كلمة العلاّمة السيّد محمد حسين فضل الله

أُضيف بتاريخ الأحد, 14/11/2010 - 17:00

إنْ كان هذا الكاتب يَجهل عقيدة هذه الفئة المؤمنة فسأنقل له من هنا ما قاله أحد معاصريه، وهو سماحة العلاّمة السيّد محمد حسين فضل الله في تقديمه لكتاب "أصول الدين عند الشيعة العلويين" تأليف العميد أحمد عبـّاس، وهو من المسلمين العلويين.

قال، والكلام للسيد فضل الله:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وآله الطيبين وأصحابه المُنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

وبعد فإنّ العلويين عاشوا في فترةٍ تاريخيّة صعبةٍ من القهر والإضطهاد من قِبل أكثر من سلطة مُتعصـّبة في الواقع الإسلامي حتى انفصلوا عن حركة الواقع الثقافي الإسلامي من خلال العُزلة المفروضة عليهم ممـّا أوجب الكثير من الأحكام الجائرة ضدّهم، وأدّى إلى ضبابيّة المفاهيم عندهم، ولكن ثبت لديهم الجذوة العرفانية، والروح الولائية، وقد قام بعض العلماء والمُفكرين بتوضيح الصورة وتصحيح المفهوم بالإعلان أنـّهم مُسلمون في خطّ أهل البيت عليهم السلام يعتقدون ما يعتقده المسلمون في هذا الخط ويتابعون منهجهم وقد قام هؤلاء المسلمون الشيعة العلويون ببناء المساجد في مدنهم وقراهم وإرسال طلابهم إلى الحوزات العلمية في النجف وقمّ ولبنان والسيّدة زينب من أجل أن يتخرّجوا عُلماء هُداة للسَير في الخط المستقيم.

وهذا الكتاب "أصول الدين عند الشيعة العلويين" لمؤلفه أحمد هاشم عبّاس من الكتب النافعة التي توضح صورة العقيدة التوحيديّة الإسلامية الشيعية التي يعتقدها العلويون الذين لا يَرَون بديلاً عن الإسلام ولا يَأخذون بأسباب الغُلوّ، ولذلك فإنـّه يَسدّ فراغاً في المكتبة الإسلامية التي تبحث عن الوضوح في العقائد في أكثر من موقع إسلامي لينطلق المسلمون جميعاً في خط الحوار أساس الوضوح المُرتكز على المصادر الأصيلة بحيث يفهم كل فريق إسلامي الآخر في عقائده ومنهاجه وخطوطه الشرعية من خلال المصادر الأصيلة عنده مما يكتبه أهله لا ممّا ينسبه إليهم الآخرون الذين قد ينطلقون من الأمانة والصدق والإخلاص والأصالة.

ونأمل أن يتبع هذا الكتاب كتب أخرى تـُساهم في إيضاح الصورة حتى يبتعد الذين يصطادون في الماء العكر عن كل ألوان الإصطياد الشرير. الله المسؤول أن يُوَفق المؤلف ويَنفع المسلمين بكتابه والله ولي التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل). 1

وهذه الكلمة دليلٌ كافٍ على سقوط الزعم الثاني القائل (إنّ العلويين يقولون باتحاد الله بعلي عليه السلام).
فمنزلة الإمام (ع) عندنا دون منزلة النبي (ص وآله) وفوق منزلة المخلوقين، وغير هذا فمرفوض من أساسه كائنٌ من كان قائله.
وإنّ شهادتنا على أنفسنا خير دليلٍ على صحة اعتقادنا عند المنصفين.
أمـّا شهادة الآخرين فينا :

  • فلن تزيدنا إسلاماً إن كانت صادقة، بل تدل على إنصافهم، ومعرفتهم بحقيقتنا.
  • ولن تـُنقص إسلامنا إن كانت كاذبة بل تدُلّ على تعصّبهم، وجهلهم بواقعنا.

وشهادة السيّد فضل الله إنْ دلّت على شيء فإنّما تدل على إنصافه وعدم تعصّبه، ومعرفته بالواقع العلوي كما هو.

♦ وخلاصة الكلام: فالعلوي مسلمٌ بشهادته لا بشهادة الغير. ولا يستطيع أحدٌ أن يسلب الإسلام من أهله، أو يُعطيه لغير أهله فالإسلام لمن اسلم لله في قوله وفعله واعتقاده.

  • 1 كلمة العلاّمة السيّد محمد حسين فضل الله