إنّ أكثر الأمراض التي تُعاني منها الأمّة الإسلامية هو اختلافُ عُلمائِها.. إنّ الإصلاح الدينيَّ لا يُثمر إلا في حال تَمّ إصلاحُ رجل الدين.. يجب اعتماد الحوار العقلاني ومَنهج التقريب وطرح القضايا الخلافية جانباً.. العلويون يتأدبون بآداب إمامهم..

أُضيف بتاريخ الأحد, 23/10/2011 - 05:16

المرسل: أبو اسكندر \19\10\2011م

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا وشفيعنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..
الشيخ الفاضل حسين محمد المظلوم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ الستة سنوات دخلت مُعترك الأنترنيت وأدركت خطورة هذه الوسيلة الإعلامية وصرت أحذّر الآخرين من مساوئه، وفي هذه الأيام أَدرَكَ من كان مستهزئاً أو غير مُصَدّقٍ فعلياً مدى خطورة هذا الأنترنيت، وكيف يتم تحريك عناصره لتحريك شعوبٍ كاملةٍ وتخريب بلادٍ عامرةٍ، بعمليات التزوير والتشويه للحقائق من قبل أيدي عابثة كثيرة...
سؤالي سيدي الشيخ عن الحوار بين أبناء المذاهب الإسلامية والأديان المختلفة كيف يجب أن يكون، وما هي الأسس التي يرتكز عليها لينتج ثماراً طيبة؟
♦ فحقيقة ما يحدث على النت في المواقع والمنتديات الكثيرة هو: تجييشٌ عجيبٌ، وحروبٌ كلاميةٌ طاحنةٌ بين أبناء الطوائف والمذاهب والأديان المختلفة وكُلٌّ يدّعي نصرة الحق!!!!!! فيُقلّبون القضايا الدينية والتاريخية بطرق مُثيرة للفتن ومُحَرِّكة للضغائن ومُشعلة للأحقاد وداعية إلى مزيد من الخلاف والفرقة والتناحر... والوضع مقزز ومُنفّر وبغيض... وفي المقابل وعلى الأرض نشاهد في بلادنا قلاقلاً وفتناً وصراعاتٍ بين الدول وحتى في الدولة الواحدة نفسها، ألا يدلنا هذا على شيء؟!!!...
فيا سيدي الكريم من هو المستفيد في هذا كله، وهل هكذا نتواصل مع الآخر، وهل هكذا نقرأ التاريخ، وهل هكذا يتحاور أبناء الأديان، بل هل تأمر هذه الأديان على تنوّعها بهذه التصرفات الهمجية؟!...
♦ وللأسف فما أقل رجال الدين العاملين بما يأمر الدين، وما أكثر من يمتهنون مهنة الدين، ويحثون أتباعهم ومريديهم عبر فتاوى غريبة، ويشجعونهم على خوض مثل هذه النقاشات العقيمة، ويعتبرونها جهاداً في سبيل الله؟!! فهل هذا هو الجهاد الذي أمر الله به، وهل هكذا ننصر ديننا وأهلنا وأوطاننا؟!..
♦ ومع هذا وذاك فإن رجالات العلويين على مر التاريخ، تميّزوا بنهجٍ مسالمٍ كانوا فيه كبيضة القبان، فلم ينخرطوا في هذه المهاترات وهم من تحمّل أكثر الطعون من كل الآخرين، الذين وجّهوا إليهم أقسى الكلام، ورشقوهم بأكبر التهم وأعظمها وكلّه في الزورً والبهتان...، ومع هذا صبروا وصابروا وضحّوا ودعوا إلى الوحدة والمحبة والإلفة والتسامح ونبّهوا من المستعمرين والطامعين أعداء الدين والبلاد، وحثوا على التفاني في حب الأوطان وأنّ حرية المعتقد شأن يخص الأفراد مع ربهم لا ليتناحروا ويتقاتلوا عليه فالدين لله والوطن للجميع.... فلماذا وقف العلويون هذه الوقفة عبر التاريخ، وهل يجب أن نخرج عن هذا الموقف؟
سيدي الفاضل
♦ ومع انتشار الأنترنيت بسرعة كبيرة ودخوله لكل البيوت تقريباً أمِن كلمةٍ توجيهيّةٍ إلى شبابنا وشاباتنا المسلمين عموماً والعلويين منهم خصوصاً بما يجب أن يلتزموه في حواراتهم وخطاباتهم، حتى يحذروا ركوب الأمواج المُدَمّرة والمُصطنعَة، وحتى لا تدفعهم حميّتهم إلى دخول المعترك الخاطئ والساحات المشبوهة التي أعدّها ويُديرها حقيقةً: المستعمرون والغاصبون أعداء الدين والوطن والذين يدخلون بأسماء وهمية مُندسّة بين جميع الأفرقاء دون استثناء ويغذّون حالة الهيجان والعصبيات ويحافظون على اللاإستقرار واللامحبة واللاسلام واللااطمئنان...
فما هي المواضيع التي يمكن الإهتمام بها والسؤال عنها، وما هي المواضيع التي يجب تحاشي الخوض فيها، ومن نحاور، ومن لا نحاور، وكيف نحاور، بل هل نحاور، ومن يحق له أن يُحاور، أهو بابٌ مفتوح للجميع؟
كيف يجب أن يكون حضور شباب المسلمين عموماً والعلويون خصوصاً في هذا الأنترنيت بما يُرضي الله ورسوله والمؤمنين، فلا نكون من الخارجين عن الأصول، ولا من المُتبعين لأهل الإبتداع والفتن والشرور؟

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يشملنا بعفوه ولطفه، وأدامكم الله سيدي الشيخ وأثابكم على ما تقدّمون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم

  الحمد لله الذي أمر بالألفة والوئام ونهى عن البغض والخصام، وجعل الإسلام منارة لمعتقديه على مر الدوام، يستلهمون منه العقائد والأحكام والفضائل والإلهام، ويُمَيّزون به بين الحلال والحرام، ويَستنطقونه في الحِلّ والإبرام، فهو الهداية لِمَن طلبَها، والكِفاية لمن رغبها، ما ضَلّ من تمسّك بأحكامه، ولا شقي من تظلّل بإنعامه، ولا فاز من جافاه، ولا استقام من عاداه، دينٌ ختم الله به الأديان، ويَقين لِمَن أخلص الإيمان، والصلاة والسلام على صاحب الشريعة الغرّاء والدعوة العَصماء خيرُ من أقلّته الأرض وأظلّته السماء مُحمّدٌ وآل بيته أهلُ الرّجاء وسفينةُ الولاء.

الأخ الصفي والخل الوفي السيد أبو اسكندر الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  لقد شخّصتَ الداء تشخيصاً دقيقاً وموضوعياً، ووضعتَ يَدك على مَوضع الجُرح العَميق المُؤلم الذي يُفترض على كافة العُلماء أن يُخلصوا العمل على بَرءه، هذا في حال كانوا أهلاً لِحَملِ الأمانة، أمانة الإرشاد الدينيّ والوعظ الخُلقيّ.

  هذا الإرشاد والوعظ يجب أن يبدأ من الفرد لينتقل إلى المجموع، لأن فاقد الشيء لا يُعطيه، ومالكه لا يَضِنُّ به عن مُستحقيه، فإصلاح الذات يتقدّم على إصلاح الذَوَات، لأنّ الناس تتّعِظُ بالأفعالِ لا بالأقوال، وهذا بديهيٌّ ومُسَلَّمٌ به.

إنّ أكثر الأمراض التي تُعاني منها الأمّة الإسلامية هو اختلافُ عُلمائِها، ولن يَتَوَحَّدَ صَفّهَا إلا بتوحُّدِهِم.

  ثم إنّ الإصلاح الدينيَّ لا يُمكن أن يُثمر فِرعاً أو يُنبت ذَرعاً إلا في حالة واحدة: وهي إصلاحُ مَن نَصَّبَ نفسه مُصلحاً دينياً وهنا نحصُدُ النتائج الوفيرة، والسبب في ذلك فهو التالي:
إن الأكثرية الساحقة من أبناء الأمة ينظرون إلى الدين بواسطة رجال الدين، ومن هنا تفاوَتت تلك النظرات واختلفت لاختلاف الرجال، ولو نظروا إلى الدين من خلال مصادره الحَقَّة لما اختلف اثنان شَرطَ الفِهم الصَحيح، ومن هنا أكَّدْتُ أنّ الإصلاح لا يُثمر إلا في حال تَمّ إصلاحُ رجل الدين.

وأول خطوة إصلاحية تكمن في انتقال رجل الدين من خدمة سلطانه إلى خدمة شعبه، ومتى تحقق ذلك تحقق جزءاً كبيراً من الإصلاح، وبالتالي فإنّ رجل الدين ينتقل من كونه موظفٌ بالأُجرة –إلاّ قليلاً - إلى حيث المَرجعية الدينية لمُقلّديه.
فإليك مثلاً حياً:
تلك الفتاوى الطائرة التي تجوب البلدان، الصادرة عن: القرضاوي واللحيدان والعرعور والبراك وغيرهم، والتي لا يُشتَمُّ منها إلا رائحةُ الدّماء، ولا تَملكُ من الشواهد إلاّ شاهداً واحداً وهو الجَهلُ الأعمى، فهل تحرّكَتْ عن قناعةٍ ذاتيةٍ؟ وهل لامَسَت المَنطق الديني؟ بالطبع لا، بل صدرت الأوامر السُلطانية، فلَبَّاهَا أصحابُ النفوس المَريضة، وسَالت الدماء، وقُبض الثمن البَخس، ولكنّ السُؤال المَنطقيّ الذي يَطرح نفسه هو التالي:
  ما هو الثمن الذي سيدفعونه يوم لا ينفع مال ولا بنون.؟
قال تعالى: ﴿ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ﴾ [المائدة:32].
  وما جزاء من قتل الناس جميعاً ؟ فليجيبونا إن كانوا كما يَدّعون علماء.!!

وثاني خطوة إصلاحية إنما تكون باعتماد مَنهج التقريب الذي سَاد في الماضي القريب، وقادَه مجموعةٌ كبيرةٌ من العُلماء المُنصفين من مُختلف المذاهب الإسلامية، ولكنّ أصحابَ المصالِح الوَضيعة والرُؤَى الضيّقة أوصَدوا أبوابَهُ بـ أوامِرَ سُلطانية وما أكثرها.
  نعم علينا أن نعتمد مَنهج التبشير لا التنفير، مَنهج التيسير لا التعسير، مَنهج الصِدق مع الله والذات والمَجموع.

وثالث خطوة إصلاحية تكمن في طرح القضايا الخلافية جانباً والتلاقي وفق ما أجمع عليه المسلمون وما أكثره.

الرؤى كثيرة ولكن قلّ من يعمل على تطبيقها، والطريق اللاحب المُؤَدّي إلى وَحدة المسلمين سَلِسُ المَسار، ولكن: أين السالكون؟!.

أخي الكريم إنّ أُسس الحوار الهادف كثيرة فلنبدأ بأعَمِّها لننتهي بأخَصِّهَا:

  فالحوار بين الأديان السماوية يجب أن ينطلق من وحدة المَنشأ لينتهي بالهدف، فالمُرسِل واحدٌ وهو الله جلّ وعلا، والهَدف واحدٌ وهو الإنسان، والمُشتركات كثيرةٌ ويُمكن التواصل بواسطتها، فما من دين إلاّ ويَدعو إلى الفضيلةِ ونبذِ الرّذيلة، وما مِن دِينٍ إلاّ ويُحَرّمُ قَتل النفس من دونِ وَجْهِ حَق، وما مِن دِينٍ إلاّ وتَنْصَبُّ مَبادئه في تطهيرِ النفس الإنسانيةِ من رَبَائث البهيميّة، وما ذلك إلاّ دليلٌ على وحدَة الدياناتِ السماويةِ لوحدة الباعثِ ولوحدةِ الغاية.

  فليس المطلوبُ أن يَنصَبَّ الحِوارُ في البَحث عن مَاهيّة الله، أو فلسفة الأصول الإعتقادية، أو الفروق الفرعية، فهذا الحوار لن يُجدي نفعاً، فكُلٌ يَرى ويَعتقد وفقَ ما توصّل إليه بعد بَحثٍ ونَظرٍ، بل المطلوب من المتحاورين: أن يَجدوا حلولاً ناجعةً تُنقذُ الإنسانيةَ جَمعاء من أمراضِ الإرهابِ المُدَمِّرِ والتعصُّبِ المَقيتِ والعُنصريَةِ العَمياءِ، هذا ما يُعاني منه أبناءُ البَشرية، وغيرُ ذلك من العِلَلِ الكثيرة كـ الفقرِ والجوعِ والتشرُّدِ والأُميةِ والمَفاسدِ التي لا تُحصى.

  أما فيما يخص أبناء الأمة الإسلامية فالواجب على العلماء أن يعملوا على جمع الصِيَغ الإئتلافية وهي كثيرةٌ، ويُكَرّسُوهَا في مُجتمعاتهم، ويَحضّوا عليها كَي يُطهّروا هذه المُجتمعات من أمراضِ التعصُّبِ والفرقةِ والتناحُرِ والتراشق بالتُّهَمِ جزافاً، عَلَّهُم يَصِلوا ولو بعد حينٍ إلى صيغةٍ توحيديةٍ جامِعَةٍ، فما يَجمعُ المُسلمين أكثرُ بكثيرٍ مِمّا يُفرّقهم: فالمبادئ الأصولية واحدة، والأركان التعبدية واحدة، ولا اختلاف إلا في بعض الجزئيات التفصيلية، فما هو المانع من الائتلاف؟! أظن أنّ المانعَ سياسيّ.

  إنّه مرضٌ قديمٌ مُتجَدّدٌ، ما زلنا نعانيه، ولا يُمكن التخلص منه إلاّ بالرجوع الحقيقي إلى كتاب الله، الذي أمر بالوحدة ونهى عن الفرقة، قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران:103].
تصَوَّر أخي، وانظر إلى هذه الحقيقة: كتابُ الله يأمُرُ بالوَحدة، وبعضُ مُدَّعِي الإيمانِ بالله وكتابه يَدْعُونَ إلى الفرقة! فأين هُم بَعدَ هذا ؟!!
  وقال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال:46]
الباري عزّ وجل ينهى عن النزاع لأنه يُذهب القوّة، وأَدعياءُ الإسلامِ يَحضّون على النِزاع، فأين هم من الإسلام؟

وأكتفي بهذا القدر.

  وأعلم أخي بأن المستفيد الأكبر من هذه الحالة المُذرية: هم أعداء الإنسانية، وأعني بأعداء الإنسانية: الصهيونية العالمية وربيبتها إسرائيل.

  فالذين يظنون أنهم يُجاهدون في سبيل الله من خلال هذه الفتاوى التكفيرية، فهم قوم لا يُؤمنون بالجهاد مُطلقاً، لأنهم لو دُعُوا إلى الجهاد الحقيقي لفَرّوا فرور اللئام، ولا يؤمنون بأركان الإسلام، ولا بمبادئه العُلياً، لأنّهم لو آمنوا بالله، لما أجازوا لأنفسهم أن يَحكموا على سَرائِرِ العِباد ، ولو آمنوا بسُنَّةِ نبيّهِ، لما تجرّؤوا على مُخالفته بقتلِ من آمنَ بهِ واتّخذ رسالتَهُ مَنهجاً، ولو آمنوا باليوم الآخر يوم الحساب، لما ارتكبوا هذه المُهلكات.
وفي كل الأحوال فإن هذه النوعية ما زالت تعيش في أوكار الجاهلية.

  أما بالنسبة لسؤالك عن سبب إحجام علمائنا عن هذا السلوك، فهو يعود إلى تَأَدُّبِهم بآدابِ إمامِهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ذلك الإمامُ العظيم الذي سَمِعَ قوماً من أصحابه يَسُبُّونَ أهل الشام أيّامَ حربهم بصفّين، فنهاهُم عن ذلك قائلاً: (إني أكرَهُ لكم أن تكونوا سبّابين، ولكنّكم لو وَصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم، كان أصوَبَ في القول وأبلَغَ في العُذر، وقلتُم مَكان سَبّكُم إيّاهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلِح ذاتَ بيننا وبينهم، وأهدِهم من ضلالتهم حتى يَعرف الحَقَّ مَن جَهِله ويَرعَوي عن الغيّ والعدوان من لَهَج به).
ونهى عن التمثيل بقاتِلِه بَعد أن سَامَحَه، وأخلص النُصحَ لِمَن أقصاه، إلى أخر ما هنالك من خُلُقٍ مُحَمَّدِيٍّ رَفيعِ، فَسَرَتْ هذه الفضائل في قلوبِ أوليائِهِ وتَهَذّبوا بها، ولذا تراهُم مُنشغلين في أنفسِهِم والناسُ مِنهم في راحَة.

  ولا يعني هذا عدمَ وجودِ مُنصفين من عُلماء المذاهب الأخرى، بل يوجد الكثيرين أمثال: شيخ الأزهر الشيخ محمود شلتوت، والشيخ عبد الرحمن النجار مدير المساجد بالقاهرة، والشيخ أحمد الباقوري شيخ الأزهر ووزير أوقاف مصر، والأستاذ محمود السرطاوي عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية وأحد كبار المفتين في الأردن، والدكتور مصطفى الرافعي الطرابلسي العلامة الكبير، وغيرهم الكثير من علماء السُنَّة، ومن عُلماء الشيعة: السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي، والعلامة الشيخ محمد جواد المغنية، والسيد محمد حسين آل كاشف الغطاء، والبحاثة العلامة الشيخ جعفر السبحاني وغيرهم من أهل العلم والإنصاف، ودعاة الخير كثيرون والحمد لله ولن يعدم الحق ناصِر.

  فعلى الشباب أن يُرَكّزوا على القضايا الإيجابية الائتلافية، ويضعوا القضايا الخلافية جانباً، وإن تَمَّ بَحثها فليَكن من خَلفيّة عِلمية لا تعصبيّة، وأن يعتمدوا الحوار العقلاني لا التقليدي، ويجب أن يكون المُحاور مُدركاً لأبعادِ القضية، وغايَتُهُ: الحَقيقة، لا حُبّ الغَلبة والسَيطرة والبُروز، كما عليهم اجتناب المواقع التحريضية حتى ولو كان محتواها يَنسجم مع مذهبهم، ويُشجّعوا المَواقع الهادفة إلى وحدة المسلمين.

  إنّ المَخاطر كبيرةٌ، ويجب على كُلّ غيُورٍ أن يُلازم الحَذر، ويتجنّبَ ما مِن شأنه إثارَةُ الفِتَن، فأعداءُ الأُمّة كثيرونَ وهم يعيشون على خلافاتنا، فلنقطع عليهم هذا الطريق، ولنُغلق في وَجههم هذا الباب، إن كنا نؤمن بهذه الرسالة السماوية الجامعة والسلام على من اتبع الهدى والحمد لله رب العالمين.

حسين محمد المظلوم
20\10\2011