نداء عَلَوي عاجل.. 2006م بقلم المهندس ربيع سليمان الحربوقي

أُضيف بتاريخ الأحد, 23/10/2011 - 16:15

نداء عَلَوي عاجل


خاص إلى السيد شارل أيوب

بسبب تسارع الأحداث، وحساسية الموضوع ودقته نرجو تفهمكم لأهمية هذا المقال ولضرورة نشره بالسرعة القصوى.

بعد تفضل جريدتكم بنشر مقالتي (العلويون في لبنان أين هم؟) بتاريخ 11\05\2006م وما لقاه من إجماع وتأييد كبيرين جاوزا الإعجاب إلى حد التكليف بمتابعة أمانة النطق عن الهوية العلوية، وبعد استنفاذ البدائل الإصلاحية لتصحيح واقع التمثيل السياسي لطائفتنا، أبث عَبركم هذه العجالة بعنوان "نداء علوي عاجل" وأبثه عبر وسيلة إعلامية على قاعدة: " اللهم فاشهد أني قد بلغت".

  • وهو نداءٌ كون الأذان قد صُمّــت عن سماع صوت الحق وحديث العقل.
     
  • وهو علويٌ كونه يُمثل إجماع طائفة تمرّدت على سياسة الفرض وانتفضت لحضورها وكرامتها.
     
  • وهو عاجلٌ كون الخطر قد لامس مناطق مُحَرّمَة تمسّ هوية الطائفة وهذا ما لا يقبله العلويون.

فالعلويون في لبنان هم أبناء طائفة بنت واقعها وصاغت حركة فعلها وانفعالها من وحي البُعد الديني والسياسي في وحدة بينهما تكاد لا تنفصل.

فالطائفة العلوية التي يُحدد هويتها وانتماؤها العقائدي برسول الله وآل بيته عليهم أفضل الصلاة والتسليم تشرّبت معاني الجهاد ضد الكفر والظلم والبَغي وتأصلت فيها قيم نصرة الحق والنضال في سبيل العدل والخير، وتمثلت في رجالاتها الذين أنجبتهم أمثولة في الدفاع عن الدين والدولة ، ليس ابتداء بسيف الدولة الحمداني الأسد الرابض على ثغور الدولة الإسلامية مروراً بالأسد الثائر المجاهد الشيخ صالح العلي، وليس انتهاء بالقائد البطل حافظ الأسد بطل الصمود والتحرير....

فهذا التراث ألبسنا ثوب المجد والكبرياء ورسم قدرنا وحضورنا في موقع الجهاد الدؤوب والنضال المستمر لإحقاق الحق والدفاع عن شرف الأمة وكرامتها وحريتها واستقلالها.

غير أننا نرى البلد يُقاد إلى مصيرٍ يُعاكس قناعاتنا وخياراتنا الوطنية، فالتداعيات التي حدثت بعد القرار 1559 وجريمة اغتيال الرئيس الحريري شوّهت المجتمع اللبناني بكل تراكيبه وشكّلت حالة فرز واصطفاف تحت عناوين طائفية أكثر منها سياسية، ومن جملة ما طالته، الطائفة الإسلامية العلوية.

فالعملية الإنتخابية أحدثت بفساد قانونها وسفاهة مُجرياتها واقعاً مريراً قرّرته وفرضته "كاسحة الخيارات الوطنية" بملايينها التي جرّت آلاف الأصوات التائهة والمُنفعلة إلى حالة اللاوعي حيث يتم تشكيلها على وقع إملاءاتٍ وارتهاناتٍ خارجيةٍ مُعاديةٍ وإنتاج "واقع الضياع" الذي يستلزم استحداث مُقرّرين عن طوائفهم لا قرار لهم سوى قرار الطاعة.

ولما كان الحكم على المواقف السياسية يتم على أساس طائفي حيث يزجّ أصحاب المصالح المشبوهة أسماء طوائفهم في صراع أسقطوا فيه كل الحُرُمَات، وبسبب التحاق ممثلينا السياسيين في ركب الضياع ولو بصفة شاهد زور، وما يُسببه هذا الإلتحاق من التباسٍ طال موقف الطائفة الوطني فإنّ ذلك يستدعي إزالة الإلتباس ورفع الشبهة بإبراز موقف الشارع العلوي تجاه الأحداث وتجاههما.

فالنائبان العلويان اللذان تم استحداثهما بواقعٍ غير شرعي حيث لم يحصلا مجتمعين على أكثر من عدة مئات من أصوات العلويين في طرابلس وعكار معاً، أي أن شرعيتهما في تمثيل الطائفة وُلِدَت مَيتة.

والنائبان لم يسعيا إلى ردم الهوّة وتحقيق المصالحة مع الطائفة ولم تستطع هذه النيابة المجانية أن تمنحهما أهليّة تمثيل الطائفة فغاب الإنسجام وأضحت مواقف النائبين مُغايرة حيناً ومُعاكسة في أغلب الأحيان مع توجّه أبناء الطائفة.

فقد نسي النائبان أو تناسيا أنّ حق الطائفة عليهما أكبر من أي حق، وأنّ شرف انتماء الإنسان لمُعتقده أنقى وأطهر من أي ارتهان زمني، وأنّ تراث الطائفة وتاريخ جهادها ونضالها، وآلامها وآمالها أكبر من وقع أي حادثٍ عرضي مهما تمادت تداعياته إذ لولا شرف الانتماء للطائفة لما حظيا برؤية البرلمان.
فللطائفة حقٌ على نائبها لا تتنازل عنه وعليه واجب تجاهها دينياً وأدبياً وأخلاقياً. وحتى في القانون يُعرَّف النائب بأنه مُمَثّل للشعب وخادمٌ له ومُدافع عن مصالحه.

وانطلاقاً من هذه المُقاربة بين طائفة متجذرة بعقيدتها ومبادئها ووطنيتها وحقيقتها السرمدية وبين مُمَثليها السياسيين المُنتمين الى أكثرية وهمية وعرضية، وبحكم حق الطائفة على نوابها وواجبهم الذي يُمليه عليهم انتماؤهم إليها دينياً وأخلاقياً، وبحق تراث الطائفة وحضورها وكرامتها وهويتها، وبحق القانون الذي يُعيّن الشعب سيداً على خادميه ومرؤوسيه،
فإننا نطلب من سعادة النائبين الإرتداد فورًا إلى مواقع العِزة والكرامة والإباء، والإمتثال إلى قرار الطائفة الوطني، والإنسحاب من صفوف التآمر على عروبة البلد إلى موقع الوطنية حيث قرارنا وخيارنا وقدرنا، وإعلان البراء من حالة الارتهان والتبعية والإلتحاق بفيلق المقاومين والمدافعين عن عروبة لبنان واستقلاله حيث لا أحد أجدر منا بهذا الموقع، وتحقيق الإنسجام مع منطق الحق والوطنية الذي ينتهجه أبناء الطائفة. 1

وإننا إذ نعتبر هذا النداء أخيراً، وحتى لا يتحول النائبان من سيفٍ بيد الطائفة إلى سيف مُسَلّط على رقبتها، فإنّنا نعتبر أنفسنا في حِلّ من أي قرار أو خيار يأخذه النائبان خارج خيار الطائفة الوطني الذي حَدَّد مَعالمه وعبّر عن جوهره أول ثائر على الاستعمار في عصر العرب الحديث المجاهد العربي العلوي الشيخ صالح العلي بقوله:
سيوف المجاهدين تتململ في الأغماد، وقلوبهم في غليان واضطراب، لا نقبل أن تمتهن كرامة الأمة، أو تدنس حرمة الاستقلال، إننا للمُعتدين بالمِرصاد وسيرى الظالمون أيَّ مُنقلب سينقلبون.

وأخيرا نقول: إنّ للطائفة العلوية حُرمَةً، وتمثيلها شرَفٌ. فمَن أسقط تلك الحُرْمَة، سقط عنه ذلك الشرف.

بلسان أكثرية علوية.
عضو المجلس الإسلامي العلوي
المهندس ربيع سليمان.

  • 1وبعد هذا المقال بأشهر أي في الـ 2006م استجاب أحد النائبين وارتد إلى موقع العزة والكرامة والإباء.
    ونذكّر بأننا الآن في لبنان قد بُلينا بآخران خارجان عن خيار الطائفة الوطني وعن تاريخها المشرّف فنأمل أن يصل لكرسي المسؤولية من يُمثل خيارات الطائفة ويحترم إرادتها.. (إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية)