ج13 : (عن المثلية الجنسية) لا أجد أفضل من أن تشغل قلبك ولسانك وأن تَخْلُو إلى نفسك .. ولا تقنط ولا تيأس ولو كانت ذنوبك كالرمل كثرة..

أُضيف بتاريخ الأحد, 09/08/2015 - 14:33
السائل Robin في 04\02\2015 م
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم فضيلة الشيخ
قد يبدو سؤالي جريئا فمشكلتي كبيرة أنا أعلم لكن لا يمكنني أن أستمر بها فأنا إنسان مسلم و أؤمن بالله عز و جل و أعلم أنه حرام ارتكاب أفعال المثلية الجنسية ، لا أعلم إن بدأ أي شخص يقرأ الموضوع باحتقاري لكن يجب أن يعلم أني لم أولد و قد قررت بعد ولادتي أنني يجب أن أكون مثليا هذا شيء قراره ليس بيدي لكن بيدي و بإذن الله قرار التخلص منه.
قصتي مع المثلية: ...(ويسرد السائل قصّته كاملة ولا يوجد داع لنشرها هنا -إدارة المكتبة-)...

بَيَانُ الإِجَابَةِ عَنِ السُّؤَالِ

 

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَاتَمِ النَّبِيِّيْنَ وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ الطَّاهِرِيْن.

أَمَّا بَعْدُ: فَالسَّلامُ عَلَيْكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

لا أَجِدُ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ تَشْغَلَ قَلْبَكَ بِالذِّكْرِ مَا اسْتَطَعْتَ، وَلِسَانِكَ بِالتَّسْبِيْحِ وَالاسْتِغْفَارِ، وَأَنْ تَخْلُو إِلَى نَفْسِكَ مَا اسْتَطَعْتَ كُلَّ يَومٍ، لِتُصَلِّي وَتُطِيْلَ الصَّلاةَ، وَتَصُومَ شَيئًا فَشَيئًا، فَإِنَّ الصَّومَ يَكْبَحُ جِمَاحَ النَّفْسِ، وَالانْشِغَالُ بِشَيءٍ كَالرِّيَاضَةِ مَثَلاً يَنْفَعُ فِي مِثْلِ هَذَا.

وَلا تَقْنَطْ وَلا تَيْأَسْ وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُكَ كَالرَّمْلِ كَثْرَةً، فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيْم، اسْتَغْفِر اللهَ كُلَّمَا حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ بِمَعْصِيَةٍ. 

قَالَ تَعَالَى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ  [ سورة الزمر 53]

وَرُوِيَ عن رَسُول اللهِ :

(( عَوِّدُوا أَلْسِنَتَكُمُ الاِسْتِغْفَارَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يُعَلِّمْكُمُ الاِسْتِغْفَارَ، إِلاّ وَهُوَ يُرِيْدُ أَنْ يَغْفِرَ لَكُم. )) 1

وَلا يُسْتَثْنَى مِنْ هَذَا مُخْطِئٌ، وَلَو فَعَلَ مَا يُعَدُّ بِحَسَبِ التّسْمِيَاتِ فَاحِشَةً فَإِنَّهُ إِذَا ذَكَرَ فَاسْتَغْفَرَ، غُفِرَ لَهُ، إِنْ شَاءَ اللهُ.
قَالَ تَعَالَى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ 135 أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ 136  [ سورة آل عمران]

فَاسْتَغْفِرِ اللهَ يَغْفِرْ لَكَ اللهُ، وَاشْكُرْهُ يَزِدْكَ، وَتُبْ يَقْبَلِ اللهُ تَوبَتَكَ، فَإِنَّ اللهَ  أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَرُدَّ تَائِبًا، وَمَا شَرَعَ التّوبَةَ إِلاَّ لِيَقْبَلَهَا مِنْ عِبَادِهِ.
قَالَ رَسُولُ اللهِ :

(( مَنْ أُعْطِيَ أَرْبَعًا، لَمْ يُحْرَمْ أَرْبَعًا:

  1. مَنْ أُعْطِيَ الاسْتِغْفَارَ، لَمْ يُحْرَمِ المَغْفِرَةَ،
     
  2. وَمَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ الزِّيَادَةَ،
     
  3. وَمَنْ أُعْطِيَ التَّوْبَةَ، لَمْ يُحْرَمِ القَبُولَ،
     
  4. وَمَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ، لَمْ يُحْرَمِ الإِجَابَةَ )) 2

وَلَيْسَ لِبَشَرٍ أَنْ يُغْلِقَ بَابَ التّوبَةِ الذّي فَتَحَهُ اللهُ  لِخَلْقِهِ.

قَالَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ :

(( مَا كَانَ اللهُ  لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْدٍ بَابَ الشُّكْرِ، وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الزِّيَادَةِ، وَلا لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْدٍ بَابَ الدُّعَاءِ، وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الإِجَابَةِ، وَلا لِيَفْتَحَ عَلَى  عَبْدٍ بَابَ التّوبَةِ، وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ المَغْفِرَةَ. )) 3

وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ [ سورة يوسف 76 ]

ثُمَّ الحَمْدُ للهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ. 

كَاتِبُهُ 
تَمَّام أَحْمَد
28\6\2015

 

  • 1بحار الأنوار مج 37\439.
  • 2تحف العقول.
  • 3نهج البلاغة مج10\310. الاختيار (444).