كلمة متواضعة

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 09/11/2010 - 02:30

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين وعلى آله الكرام الغر الميامين جعلنا الله لهم من التابعين الأوفياء المخلصين.

وبعد

يعلم المُنصفون أصحاب العقول المنفتحة على حقائق هذا العالم أنّ قوى الخير والشر مازالتا تتصارعان والحرب مستعرة على أشُدّها فيما بينهما ولا نهاية لهذا الصراع إلى يوم الحساب ... وعليه فإنّ أهل الشر والطُغيان يعملون جهدهم الفساد في الأرض وعدوّهم الأول هو الدين، لذلك نراهم يُسلّطون كل قواهم على تشويه صورة الدين وقلب الحقائق وتفريق العباد وزرع بذور الفتن والشقاقات لأنهم فقط بهذه الوسيلة (فرّق تسُد) يَصلون لغاياتهم الخبيثة ويُحَقّقون سعادتهم بنشر شرورهم ...

دائمًا وأبدًا وعبرَ مَرِّ التاريخ نرى هذه القِوى تُمْعِن في قلب الحقائق فتسلب قومًا محاسنهم وتنسبها لآخرين، وتنسب مثالب قومٍ لقومٍ آخرين إمعانًا منهم في شق الصف وضرب المزيد المزيد من الأسافين بين أبناء الدين الواحد ...

ولو يعلم البعض خطر هذا الشر ومدى تأثيره في إضعاف الشعوب وبالتالي في تخريب البلاد لأقلعوا عن مُساندة قوى الشر، فإنّ ترديدَ مقولات الأشرار (عن قصد أو غير قصد) هو بحد ذاته خدمة لهم والسَّاعي بالخير كفاعله والسَّاعي بالشر كفاعله ..

لا يخفى على من يَهتم بالحقائق ويطلب الإنصاف ويُعمل فِكرَه وعَقله وضميره فيما يقرأ أنّ ما حَدث في الأمة الإسلامية من مثل هذه الأمور يَندى له الجبين وتقشعِرُّ لذكره الأبدان ويخجلُ منه صاحبُ الضميرِ الحَيّ، وإذا سلّطنا الضوء أكثر فأكثر فإننا وبشكل طبيعي (إن أنصفنا) سيقع نظرنا على أمرٍ واقع رَدَّدْناه كثيرًا ونعود كما في كلّ مَرّة نُردد فنقول:

أنّنا كعلويين أكثر من لاقى أذى وتحمل ضررًا واكتوى ظُلماً بحيث (وللأسف الشديد) سُلبت محاسِنُنا ونُسِبَت لآخرين وجُمِعَت مَسالب العالم أجمَع ونُسِبَت لنا...

وقد عبّر عن هذه الحالة مجموعة من العلماء والأدباء العلويين في بعض المقالات وعبرَ سنين طويلة من الزمن 1 ولكننا وللأسف الشديد ما زلنا إلى هذه الأيام نُعاني من نفس المعضلة (تَجَنّي الآخرين علينا) وقد صبر أشراف هذه الطائفة العلوية المسلمة الكريمة وعُلماؤها وأسيادها وأصحابُ القرار فيها على الظلم ولم يردّوا منعًا لزيادة الشقاقات في صفوف هذه الأمة الإسلامية وسَعْيًا منهم لرَأبِ صَدعِها ورَحمَةً بها وبنا ورغبةً في لمّ شَملها.. ولكن هذا السكوت اعتبره المُعتدون دليل ضعف منا وزاد طمعهم في التعدي علينا ما استدعى الرَدِّ على هذه الطعون والشبهات والمُفتريات التي طالتنا، بالحجج والبراهين والأدلّة الدامغة دَفعًا للظُلم وإحقاقًا للحَق والعَدل وتفويتًا للفرصة على المُخرّبين.. والواجب يدعوني هنا لأسجّل خالص الشكر لكل مُنصف قال كلمة حقٍ وشهد شهادة صدقٍ في حق المسلمين العلويين2 ولم ينجَرّ وراء المُفتنين.

نلنا من المظالم والإتهامات الباطلة ما لا تتسع لذكره الكتب ولا يكفيه حبر الأقلام وما لنا إلا موالاتنا لآل طه عندهم ذنب3 .. ومن ينصره الله فلا غالب له.. ولن نخوض في الماضي وإنّما نشير إلى أننا بحمد الله وعَونه منصورون لأنّنا ما حِدنا عن نهج النبي الكريم والأئمة المعصومين نبغي وجه الله سبحانه لا وجه غيره.. فما زلنا رغم كل الشرور التي نالتنا صامدين ثابتين على الصراط المستقيم لدينا القوّة والقدرة العلمية والدينية على الرد على أي فِرْيَة ودحضها بما يُرضي الله ورسوله وأهل الإنصاف وذلك فضلٌ من الله عظيم ..

تفنّنَ الأشرارُ سابقًا ويَتفننون حاليًا بشتى أنواع ما أنتجته وتُنتجه شياطينهم، ولستُ في صَدد تَعْداد وتبيان ما فعلوه و يَفعلونه (والمتابع يعلم)، بل أُوَجّه النظرَ لآخر عبقرياتهم فأنَبّه إلى ما يلي :

البعضُ بسعيهم لبناء أمجاد دنياوية زائلة تحقيقا لغرائزهم وشهواتهم وميولهم لا يهمهم في تحقيق شهواتهم هذه لومَة لائمٍ ولا يأنَب لهم ضميرٌ أو يهتز لهم جَفنٌ 4 فيساندون بأفعالهم وأقوالهم قِوى الشر المُستفحلة ولكن هذه المرّة بطُرُقٍ مُختلفة كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ..

إنهم لا يكتفون بترديد مقولات قوى الشر والحقد والجهل والحسد فينا كمسلمين علويين لأنهم أنفسهم باتوا يُحسّون بالملل والضَعف من جَرّاء ترديدِ نفس الأقاويل وخاصة أنَه تمَّ تفنيدها كلها - وإظهار بُطلانها وزورها وتلفيقها - على أيدي علمائنا الكرام (وأخص بالذكر منهم فضيلة الشيخ حسين مظلوم مؤخرًا 5 ) ولم يَعد هذا التّردَادُ مَادّة قويةً بيدهم للطعن بنا.

ولذلك فإنهم يَسعَون الآن للنيل من رموز هذه الطائفة الكريمة وأعلامها ومراجعها فتناولوا عبر التاريخ أشخاصًا عدّة وحاولوا الطعن بهم وبوثاقتهم وشَكّكوا بإسلامهم وعُلو كعبهم 6 ، ناهيك عن ذلك فقد حاولوا إضافة أسماء لشخصيات لا تخصنا وإلصاقها بنا على اعتبارهم مراجع وثقاة لدى العلويين 7 ولكنهم الآن ولشدة خبثهم بدؤوا يُفردون كتبًا وبحوثًا حول هذا الأمر إمعانًا في التشويه .

ولكي يكون لعَمَلهم هذا تأثيرٌ أقوى فإنهم يَعمَدون على التدخّل لدى بعض الكُتّاب الذين يَنتمون للطائفة العلوية فيُغرونهم ويُغَرّرُون بهم بطريقةٍ من الطُرق ليكون البحثُ أو الكتابُ صادرًا عن يَدهم حتى يَسهُل عليهم لاحقًا الإستشهاد بأن فلانًا من العلويين قال كيت وكيت. فإن كان هذا المُغَرَّر به يعلم ما يحصل ويتابع فِعْلَهُ عن سابقِ إصرارٍ وتصميمٍ، نقول له كما تقول الآية الكريمة تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ.

أمّا إن كان قد غرّر به بطريقة التَبَسَ عليه الأمرُ فنقولُ لهُ أنّه خيرٌ للمَرء أن يَعرف حَدّه فيقفَ عِنده وأنْ لا يُقحم نفسه في المجهول فيَكون كَمَن يَهرفُ ويَغرفُ بما لا يَعرف. يقول الإمام جعفر الصدق :

( إياك وخصلتين ففيهما هلك من هلك، إياك أن تفتي الناس برأيك، أو أن تدين بما لا تعلم ) .

يسعون الآن إلى تشويه صورة رموزنا في محاولة للنيل من الطائفة العلوية الكريمة كَكُلّ، ولا نستثني أحدًا يُقدم على مُساندة قِوى الشَرّ من أن يكون مَوضعَ شُبهة وضمن دائرة الشك، إلا إذا اعترف المُخطئ بخطئه وتراجَعَ عن خَلطِه واعتذَرَ مُقابِلَ بَحثِه وكتابِه بِبَحثٍ آخر وكتابٍ يكون الإنصافُ والحَقُ شِعارُه والعَدلُ مِضمارُه فتعود حينها المياه لمجاريها..

ويُسَلّطُ الشيخ المظلوم الضوء في بحثه هذا والذي أسماه (الحُكم المُبرَم في دفع المُبهَم) بالرَّد السريع والموجز والذي يَدحَضُ فيه قولَ المُفتري على المكزون السنجاري  أحَد أعلام العلويين.

ذلك الأمير العلوي الطاهر والشاعر الكبير الذي له ما له من أثرٍ طيبٍ في نفوسِ العلويين كَونُهُ قدِمَ بنَجْدَةٍ كبيرةٍ ورَفَعَ الظُلمَ والسيفَ المَرفوعَ على رقابنا فنَصَرَ المَظلومين وقَهَرَ الظالمين وأَحَقَّ الحَقَّ ونَشَرَ العَدل.. فلنتابع.

الفقير إلى الله 
أبو اسكندر سُليمان معين الحربوقي