كلمة صاحب الفضيلة الشيخ محمود الصالح (بشبطة)

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 01/12/2010 - 11:31

كلمة صاحب الفضيلة الشيخ محمود الصالح.


بسم الله والحمد لله وعلى الله فليتوكل المؤمنون.

إنّ الله يُحبّ التوحيد فلنعمل بما يُحبّ ولنوحّد صفوفنا وكلمتنا.

إنّ الأمّة التي يرجع جاهلها إلى عالمها وعالمها إلى كتاب الله وسُنّة رسوله هي الأمّة التي تسلك الجدد وتأمن العثار, جعلنا الله ممّن يسلك الجدد ويأمن العثار بفضل محمد وآله وصحبه الأطهار.

وفقني الله بالإطلاع على كتاب الكاتب والباحث (الشيخ حسين محمد المظلوم).
"المسلمون العلويون بين مفتريات الأقلام وجور الحكام" .

وهو الصراع بين الحق والباطل وبين الخير والشر والعلم والجهل, لقد أزاح الستار وبيّن الحقيقة والحق أحق أن يُتّبع فجنّد قلمه متوكلاً على الله معتمداً على مئات المصادر لدفع الشبهة ورد الظلم عن أولياء الله, فكان لسانه مشرق الضياء, وأذنه مغرب الهُدى, وقلبه خزانة المولى, وأياديه مفاتيح الرحمة, وقد أفصح بقوله:
إنّ بضاعتنا التي يعتبرون أننا أسدلنا عليها الستائر فهي موجودة بين الجميع وصرّح بها علماؤنا وفقهاؤنا في مؤلفاتهم المطبوعة والمنشورة, وأننا نفتخر بها ونُعلن بأنها من أجود البضائع وهي سبب نجاتنا عند اليوم يوم المحشر.
وهي: الإيمان بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.

وقال:
إنّ الأدلّة على شجاعة العلوي وإخلاصه لوطنه وعروبته أكثر من أن تُحصى فالتاريخ يشهد بذلك رغم أنوف المغرضين.
وإنّ أبناء هذه الطائفة من أكثر الناس ابتعاداً عن الخيانة وأسرعهم إندفاعاً للزود عن حياض بلادهم العربية.

وقال بوضوح:
لم يكن للعلويين ذنب في كل ما حلّ بهم عبر التاريخ من الظلم إلاّ صدق ولائهم لأهل البيت (ع) ولأهل البيت خصائص لا يُشاركهم بها أحد فهُم: سفن النجاة, وأمان الأمّة, والعروة الوثقى, وأزمّة الحق, وأعلام الدين, ودعائم الإسلام, وأبواب العلم, وألسِنَة الصدق, وهُم حجج الله, والدُعاة إليه, ومنار الهُدى.

وقال الكاتب وفّقه الله:
من واجبي الديني وحقي الشرعي أن أبيّن للقارئ المُنصف الذي يبغي الحقيقة من أقلام أصحابها لا من أقلام غيرهم أصل العلويين العربي والإسلامي. وأنّها من أكثر الفِرق التي هوجمت بضراوة وشدّة واتّهمت بعقائد وعادات لا تمتّ إليها بصلة, وما كان الله ليطمس على معالم قومٍ أسّسوا بنيانهم على تقوى الله, ورفعوا قواعدهم على التمسّك بثقلي رسول الله, والإعتصام بولاية خير الأوصياء, وسيّد الشهداء أمير المؤمنين وإمام الدنيا والدين, مهما تعاقبت عليهم أدوار الظلم والإضطهاد وعصفت بهم أعاصير الطغيان والإستبداد.

ولله درّ الشيخ داؤود رداً وتعقيباً على المؤرّخين:
إنّ المؤرخين على اختلاف نزعاتهم وتباين مذاهبهم طمسوا الكثير من محاسن العلويين وشوّهوا وجه التاريخ بتقبيح ما نسب إليهم وما وصموهم به من التُهَم والإفتراء عليهم ولم يُنصفهم التاريخ بشيء من ميزاتهم التي كانوا يمتازون بها ويفخرون, وها هي الدولة الحمدانية التي طار ذكرها وطبق الخافقين مجدها وسؤددها وما ابلاه رجالها من الجهاد دفعاً للروم عن بلادهم ودفاعاً عن كيان عروبتهم ودينهم.
وها هم الأمراء التنوخيون والغسانيون وغيرهم من الأسر العربية التي ارتفع مجدها في سورية وجزيرة العرب والمغرب ومصر, وقد مرّت عليهم ظروف قاسية أيام حكم الرجل الأثيم السلطان سليم التركي من السلب والنهب والقتل ليقضي على سيادتهم العربية وعروبتهم الأبيّة حتى قضى على الكثير من مؤلفاتهم في فنون العلم والآداب والفلسفة.

وأنّ الشيخ (المظلوم) انبرى قلمه كاتب وباحث ومُحقق ليُظهر الحق ويَمحو الباطل موضحاً بشجاعته أنّ العلويين بالرغم من الويلات مناضلين شجعان في الخندق الأوّل ضد الغزاة للبلاد العربية.

ولم يكن ذنب العلويين في كل ما حلّ بهم عبر التاريخ من الظلم إلا صدق ولائهم لأهل البيت (ع) وعدم انصياعهم للحاكم الجائر, وتحملوا في سبيل الولاية الصادقة أبشع أنواع الفتك وأقبح ألوان التعذيب و (المظلوم) حفظه الله قال كلمته عالية مُدوّية في كتابه هذا مُعبراً أنّ العلويين عرب أقحاح معروفون بأنسابهم, وهم مسلمون موحّدون مؤمنون بالله رباً وبمحمد نبياً وبالقرآن منهجاً ودستوراً ويُقيمون الصلاة ويُؤتون الزكاة ويصومون رمضان ويحجّون البيت, ومنذ ظهور المذاهب الفقهية المعروفة فهم على مذهب الإمام جعفر الصادق (ع).

وبَيّن أنّ المُسلم العلوي عربي بدمه ولغته وتاريخه وعقليّته وإسلاميته وعاداته ومبادئه, وكان كتابه عظّم الله له الأجر والثواب تقرير حقيقة ضائعة وإحقاق حق مهضوم وإنصاف شعب مظلوم, فأحسن الله له الجزاء بما سطّرت يداه.

﴿ لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ﴾ .

محمود صالح - بشبطة.