المجلس الإسلامي العلوي.. الإصلاح واستعادة الثقة.. 2023م بقلم م. ربيع معين سليمان/الحربوقي

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 03/05/2023 - 15:55

 المجلس الإسلامي العلوي
الإصلاح واستعادة الثقة
يدخل المجلس الإسلامي العلوي في لبنان مرحلةً جديدةً من التحديات ومُنعطفًا هامًّا في مسيرته، لا سيما بعد خروجه من مستنقع العبث والتخبط الذي أوقعته فيه الإدارة السابقة للمجلس والتي شوّهت صورته وصادرت دوره عبر ممارسات نترفّع عن ذكرها منعًا لتلوث الذاكرة والألفاظ -علمًا أننا لم نسكت عنها في وقتها وكنا حاضرين في كشفها وتبيان خطورتها رغم ما لاقيناه من تهديد وضغوط-.

ومع بداية هذه المرحلة يحاول العلويون استرجاع الأمل بعدما تراكمت عليهم سنين من الفشل والخيبة، سيما وأنّ المجلس قد دخل في السنوات الأخيرة مرحلة العناية المشددة، قبل أن تداركته العناية الإلهية فهيّأت له نوايا طيبةً وهِمَمًا عاليةً وعقولاً صافيةً تتمتع بحسن الإدارة وقوة الإرادة، لا يسعنا سوى تقديم الشكر والتقدير لجهودهم الجبارة في إيصال الأمور إلى ما آلت إليه، لا سيما لجهة احتواء ردات الفعل والحفاظ على وحدة المجتمع ومنع محاولات الفتنة.

إلا أننا مع عودة الأمل وبدء العمل يجب أن نبقى على يقظة ومتابعة دقيقة لمجرى الأحداث، حاضرين لخدمة مشروع الإصلاح، ومساهمين في معركة إعادة البناء... مُؤكدين على الثوابت التي انطلقنا منها مع مجموعة من أهل الغيرة والإيمان...

  • إنّ المطلب الرئيس في المرحلة القادمة يكمن في استعادة الثقة، واسترجاع الهيبة للمؤسسة التي احتلت عند العلويين مرتبة الشرف العليا ...
    فالمجلس الإسلامي العلوي هو رأس الهرم في المؤسسات العلوية و أعلاها رتبة وشرفًا، وهو الحصن المنيع لأبناء الطائفة الاسلامية العلوية، يُؤَمِّن لهم المِنعة والحِماية في بلد يتحدَّدُ فيه حجم الوجود والحقوق تبعًا للانتماء الديني، وهو يُمَثِّل الهُوِيَّة الدينية والوجه المشرق الذي نطل فيه على مجتمعٍ مهما تعددت فيه تسميات الحُكم يبقى  المعيار الديني هو الغالب والمسيطر، وهو المؤهَّل عند الارتقاء في حفظ الأمانة وحُسن أداء الرسالة ليكون ناطقًا رسميًّا باسم عموم العلويين في بلاد الانتشار، حيث يُنظر إليه  إن صحّ تقديره وبلوغه مرتبةً من الوعي الديني والسياسي والأداء السليم  ليكون نموذجًا يُحتذى به في بلاد انتشار العلويين.
     
  • تَعتبر الطائفة الإسلامية العلوية أنّ المجلس الإسلامي العلوي هو الضمانة والحصانة لحضورها وحقوقها، سيما وأنّ الحالة السياسية غير متّفِقة أو مضمونة في معظم الأحيان مع هُوِيَّةِ العلويين الدينية والوطنية، فهي تخضع لتأثير الأحداث والضغوط وسيطرة القوى السياسية، وهذا ما يجعل التمثيل السياسي مقيّدًا وعاجزًا أحيانًا، وربما مُعاكسًا في بعض الأحيان للمصلحة العلوية.
     
  • والمجلس الإسلامي العلوي في لبنان يجب أن يضمن وحدة الطائفة الإسلامية العلوية التي تتعرّض لمحاولات اختراق مُمَنهَج عبر جِهات لا تزال تعتبر المجتمع العلوي ساحةً خلفيَّةً لمشاريعها وحضورها، كما تعتبر المذهب العلوي مُنشَقًّا أو مُتمردًّا تعمل على استعادته إلى هيمنتها... وهذا يتطلب التصدّي لهذه الخطورة المستمرة ومواجهة أدواتها.
     
  • إنّ المجلس الإسلامي العلوي، ورُغم العديد من الإخفاقات في مراحله السابقة.. إلا أنه ينطوي على عدد من الكفاءات والإنجازات ينبغي الحفاظ عليها وتطويرها والاستعانة بها لتأمين انسيابية إيجابية في العمل تمنع حدوث انقطاع وفجوات بين المراحل، وتستفيد من الخبرات وتُفَعِّل الكفاءات التي تعرضت للتهميش والإبعاد.
     
  • الإسراع في تشكيل اللجان والبدء بالتحضير للمرحلة الجديدة عبر إجراء انتخاباتٍ شفافةٍ ونزيهةٍ تضمن مشاركة الجميع بما يُفَعِّل دور المجتمع ومشاركته في عمل المجلس... فالتأخير في تنفيذ هذه المرحلة قد ينسف الإنجاز، ويزيد الشكوك والمخاوف من الانتقال من واقع سيء إلى واقع أسوأ.
     
  • إشراكُ القوى الفاعلة وعدم استبعاد أحدٍ من المشاركة والتنافس في تقديم الأجدر والأقوَم لتشكيل منظومة عمل من الأخيار يتحقق فيها عامل الانسجام والتفاعل الإيجابي الذي يضمن الخير والنجاح.
     
  • وضع المعايير المناسبة التي تضمن وصول النُّخبة التي تتمتع بالوعي والكفاءة وصحة الولاء والانتماء إلى المواقع المتقدمة، والتي يجب أن تُدير المجلس بما يضمن الارتقاء إلى مستوى المسؤولية والأمانة، وعدم الوقوع في أخطاء المرحلة السابقة بوصول من لا يستحق إلى سدة المسؤولية ومواقع التأثير في القرار، وهذا يتطلب ما يسمى صيغة (التوجيه والرعاية لضمان المصلحة)، وهذا أمرٌ مُتَّبَعٌ في المواقع القيادية الهامة.
     
  • وضع الضوابط التي تضمن عدم التفرد بالقيادة والانزياح عن طريق الصواب ومنهج الحق، ووضع آلية محاسبة ومساءلة لكل من يسيء إلى المؤسسة الدينية.
     
  • المجلس الإسلامي العلوي هو مجلس ديني بامتياز، مهمته الرئيسة تكمن في الحفاظ على المذهب العلوي، وتضمن استقلاليته وثباته على نهج الأئمة المعصومين والثقات من أهل العلم والدين، وتصونه من البدع والانحرافات، وتمنع عنه الدُّخلاء، وتقطع أيدي العابثين، لذلك فالغاية الدينية فيه تسمو فوق كل الاعتبارات الأخرى، ويجب منحها صفة القداسة وتقديمها إلى موقع الأولوية، لضمان عدم الهبوط بالمجلس من رتبة التكليف الديني إلى رتبة الخدمات الدنيوية....

وهذه المؤسسة الدينية لها أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية مضافة إلى قيمتها، فإذا أُحسن إدارتها تمكنت من تحقيق تلك الأبعاد وشكلت رافعةً وإضافةً نوعيةً إلى الحضور العلوي في لبنان تزيده منعةً وقوةً، وتعطي أبناء الطائفة حصانةً تحفظها.

هذا ما نصبو إليه.. وهذا ما نستحقه...

وهذا ما يستحقه ديننا القويم ومذهبنا الشريف...

وهذا ما نرجو أن تكون عليه الحال.

م. ربيع معين سليمان/الحربوقي/
جبل محسن في 03\05\2023م


يمكن للقارئ الكريم الاطلاع على ملف العلويون في لبنان.. المجلس الإسلامي العلوي والنائبان! بقلم م. ربيع معين سليمان/الحربوقي. وفيه كلمات ومقالات ودراسات  يتحدث فيها الكاتب عن الحقبة السابقة منذ سنة 2006 وحتى 2023م
كما يُمكن تحميل هذا المقال بصيغة بي دي أف بالنقر على عنوانه أدناه. وأهلاً وسهلًا بكم.