«لقاءات الهزيمة» للحقيقة والتّاريخ.. بقلم المهندس ربيع معين سليمان..

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 25/04/2018 - 02:15
هذه المقالةُ موجّهة من النّفوسِ العلويّةِ الأبيّةِ الشّامخةِ الثّابتةِ على العهدِ، إلى كل المنبطحين والمهزومين، المنقلبين على العهود والمبادئ، المُرْتَدِينَ ثوبَ الهَوان....... للحقيقة والتّاريخ.

«لقاءات الهزيمة»

يُفجعُ الشّارعُ العلويُّ تِباعًا في الأيامِ الأخيرةِ بحالاتٍ تُكرّسُ صورةَ الهزيمةِ والاستسلامِ، التي تُشكّلُ بمجموعها مَشهدًا من التمزّقِ والضّياعِ الذي أحدثه الفراغُ وغِيابُ المَرجعيّات والمُؤسّسات وسيطرةُ الأنانيّة، ما أدّى إلى إضاعة ِالفُرصةِ في تحويلِ هذا الظّرفِ الانتخابيِّ من القُوّةِ، ليَتكرّسَ بَدلاً مِنه واقعٌ من الفُرقةٍ والضّعفِ، ما أدّى إلى تشويهِ الصّورةِ العلويّةِ، وأحدث فيها عميقَ الأثر.

فمن زاويةِ الرؤيةِ الكُبرى، تنقسمُ القِوى العالميّةُ على النّفوذِ، ويتصارعُ على النّفوذ ِفي المنطقة وكلاءٌ يخوضونَ باسمِ الدّين حربَ الشّيطانِ، وتخوضُ الطّائفةُ العلويّةُ هذه الحربَ من مُنطلقِ تلبيةِ نداءِ الإيمان، بمسؤوليةٍ دينيةٍ وتاريخيةٍ وسياسيةٍ، وقد بَذلتْ في سبيلِ هذه الغايةِ نفائِسَ الأرواحِ وعظيمَ التضحياتِ، في واحدةٍ من أشدِّ مراحلِ التاريخِ قذارةً وقسوةً؛
بينما يخوضُ بعضُ أبناءِ الطّائفةِ العلويّةِ في لبنانَ معركَتَهُم من زاويةِ الأنانيّةِ المُفرطةِ، واللُّهاثِ خلف فُتاتِ المُكتسبات، ويتهافتونَ لتقديمِ الطّاعةِ والمُبايعةِ، فُرادى وجماعات، وتكريسِ حالةِ الاستسلامِ والانهزامِ أمامَ الزّعماءِ السّياسيينَ ورؤساءِ اللوائحِ الانتخابيةِ ممّن كان لبعضهِمْ دورٌ قذرٌ في تلكَ الحربِ الشيطانيةِ، سعيًا لإبرازِ حضورهِم والحصولِ على بعضِ المكتسباتِ في زمنِ الوعودِ الكاذبةِ، وفي وقتٍ ضائعٍ، لا يملك ُأصحابُ الوعودِ مستقبَلَهُم وأحجامَهُم في ظلِّ قانونٍ انتخابيٍّ يُهدّدُ نفوذَ وحضورَ الجميع.

بظلّ هذه الرؤيةِ الانهزاميةِ، يستعرضُ هؤلاءِ أنفسَهُم مُمثِّلينَ لأبناءِ الطّائفةِ العلويّةِ، ويُقدّمونَ خدماتِهِم باسمِ الدّفاعِ عنهُم والمُطالبَةِ بحقوقِهِم، في ظُروفٍ وأوقاتٍ مَشبوهةٍ، تطرَحُ العديدَ منَ الأسئلةِ الموجعةِ:

  • هل تملكونَ أيّها السّادةُ تفويضاً بذلك ؟؟
    وهل تملكونَ إجماعًا على ذلك ؟؟
    وما حجمُ تمثيلكُم لأجلِ ذلك ؟؟
  • وهل أنتم عندَ الشّخصِ المُناسِبِ ؟؟ وفي الوقتِ المناسبِ ؟؟
  • هل يملك أصحابُ الوعودِ قرارَهُم ؟؟
    وهل يُقيمون لكم وزنَكُمُ الذي ترونَهُ لأَنفسكُم ؟؟
    وبأيِّ ميزانٍ زانوا وتزينونَ حضورَكُم ؟؟
  • هل قبضتُم ثمنَ ما عرضْتُم ؟؟
    وهل تملكونَ أصلاً ما عرضتُم ؟؟
  • وإلى من تلجؤون ؟؟ إلى من كان منهم مُموّلاً أو مُخطّطًا أو مُشاركًا أو منفّذًا في مشروعِ مَحْوِ الوجودِ العلويّ ؟؟

وماذا قدّمتُم لهم حتى الآنَ أيُّها السّادة:

  • لقد قدّمتُم بأبسطِ التّكاليفِ وبأبخسِ الأثمانِ أغلى ما كانوا يَسعَوْنَ إليه...
  • قدّمتُم صورةَ الضّياعِ العلويِّ، وصورةَ الهزيمةِ العلويّةِ...
  • قدّمتم صورةَ «الطّعنةِ» التي دفعوا الكثيرَ للحصولِ عليها؛ الطّعنةُ، في ظهرِ من يقودُ معركةَ الدّفاعِ عن وجودِ وهُوِيَّةِ العلويين.
    واسترجعتُم صورةَ «التّخلّي» لمن اسْتَدْعُوا ناصِرَ دينِ الله، ولمّا أن حَضَرَ بينَهُم قَعَدوا عن نُصرَتِهِ، وخَذلوه.

وتحت أيّ شعارٍ، وضِمن أي سياقٍ تسوقُكُمُ الهِمَمُ ؟؟ أبِاسْمِ الحقوقِ !! هِيَ كلمةُُ حقٍّ يُراد ُبها باطلٌ، اعذرونا، لا تُقنِعونا، ولا تَفجَعونا بذلك. فهذا عُذرٌ أقبحُ من ذَنْبٍ...

لقد اجتهدتُم فأخطأتُم..وعليكم وِزْرَ ما فعلتُم.

أعيدوا حساباتكم، واقرؤوا التّاريخَ والحاضرَ جيّدًا، كونوا من صُنّاعِ الغدِ، ولا تكونوا من صَنَائِعِه.

إنّ الحقوقَ لا تأتي بالاستجداءِ والاستعطافِ والمُقايَضَةِ، ولا ببيعِ المواقفِ والمُقَدَّراتِ. ومن يَخلعُ لِباسَ العِزّةِ يَلْبِسُ ثوبَ العُرِيّ، وهذا لا يَحِقُّ بِمَن يَنْطِقُ باسمِ العلويين.

من سيجيئ بالحقوقِ يا سادة، وعلى بساطٍ من العزّةِ والكبرياءِ، المحمولِ على ريحِ الكرامةِ، ريحُ النّصرِ الآتي منْ أسدِ دمشقَ، ومن نفحاتِ الأرواحِ العلويّةِ الطّاهرةِ الزكيّة ِالتي واجهتْ شياطينَ الأرضِ، وستهزمُها بِوَعْدٍ من العليّ الأعلى..

النّصرُ صبرُ ساعةٍ... النّصر صبر ساعة..

 

ثِقوا بالله وجنودِه... ثقوا بوعْدِ الله..

« وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ » . « إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ ».

ربيع معين سليمان
جبل محسن العلوي العالي
24\04\2018م