وصيّة الرسول (ص) لأمير المؤمنين (ع)

أُضيف بتاريخ الخميس, 22/10/2020 - 10:01

وصيّة الرسول  لأمير المؤمنين  1

يا علي، إن من اليقين أن لا ترضي أحدًا بسخط الله، ولا تحمد أحدًا بما آتاك الله، ولا تذم أحدا على ما لم يؤتك الله، فإن الرزق لا يجره حرص حريص ولا تصرفه كراهة كاره، إن الله بحكمه وفضله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط. 
يا علي، إنه لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل،2  ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أحسن من المشاورة،3  ولا عقل كالتدبير، ولا حسب كحسن الخلق،4  ولا عبادة كالتفكر. 
يا علي، آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة العبادة الفترة،5  وآفة السماحة المن،6  وآفة الشجاعة البغي، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر.7
يا علي، عليك بالصدق ولا تخرج من فيكَ كذبة أبدًا، ولا تجترئن على خيانة أبدًا، والخوف من الله كأتك تراه، وابذل مالَكَ وَنَفْسَكَ دون دينك، وعليك بمحاسن الاخلاق فاركبها، وعليك بمساوي الاخلاق فاجتنبها.


 

  • 1رواها البرقي في كتاب الاشكال والقرائن من المحاسن ص 17 مسندا عن أبى عبد الله عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وعليهم اجمعين وفيه [ وإن اليقين ]. وأعلم أن جميع ما روى عنه صلى الله عليه وآله في هذا الكتاب كانت موجودة في كتب الفريقين، رووها بأسانيدهم المعنعنة عن مشيخة العلم والحديث ولذلك لم نتعرض لتخريجها من كتب الاصحاب لقلة ثمرها وعدم الحاجة إليها وإنما تعرضنا لبعضها لاجل اختلافها وهذا دأبنا في جميع الكتاب.
  • 2الأعود: الأنفع. 
  • 3المظاهرة: المعاونة وفى المحاسن [ أوثق من المشاورة ]. 
  • 4زاد في المحاسن [ ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق. ]. 
  • 5الفترة: الانكسار والضعف وأيضا الهدنة. وزاد في المحاسن [ وآفة الحسب الفخر ]. 
  • 6زاد في المحاسن [ وآفة الظرف الصلف ]. والسماحة: الجود. 
  • 7زاد في المحاسن [ يا على انك لا تزال بخير ما حفظت وصيتى انت مع الحق والحق معك اه‍ ].