زيارة مقامات وأضرحة الأولياء والصالحين ليست حصراً عند المسلمين العلويين.. الدليل عليها بالأثر القطعي عن الأئمة المعصومين.. جملة الآداب المتعلقة بالزيارة.. واجبات الزائرين..

أُضيف بتاريخ السبت, 17/09/2011 - 17:03

المرسل: فاطمة \05\09\2011م

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين... الحمد لله كما هو أهله... وصلى الله على سيدنا محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حضرة العالم الجليل....
ورد في العديد من وسائل الإعلام من قنوات فضائية ومواقع الانترنت التي تهتم بالشأن العلوي تعليقات حول زيارة مقامات الأولياء الصالحين
وقد تم تناول الموضوع من عدة جوانب. هل يمكن من حضرتكم أن تتفضّل علينا بتوضيح هذا الأمر من خلال تبيان النقاط التالية؟
1) ما هو دليلنا بالأثر القطعي عن آل البيت علينا من ذكرهم السلام فيما يتعلق بزيارة مقامات الأولياء الصالحين؟
2) ما هي مجمل الآداب المتعلقة بزيارة هذه المقامات؟
3) ما هي الأفعال والقراءة التي يتوجه بها زائر المقام أثناء زيارته؟
4) ما هو الأثر الذي تتركه هذه الزيارة سواء في الدنيا أو الآخرة على الشخص الذي قصد هذا المقام؟
5) ما هو الفرق بين الكلمات التالية (مقام، مشهد، تشريفة)؟
مع الشكر الجزيل لكم
دمتم بخير إنشاء الله تعالى
والحمد لله رب العالمين 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين.


  زيارة مقامات وأضرحة الأولياء والصالحين ليست حصراً عند المسلمين العلويين بل هي سائدة عند جميع أبناء الفرق والمذاهب من سنة وشيعة وإسماعيليين ودروز وحتى عند الأخوة المسيحيين، وهو أمرٌ غايةٌ في الوضوح، ويبدو جلياً من كثرة الأضرحة التي تؤمُّها الناس من مُريديها وأتباع مذهبها، وهو أمر مُستحبٌ، ولا غُبار عليه، ولا نعبأ بالمنغلقين الذين يتناولون هذا الموضوع بأسلوبٍ سلبيّ لا يمتّ إلى الحقيقة بصِلة.

  أما دليلنا بالأثر القطعي عن الأئمة المعصومين عليهم السلام فهو ما رواه صاحب البحار: عن محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عمرو بن عثمان الرّازي قال: سمعت أبا الحسن الأول عليه السلام يقول: من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي موالينا يُكتب له ثواب زيارتنا، ومن لم يقدر على صلتنا فليَصل صالحي موالينا يُكتب له ثواب صِلتنا.

وعين هذا الخبر روي عن مولانا الرضا عليه السلام.

  وهذا الدليل من أبرز وأظهر الأدلة القطعية على صحة وثواب زيارة مقامات الصالحين فمن زارهم بيقين وثقة كمن زار مشاهد المعصومين عليهم السلام.
فزيارة الصالحين والأولياء المتقين لها فضائل كثيرة وقد ندب إليها المعصومون عليهم السلام.

فقد روى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر رضوان الله عليهما قال:
من قرأ ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ﴾ عند قبر مؤمن سبع مراتٍ بَعثَ الله إليه ملكاً يَعبد الله عند قبره، ويُكتب للميت ثوابَ ما يعمل ذلك الملك، فإذا بعثه الله من قبره لم يَمُرّ على هولٍ إلا صَرَفه الله عنه بذلك المَلك حتى يُدخله الله به الجنة. ويقرأ مع ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ﴾ : سورة الحمد، والمعوذتين، وقل هو الله أحد، وآية الكرسي، ثلاث مرات كل سورة، و ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ﴾ سبع مرات.

وأحاديث كثيرة رُوِيَت عن المعصومين بهذا الخصوص.

  أما جملة الآداب المتعلقة بالزيارة فمعروفة لدى الجميع، ومن جملتها: الدخول بوقار وأدب، وقراء الفاتحة لصاحب المقام، والدعاء لله تعالى بشفاعة هذا الوليّ، لأن الله يقبل شفاعة المؤمنين كما أكدت النصوص القطعية.
وعلى الزائر أن يخلع نعليه كدخوله المسجد.
  وعلى الزائر المحافظة على نظافة المكان، وعدم إساءة الأدب بأيّ شكل من الأشكال، وبذلك فإنّ الله يكتب له ثواب الزيارة كما روي عن الإمام، ويستلهم من صاحبها العِبَر في دنياه بواسطة التآسي والاقتداء به.

  إنّ هؤلاء الصالحين أخلصوا لله في أقوالهم وأفعالهم، وقاموا بواجب العبادة على أتمّ وجه، فكرّمهم الله في الدنيا بواسطة رجوع الناس إليهم، وفي الآخرة بواسطة زيارتهم والتبرّك بهم.
ويكفي فضلاً في زيارتهم أنّ من زارهم كمن زار المعصومين لأنّهم ورثة علومهم.

  أما الألفاظ التي سألت عنها، فيُراد بالمشهد: مقام الإمام المعصوم. والمقام: هو ضريح الولي. والتشريفة: هي مكان كان يتعبد الله فيه فشُرفت بعبادته وأُقيم عليها مَقاماً لطيب ذِكراه لذلك سُمّيَت تشريفة.

حسين محمد المظلوم
14\9\2011