الأمة الإسلامية بأمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى وحدة الصف والموقف والكلمة.. المسلمون وحدة متكاملة من حيث الأصل والمنشأ والمعتقد فلا يجوز أن تفرقهم السبل.. فالعلويون مسلمون وفق منهاج مدرسة الأئمة المعصومين، والسنة مسلمون وفق منهاج مدرسة الصحابة..

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 11/04/2012 - 07:11

المرسل: مسلمة \13\03\2012م\

السلام عليكم انا من الاشخاص الذين لا يحبون ان يكفروا احد او يقيموا الناس دينيا فبالنهاية الدين لله رب العزة علام الغيوب و هو جل جلاله من يحكم يوم الحق و انطلاقا من قناعتي ان الاسلام لا يجب ان يتجزأ الى طوائف و مذاهب لا احب ان ادخل بحديث على اساس المذهب ولكن هناك سؤال يحيرني و هو انه طالما العلوية تأخذ أحكامها من القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة اذاً ما الخلاف بينها و بين السنة التي هي اساساً مرجعها كتاب الله و سنة نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و السنة من اسمها واضح معناها ألا و هو الاقتداء بسيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و العمل بما جاء في سنته لذا ارجو من حضرتكم التوضيح و لكم جزيل الشكر 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين.

  الأخت المسلمة الكريمة تحية الإسلام والإيمان

  جميعنا ينشد الوحدة ويدعو لها، وهي غاية قصوى أمر الله سبحانه وتعالى بها لقوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران:103]
ونهى عن الفرقة والتنازع لقوله تعالى: ﴿ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال:46]
فالمسلمون وحدة متكاملة من حيث الأصل والمنشأ والمعتقد فلا يجوز أن تفرقهم السُبُل قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام:153]
فخلافهم في بعض الجزئيات لا يُؤثر على أصَالة المُعتقد ولا يَجوز أن يُؤدّي إلى التكفير فالإقتتال، لأنّ ذلك يُؤدّي إلى إضعافهم، وهذا ما يَطمح له أعداء هذا الدين القَويم.

  بالإضافة إلى ذلك فإنّ اختلافَ التسمية الفِرعيّة لا يُشكّل بُعداً حقيقياً، وهذا التَعَدّد يَعود إلى تنوّع المدارس الحديثيّة، فالعلويون مُسلمون وفق منهاج مدرسة الأئمة المعصومين، والسُنّة مُسلمون وفق منهاج مدرسة الصحابة، فالأصلُ واحدٌ مع تَعَدُّدِ الطرق، فإذا صَحَّ الأصلُ فلا مَشاحة في اختلافِ الفرع.

  إنّ الأُمّة الإسلامية بأمَسِّ الحاجة أكثر من أيّ وقتٍ مَضى إلى وحدة الصَفّ والمَوقف والكَلمة، لِمَا تتعَرَّضُ له من مُؤامراتٍ تَهدف إلى إلغائها، فالواجبُ على العُلماء تكثيف الجهودِ للتقريبِ الجِدِّيّ بينَ أبناءِ الأُمَّةِ الواحدة، وعَدَم تناوُل القضايا الخلافية من خلفيةٍ مَذهبيةٍ ضيقةٍ، بل مِن خلفيّةٍ عِلميةٍ بَحتةٍ يُستَلهَمُ مِنها العِبَر.

  أسأل الله تعالى أن يَجمَع شمل أبناء الأُمَّةِ والحمد لله رب العالمين.

حسين محمد المظلوم
10\4\2012