أبناء شعبة كثيرون وهذه العائلة من العائلات العلمية العريقة ولها الفضل الكبير على أبناء الولاية.. ابن شعبة صاحب تحف العقول وأقوال العلماء فيه.. وفي الختام أقول بأن ابن شعبة الحراني من أعاظم علماء وفقهاء المسلمين العلويين ومراجعهم الدينيين...

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 08/05/2013 - 14:10

المرسل: قاسم الشمري في 14\04\2013م

اطلب من حظرتكم معلومات كافيه عن حياه وسيرة العالم الفاضل الجليل بن شعبه الحراني مع ذكر المصادر فيه 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه الطاهرين والتابعين لهم بإحسان وإيمان إلى يوم القيامة والدين.

  يعلم الجميع أن أبناء شعبة كثيرون وهذه العائلة من العائلات العلمية العريقة ولها الفضل الكبير على أبناء الولاية.

  ورد في رجال بحر العلوم الطباطبائي: آل أبي شعبة الحلبيون خير شعبة من شعب الشيعة وأوثق بيت اعتصم بعرى أهل البيت المنيعة، وقال النجاشي: آل أبي شعبة بالكوفة بيت مذكور من أصحابنا روى جدهم أبو شعبة عن الحسن والحسين عليهما السلام وكانوا جميعهم ثقات مرجوعاً إلى ما يقولون، وفي رجال بحر العلوم : كان أبو شعبة من أصحاب الحسن والحسين عليهما السلام، وابناه علي وعمر وبنو علي وهم عبيد الله ومحمد وعمران وعبد الأعلى كلهم من أصحاب الصادق(ع) ويحي بن عمران بن علي من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام واحمد بن عمر بن أبي شعبة الحلبي ابن عم عبيد الله وعبد الأعلى وعمران ومحمد الحلبيين روى أبوهم عن أبي عبد الله وكان عبيد الله كبيرهم ووجههم كان يتجر هو وأبوه وإخوته إلى حلب فغلبت عليهم النسبة إليها، وقال البرقي عبيد الله له كتاب وهو أول كتاب صنفه الشيعة.

  فهذا ما قيل فيهم جملةً ولكن الأخ السائل أراد الاستيضاح عن ابن شعبة صاحب تحف العقول وهذا جوابه:

  هو الثقة الجليل والمحدث النبيل الشيخ الأقدم الشهير أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني الحلبي ( من إخوته الأجلاء أصحاب العلوم الغزيرة أبو جعفر وأبو عبد الله أبناء علي بن الحسين بن شعبة ) من أعلام القرن الرابع الهجري، الذي روى عن الثقات ورووا عنه كما لا يخفى، وللمكابر نقول: عليك بالمراجع المعتبرة عند أهلها.
  لم يحدد المترجمون له، والناقلون عنه سنة ولادته أو وفاته بل اضطربوا في ذلك اضطراباً كبيراً، والأرجح أنه ولد في أوائل القرن الرابع وتوفي في أخره ويحكى انه عاش أكثر من ثمانين عاماً.
  روي عنه في التراجم الشيعية أنه روى عن أبي همام،( أبو علي بن همام كان من أهل بغداد، ثقة جليل القدر يروي عنه التلعكبري (الكنى والألقاب للمحدث القمي). وعاصر الشيخ الصدوق، وروى عنه الشيخ المفيد واعتمد كتابه اعتماداً كبيراً في المراجع الحديثية.

  أقوال العلماء فيه:

  قال المجلسي صاحب البحار بعد ذكره كتاب تحف العقول:
عثرنا على كتاب عتيق ونظمه دل على رفعة شأن مؤلفه وأكثره في المواعظ والأصول المعلومة التي لا تحتاج فيها إلى سند.

  وفي كتاب أمل الأمل للحر العاملي: أبو محمد الحسن بن علي بن شعبة فاضل محدث جليل.

  وفي كتاب رياض العلماء للشيخ عبد الله أفندي : الفاضل العامل الفقيه المحدث المعروف صاحب كتاب تحف العقول.

  وفي رسالة الأخلاق والسلوك إلى الله على طريقة أهل البيت عليهم السلام للشيخ علي بن الحسين بن صادق البحراني قال:
ويعجبني أن أنقل في هذا الباب حديثاً عجيباً وافياً شافياً عثرت عليه في كتاب تحف العقول للفاضل النبيه الحسن بن شعبة من قدماء أصحابنا حتى أن شيخنا المفيد رحمه الله ينقل عن هذا الكتاب، وهو كتاب لم يسمح الدهر بمثله2 ، ويفهم من ذلك تقدم عصره على عصر الشيخ المفيد.

  وفي روضات الجنات للمحدث الخونساري:
الشيخ المحدث الجليل الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني أو الحلبي فاضل فقيه ومتبحر نبيه ومرتفع 3 وجيه، له كتاب تحف العقول عن آل الرسول، مبسوط كثير الفوائد، معتمد عليه عند الأصحاب، أورد فيه جملة وافية من النبويات، وأخبار الأئمة عليهم السلام ومواعظهم الشافية على الترتيب، وفي أخره أيضاً القدسيان المبسوطان المعروفان الموحى بهما إلى موسى وعيسى بن مريم عليهما السلام، في الحكم والنصائح البالغة الإلهية، وباب في بعض مواعظ المسيح الواقعة في الإنجيل، وآخر في وصية المفضل للشيعة، كما قال في خطبة الموصوف وأتيت على ترتيب مقامات الحجج عليهم السلام، واتبعتها بأربع وصايا شاكلت الكتاب ووافقت معناه وأسقطت الأسانيد تخفيفاً وإيجازاً، وإن أكثره لي سماعاً، ولأن أكثره آداب وحكم تشهد لأنفسها، ولم اجمع ذلك للمنكر المخالف بل ألفته للمسلم للأئمة العارف بحقهم الراضي بقولهم، الراد إليهم، وهذه المعاني أكثر من أن يحيط بها حصر وأوسع من أن يقع عليها حظر، وفيما ذكرناه مقنع لمن كان له قلب، وكاف لمن كان له لب ، وفي هذه الجملة أيضاً من الدلالة على غاية اعتبار الكتاب ما لا يخفى، مضافاً إلى أن غالب مرسلاته بطريق إسناد السند، والإسناد إلى قول الحجة عليه السلام دون إبهام الراوي، وهو ظاهر في أخبار الجازم، ويجعل الخبر مظنون الصدق فيلحقه بأقسام الصحيح، وله أيضاً كتاب التمحيص، مختصر في ذكر أخبار إبتلاء المؤمن كما نسبه إليه الشيخ إبراهيم القطيفي في كتاب الفرقة الناجية مكرراً من بعد ما وصفه فيها بالفضل والعلم والعمل، والفقه والنباهة وتبعه في هذه النسبة أيضاً صاحب المجالس، والرياض، وشرح الزيارة الجامعة.

  وفي كتاب تأسيس الشيعة للسيد حسن الصدر:
الشيخ أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني رضي الله عنه شيخنا الأقدم وإمامنا الأعظم له كتاب تحف العقول فيما جاء في الحكم والمواعظ عن آل الرسول عليهم السلام كتاب جليل لم يصنف مثله 4 ...وكان هذا الشيخ جليل القدر عظيم المنزلة .

  قال الشيخ آغا بزرك المنزوي الطهراني في موسوعته: الذريعة إلى تصانيف الشيعة في حرف التاء ج3 :
تحف العقول فيما جاء من الحكم والمواعظ عن آل الرسول عليهم السلام للشيخ أبي محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني الحلبي المعاصر للشيخ الصدوق الذي توفي سنة 381هـ، ومن مشايخ الشيخ المفيد، كما ذكر الشيخ علي بن الحسين بن صادق البحراني في رسالته في الأخلاق، قال: إنه من قدماء أصحابنا حتى أن شيخنا المفيد (ره) ينقل عنه وكتابه مما لم يسمع الدهر بمثله، وهو يروي عن الشيخ أبي علي محمد بن همام الذي توفي سنة 336هـ، كما في أول كتابه التمحيص حتى أن روايته عن أبي همام في أول التمحيص صارت منشأ تخيل بعض في نسبة التمحيص إلى أبي همام مع أنه لصاحب تحف العقول.

  قال الفاضل علي أكبر غفاري:
كان - رحمه الله – ( ابن شعبة الحراني) من أعاظم علماء الإمامية في القرن الرابع، وأوحديا من نياقدها، وفذا من أفذاذ الشيعة ومفخرا من مفاخرها بل هو عبقري من عباقرة الامة وعلم من أعلامها فقيه من فقهاء الطائفة وإمام من أئمتها، محدث جليل القدر، عظيم الشأن، رفيع المنزلة كثير العلم، له نفسياته الزاكية وفضله الواسع وأدبه الناصع وعلمه الناجع، ينم عن كل ذلك تأليفه القيم الذي هو عنوان عقله وعيار قدره بل لسان فضله وميزان علمه كتاب تحف العقول في ما جاء من الحكم والمواعظ عن آل الرسول، كتاب كريم لم يصنف مثله وهو يحوي من نظام عقود الغرر والدرر، ومحاسن الكتب والمواعظ والزواجر والعبر وكرائم الحكم والخطب وعقائل الكلم والأدب ما يروق اللبيب رواؤها ويروي الغليل رواؤها، تزجر النفوس عن رداها وترشد القلوب إلى مستواها وتوحي إليها رشدها وكمالها وتبصرها عيوبها وعماها وتخلبها عن غاشيات هواها ويلمها فجورها وتقواها، وتقودها إلى الملكوت الأعلى وسنامها الأسنى وتسوقها إلى مشهد النور الأجلى، وهي الغاية المتحراة للعقل الرشيد وذلك لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. قد أثنى عليه كل من تعرض له وأطراه بالعظمة والنبالة والتبجيل وأطبقت كافتهم على فضله وفقهه وتبحره وجلالة قدره ورفعة شأنه ووثاقته والاعتماد على كتابه.

  قال مدير مكتبة الإمام أمير المؤمنين في النجف الأشرف السيد عبد الحسين أحمد الأميني النجفي 1376هـ:
ولقد قيض الله سبحانه في القرون الخالية أمة من أعلام الدين، وأساتذة العلم وأئمة الحديث، لجمع شتات تلكم الآثار والمآثر، ولم شعثها لبغاة العلم، وروَّاد الفضيلة، وحملة العقل والنهى، فدونوا من كلم أولئك السادة أئمة أهل البيت عليهم السلام مجاميع ومسانيد وألفوا كتبا قيمة تحوى درراً وغرراً، وتتضمن بين دفتيها ينابيع الحكم وجوامع الكلم وعقود العظات البالغة ومعاقد المنجيات والمهلكات.
  وفي طليعة أولئك الأفذاذ وتأليفهم هذا الكتاب القيم الذي لا ريب فيه هدى للمتقين ومؤلفه الحبر الفقيه النيقد الأعظم، حسنة الدهر، ومفخرة العلم والفضيلة في القرن الرابع شيخنا أبو محمد الحسن بن علي بن حسين بن شعبة الحراني ولقد جمع فأوعى، وأفاد بإثارة علمه فأجاد، وأتحف العقول بفضله الجم، وأدبه الكثار، فجاء كتابه منية المريد، وبغية المحدَّث، وطلبة الباحث، ومأرب الواعظ الناصح، ونجعة المتكلم المصلح، فليس من البدع أن يكون كتابه في الطبقة العليا من موسوعات العلم والعمل، وقد عكفت عليه العلماء الأعلام منذ يوم تأليفه حتى شارف عصرنا الحاضر، ووصفوه في المعاجم والتراجم بكل جميل ونصوا على اعتبار الكتاب واعتماد الأصحاب عليه وشهرته وكثرة فوائده، وأثنوا على مؤلفه بالفقه والعلم والفضل والتبحُّر والنباهة والوجاهة والجلالة والثقة به، أضف إليها حسن اختياره وانتخابه، وهو دليل عقله وبرهان قدسه، وتضلعه في الحديث. (عبد الحسين احمد الاميني)

  وفي الختام أقول بأن ابن شعبة الحراني  من أعاظم علماء وفقهاء المسلمين العلويين ومراجعهم الدينيين وهذا من المُسَلمات المُجمع عليها عند أبناء الولاية العلوية، وإن أحاديثه ورواياته غاية في الصحة والوثاقة بحيث أنّه ركز على الأحاديث الجامعة الأصولية التي يتفرّع منها الكثير من القواعد العقائدية والأصولية والفقهية والأخلاقية ويمتاز كتابه في أن أكثر أخباره سماعاً تشهد لأنفسها كما أوضح ذلك في مقدمته، وقد ألّفه للمُسَلِّم للأئمة العارف بحقهم الراضي بقولهم الرادّ إليهم ممّا يدل ذلك على خصوصية كتابه التي تُغني عن المُشتركات والعُموميّات، وفي الوقت نفسه فإنّ الناهل من عبابه يرتاح من عناء تكلّف القواعد المُستحدثة التي تزيد المُعَقد تعقيداً، وفي كل الأحوال فإنّ هذا الكتاب مرجعٌ مُعتمدٌ في علم الرواية والدراية لما فيه من: أصول الدين وفروعه، وجوامع الحق وفصوله، وجملة السنة وآدابها، وتوقيف الأئمة وحكمها، والفوائد البارعة، والأخبار الرائقة.

  والحمد لله رب العالمين.

حسين محمد المظلوم
30\4\2013
  • 1القارئ الكريم: في موضوعنا (أنت تسأل والشيخ العلوي يُجيب) السؤال مُتاح للجميع فلا تتردّد و اتصل بنا .
    ومن أحب الإطلاع على بقية الأسئلة فإليكم: فهرس الأسئلة مُصنّفة حسب إسم السائل. 
  • 2 ( هذا التعبير أبلغ وصفٍ لهذا الكتاب النفيس.)
  • 3(المراد بلفظة مرتفع أنه من خواص الشيعة المستبصرين وليس من عوامهم المقلدين، وقد فسرها البعض بمعنى الغلو، وهذا تفسير غبي يدل على انخفاض صاحبه لأنه أبى الارتفاع.)
  • 4(هذا الوصف على غرار الذي قبله، ولهذا فقد اعتُمد هذا الكتاب النفيس عند علماء المدرسة العلوية لأنه يُغني عن غيره ولا شيء يُغني عنه من الكتب الحَديثية القديم منها والحديث.)