أبو سعيد ميمون بن القاسم الطبراني

أُضيف بتاريخ الأحد, 31/10/2010 - 10:18
أبو سعيد ميمون بن القاسم الطبراني (350-427هـ)

  هو الحافظ لكتاب الله العامل به وبنهج المعصومين الثقة الأمين والفقيه المُحَدّث والمَنطقي المُتكلم الذي قضى حياته الطاهرة في الجهاد ومُحاربة الضلالة والفساد والرد على المبتدعين، ونَشْر معارف أهل البيت عليهم السلام.

  صِيتُهُ وشُهرته أكبر بكثير من المعلومات التي تحدثت عنه، وهذا أمر طبيعي أن يعمل الحاقدون على طمس آثاره وتاريخه، لكن فضله ما زال ممتداً إلى وقتنا بواسطة الشيوخ الذين درسوا عليه وأخذوا عنه وخرّجوا أجيالاً من العلماء الكبار أحيوا هذا الشعب بمآثرهم، وامتدت هذه السلسلة المباركة إلى يومنا هذا.

  رسّخَ معالمَ الفكر العلوي الأصيل 1 بما رواه عن الشيوخ الثقات الذين سمع منهم الأخبار الصحيحة ونقلها إلى الأجيال اللاحقة بواسطة تلاميذه وتلاميذهم.

  حارب أفكاراً إلحادية سادت في زمانه، وناقش خصومه بمنطق علوي ودليل قطعي حتى قطع دابر فسادهم، وخصوصاً المدعو إسماعيل بن خلاّد  الذي أراد إدخال أفكاره الحلولية إلى البيت العلوي فكان له الثقة الأمين بالمرصاد.

  تجوّل في أطراف البلاد واطلّع على أحوال إخوانه المؤمنين الموالين لأهل العصمة عليهم السلام

  • وانتقل من طبرية وزار حلب وبها التقى شيخه الجلي
  • واللاذقية وصور وفيها التقى بالخباز الصوري المعروف بابن عذيبة الذي مدحه بقصيدة يذكر فيها جهاده في دحض البدع والمفتريات
  • وبعلبك وفيها أفلج الحجة على أبي ذهيبة البعلبكي
  • وبيروت وطرابلس وفيها التقى بأبي الحسين أحمد بن محمد بن إسحاق
  • وغيرها من بلاد الشام وناقش وألّف وأجاد وأفاد لكن تلك الآثار القيمة عبث بها الدهر وفرّقها الزمان وهي خسارة كبيرة لا تُعَوَّض.
شيوخه:
  • أبو الحسين محمد بن علي الجلي الحلبي الذي تتلمذ على يديه وأخذ عنه علم الكلام والفقه وقواعده التأصيلية والتفسير وعلمَيّ الرواية والدراية.
  • أبو كامل الحلبي.
  • أبو الحسن محمد بن أبي مصلح.
  • أبو عبد الله محمد بن تكين المهلمي.
  • أبو القاسم علي بن أحمد الطبراني.
  • محمد بن العباس الخراساني.
  • أبو الحسين علي بن سليمان البلخي.

  وغيرهم من الشيوخ الأعلام الذين رووا عن الصادقين أحاديث المعصومين واستخرجوا لنا من أقوالهم قواعداً لمعرفة قطعية الخبر من مظنونه. أما تلاميذه فكثيرون.

  عُرف بالشاب الثقة وهذا اللقب أطلقه عليه شيخه الجلّي لأنه نبغ في شبابه وبزّ أقرانه حتى اشتهر ذكره وعلا فضله في أصقاع البلاد.

  ومن معرفة مكانته الكبيرة نعرف السبب في تعَرُّض البعض لمقامه الرفيع ومحاولاتهم الدؤوبة للانتقاص منه وإلصاق المُنكرات به وهو أجلّ وأرفع من أن تناله ألسنة الحاقدين2 .

  فأبو سعيد ميمون بن القاسم الطبراني ثقة الفقهاء وإمام العلماء وله الفضل الكبير على هذا الشعب بما وصل إليهم منه بواسطة سلسلة تلاميذه الأمناء.

  • 1 الفكر العلوي الأصيل هو الذي لم يدخل عليه أي تعديل وضعي لأي سبب من الأسباب بل بقي محافظاً على أصول وقواعد المعصومين عليهم السلام، وهذا الفكر تناقلته الرجال وضَحَّت في سبيل بقائه نقياً من أي شائبة حتى وصل إلينا كما بدا عن أهل العصمة، قِوَامُهُ العمل بكتاب الله وسنة المعصوم نبياً كان أم إماماً، فلا اجتهاد في مورد النص، ولا تغيير في الجوهر على حساب التماشي مع العصر.. والحديث في هذا المجال يطول ويتطلب كِتاباً مُفرداً يتناول الكُليات والجزئيات . (المؤلف)
  • 2 وكما أشرت في "خطط المعتدين ومنهجية الإعداء" على هامش موضوع هذا نحن | تمهيدنا | هديّتنا |  فإنّ إحدى خُطط المُغرضين هي الطعن بأعلام ورجالات العلويين وإلصاق مختلف التهم بهم لضرب دعائم وأساسات البنيان العلوي الشامخ تمهيداً لهدمه وإسقاطه ومن ثم تغييبه وهم بتشويههم هذا يُريدون أيضاً إكراه الآخرين بالعلويين وتنفير الضعفاء وتشكيكهم بأصول هذا المذهب ووثاقة وصدقية رجالاته...
    ومن جملة الأعلام الذين تناولتهم ألسنة السوء: السيد أبو شعيب والسيد الخصيبي والسيد أبو سعيد والمكزون السنجاري ومنتجب الدين العاني وغيرهم من الأعلام اللاحقين والمتأخرين. ثم أنهم استخدموا أقلاماً مأجورةً في الداخل والخارج للنيل منهم حتى يُحكِموا الطوق على العلويين (راجع إضافة إلى كتاب الأدلة المرفوعة  كتاب "الحكم المبرم في دفع المبهم " وكتاب الدعوة ذات الشبهة  وغيرها من الكتب المتوفرة في مكتبتنا).
    ليس هذا فحسب بل ولمزيد من التشويه فقد عمد المُعتدون إلى دسّ أسماء بعض الأشخاص المشبوهين  الذين لا علاقة لنا بهم وعَدّوهم من رجالات العلويين.
    كما أنشؤوا بعض المواقع على الأنترنيت وجالوا على المنتديات ينفثون سمومهم لهذه الغايات الفتنوية الشاذة عن آداب الدين. (فتنبّه). (أبو اسكندر)