللاذقية.
  • سليم صالح، المريقب.
  • محمد عدرة، قلعة الخوابي.
  • حبيب محمود، بشراغي جبلة.
  • صالح ميهوب، بشراغي جبلة.
  • طاهر الخطيب، جيبول جبلة.
  • اسبر زغيبي، قرقفتي بانياس.
  • جابر ميهوب، الحطانية بانياس.
  • كامل المحمود، قلعة الخوابي.
  • عزيز بربر، قنية عطرة بانياس.
  • حامد ميهوب، بيت ميهوب طرطوس.
  • أنيس أبو فرد، الشيخ بدر.
  • فهد الشاكر، وادي العيون.
  • عباس أحمد، المريقب.
  • ابراهيم صالح، البودي جبلة.
  • محمد ابراهيم الشيخ، العنازة بانياس.
  • خليل الخطيب، برمانة المشايخ.
  • على مفلح، سنديانة جبلة.
  • جبور مفلح، سنديانا جبلة.
  • أبو علي العجمي، وادي العيون.
  • أحمد عليا جديد، دوير بعبدي جبلة.
  • محمد الديّوب شلهوب، وادي العيون.
  • مصطفى خير بك، وادي العيون.
  • مرشد شيحا، خرائب سالم جبلة.
  • محمد الخدّام، مصياف.
  • عباس حبيب، الشيخ بدر.
  • يوسف عيد وأخوه سليمان عيد، جبلة.
  • خليل الخطيب، جيبول جبلة.
  • مصطفى كروم، سنديانة جبلة.
  • هاشم إسماعيل حسّان، بحنّين.

وقد استشهد من هؤلاء عدد غير قليل وحُكِمَ أكثرهم بالإعدام ثم استطاعوا النجاة بوسائل غريبة.

الفصل القادم: كيف بدأت الثورة وملخّص عنها وكيف انتهت....

  • 1وللأمانة نُذَكِّر بما ورد في الصفحة الأولى من هذا الكُتيّب أنّه تقدمة من أهالي قرية الرستة -منطقة الشيخ بدر- معقل المجاهد وحاضنة رُفاته. قاموا بكتابته وطباعته وتوزيعه مجانًا عن روح المجاهد الشيخ صالح العلي (قده) وبدورنا ننقله ونتشرّف بنشره في مكتبتنا هنا ليتوسّع انتشاره وتعمّ فائدته.. والفصل القادم عن: كيف بدأت الثورة وملخّص عنها وكيف انتهت...
    (إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية)