محاولة تشويه العقيدة العلوية

أُضيف بتاريخ الأحد, 14/11/2010 - 17:00

وبعد هذا العرض التاريخي المشوّه انتقلت بالحديث عن العقيدة العلوية لتتخبّط بين متناقضات الأيجي والبغدادي والأشعري ولتصل إلى نتيجة مفادها: (إنّ العقيدة العلوية هي تقديس علي، أي شيعية).
ولو قالت (هي تفضيل علي) لكانت أكثر صدقاً ولكنها ما اعتادت على ذلك.

ثم بدأت بشرح أسباب انقسام المسلمين، على طريقة ابن تيمية، لتصل إلى نتيجة تهميشيّة للتاريخ الإسلامي.

وختمت هذا الفصل بقولها الذي برز في أكثر من موضع، من أنّ (العقيدة النصيريّة ذات أصل فارسي) ، مُستبعدة أن تكون هذه العقيدة قد نَبَتت في سوريا مُعلـّلة ذلك بأسباب وَهمية لا حقيقة لها إلا في مُخيّلة المُغرضين، وهي (إنّ هذه العقيدة تحمل في طيّاتها شتم الخلافاء الثلاثة، وإنّ سوريا وتحديداً الشام كانت عاصمة لمعاوية رأس الدولة الأموية) ، فلهذا اعتَبَرَتْ أنـّه لا يُمكن أن تنبُت هذه العقيدة في عاصمة بني أميّة!.

كم ذاق العلوي من الويلات بحجّة هذه التهمة التي لا علاقة له بها وقد ألصِقت به تبريراً لجرائم المُعتدين.

وإنّ عقيدة المسلم العلوي ذات أصل قرآني نبوي إمامي علوي، لا علاقة لها بالجغرافيا، فالإيمان بالله ينطلق من القلب، ويُترجم بالعمل، ويُعلن باللسان، ولا يتعلق بوطن الإنسان. والمسلم مسلم حتى ولو كان في (بريطانيا)، والإسلام ليس حكراً لأحد دون الآخر، ولا ينحصر في بلد دون بلد.

هذه الأفكار لا تخلو من غايات سياسية دنيئة، نحن بغنى عن الدخول في غوغائها، ثم إنّ قولها هذا لا يَرتكز على نصّ ثابت، وما هو إلا من نتاج فكرها المشوّش ونفسها المريضة بمرض التعصّب، وقلبها المملوء حقداً وبغضاً، وهكذا قلب يستحيل أن يستقر الإيمان به أو حتى يمر عليه.

فإذا أصرّت هي وغيرها على معرفة منبت العقيدة العلوية، فالتاريخ يُخبرها ويؤكد لها بأنّ هذه العقيدة نبتت في بيت رسول الله (ص وآله) وعلى لسانه حينما أنذر عشيرته الأقربين، مُبلغاً أمر رب العالمين، بقوله تعالى في مُحكم كتابه المبين: ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾
ونمت وازدهرت يوم الغدير بإعلان الولاية والخلافة والإمامة للأمير، بعدما جاء جبريل الأمين بتبليغ من الخالق القدير إلى البشير النذير ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ .
وقام لمبايعة الإمام الجم الغفير ثم ترسّخت هذه العقيدة العلوية في قلوب أهل الولاية، وفاضت مواردها للمتـّقين على يد الأئمة المعصومين، وهي باقية إلى يوم القيامة والدين.