المجلس الاسلامي العلوي بين القرار والحوار.. بقلم المهندس ربيع معين سليمان 31\7\2018

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 01/08/2018 - 05:28

المجلس الاسلامي العلوي
بين القرار والحوار

تشهد الطائفة العلوية في هذه الأيام حراكاً... ويقود هذا الحراك سعادة النّائبين الذين نحترمهما والذين توسّمنا في انتخابهما بُشرى خير لاستعادة النيابة إلى أهلها، ولتحصيل الحقوق المسلوبة وتوحيد الطائفة وإعادة دمج العلويين في الحياة السياسية والاجتماعية، ويواكبهما في هذا الحراك بعض المُقرّبين الرّائدون في سبيل التغيير، ويندسّ بينهم بعض المُستفيدين، غير أن تلقّف هذا الحراك من قبل النّاس والذي يستند إلى نوايا طيبة لا يشك فيها يأخذ شكل اجتماعات شعبية موسّعة، تناقش أموراً تتعلق بالحقوق والوظائف والتوزير؛ وأموراً تتعلق بالمجلس الإسلاميّ العلوي الذي نحلم ونسعى ليكون في أبهى صورة له نظرا لما يمثله من أبعاد دينية وتاريخية وسياسية - وهنا تكمن الاسئلة - :

  • هل هذه اللقاءات هي المكان المناسب لطرح ملف المجلس الإسلامي العلوي ؟؟
  • هل تتم مناقشة أوضاع المؤسسة الأعلى في الهرم العلوي في لقاءات عامة مع مواضيع أخرى لا توازيها من حيث القيمة والأهمية ؟؟
  • هل هناك آلية تضبط الحوار والمداخلات لمنع الإساءة والتهجمات على هذه المؤسسة ؟؟
  • إذا كانت مؤسسة المجلس الإسلامي العلوي، أعلى وأرفع مؤسسات الطائفة، وأكثرها تأثيرا في الوجود العلوي، داخل وخارج الحدود، وتمتد أبعادها لتشمل الوجود العلوي تاريخا وعقائديا وسياسيا، أفلا تعتبر مناقشة أمورها في اجتماعات عامة، عادة ما يسودها الفوضى والمصلحة وعدم الانضباط، أمرا مسيئا إلى سمعة الطائفة وعاملا مؤديا إلى مزيد من التشرذم والانقسام ؟؟.
  • هل يمتلك النائبان الكريمان طرحا موحدا وجديا يسعيان من خلال هذه اللقاءات إلى تحقيق إجماع داعم له؟؟ أم يسعيان من خلال هذه اللقاءات إلى تكوين مسودة مشروع من خلال طروحات أصحاب الرأي ؟؟
  • هل تحافظ هذه اللقاءات على هيبة المؤسسة وتحفظ كرامتها بما يليق مع موقعها في قيادة المجتمع العلوي ؟؟ أم تتعمد الإساءة لها وإظهارها كبنيان متهدم لا يقبل سوى حلاً وحيداً: الهدم وإعادة البناء ؟؟
  • هل تعتبر هذه اللقاءات هي الآلية التي من خلالها يتم إعادة إنتاج المجلس الإسلامي العلوي، أم أن هناك آليات يسلكها العمل المؤسساتي الذي يراعي موقع المؤسسة ورمزيتها ؟؟
  • هل من الممكن ان تعمل هذه اللقاءات على تقريب وجهات النظر بين النظرية القائلة بترميم المجلس وإجراء انتخابات جزئية والتي يروج ويقتنع بها الخطاب السياسي، وبين المطالبة الطموحة - والعبثية أحيانا- بإعادة انتخابات جذرية والتي يطالب بها المثقفون وبعض الشخصيات ؟؟؟؟
  • ..... أسئلة كثيرة يطرحها العقل المراقب لهذه اللقاءات : هل التقط المعنيون إشارات لسير هذه العملية يحاولون تمريرها للمجتمع العلوي؟؟ أم هي محاولة اعتراض ديمقراطية على خطة العمل؟؟ أم هي لقاءات إبراء الذمة أمام الناخب العلوي ؟؟؟؟

وبالرغم أنَّ المجلس الإسلاميَّ العلويَّ له انجازات ودور إيجابي في علاقاته وتثبيت وجوده خارجياً. ودورٌ مقبولٌ نسبيًا على صعيد الدّاخل. إلا أنَّهُ اعترى عمله بعض الملاحظات، قد نجد تبريرًا لبعضها وقد لا نجد، وقد بحثنا بشكل مؤسساتي في ما رايناه من مواقع الخلل، واقترحنا بعض الحلول،  حرصًا منَّا على العمل الأفضل، إلا أنّها المؤسسة الأعلى، ورأس الهرم في الوجود العلوي، ومؤسسةٌ يجب ألا تفقد أو تُمَسَّ هيبتها ورمزيتها، لتكونَ قادرةً على قيادة وتنظيم المجتمع العلوي، والقيام بأعباء المسؤولية التاريخية المُلقاة على عاتقها، وهذا يستوجب التأمّل من المثقفين والفعاليات والحريصين على حقوق وسمعة الطائفة. وإعادة البحث في ملف المجلس الإسلامي العلوي ضمن المؤسسات المعنية والأُطُر التي تحافظ على سمعة الطائفة وهيبة المؤسسة.

المهندس ربيع معين سليمان
جبل محسن في 31\7\2018