أيُّها الْمُرَشَّحُ الْعُلُوِيُّ.... كُنْ عَلَوِيًّا. بقلم المهندس ربيع معين سليمان..

أُضيف بتاريخ الأحد, 15/04/2018 - 03:02

أيُّها الْمُرَشَّحُ الْعُلُوِيُّ.... كُنْ عَلَوِيًّا.

بعد أن اكتمل عقد المرشحين وتشكّلت اللوائح النهائية، وأصبح لدينا عدد من المرشّحين الذين حملوا شرف تمثيل العلويّين إلى المقعدين النيابيّين في طرابلس وعكار، وسواء اتّفقنا معهم أم لم نتّفق، اقتنعنا بهم أم لم نقتنع، فإنّنا الآن أمام مرشّحي الأمر الواقع، وعلى هؤلاء المرشّحين أن يسمعوا صوت النّاخب العلوي جيّداً:

أيّها الأخ المرشّح، نحن نُدرك جيدًا أنّ المرحلة الأولى من المعركة الانتخابية كانت حسّاسة جداً وهي الحصول على مقعد في إحدى اللوائح الانتخابية نظرًا إلى الجو العام المتشنّج تُجاه العلويين وظلم البيئة المحيطة بنا التي وضعتنا في خانة الاتّهام، وأنّ ذلك كان يستوجب بطبيعة الحال قليلاً من الانحناء وتقديم بعض التّنازلات وتغليب منطق المجاملة على منطق المصارحة؛

أمّا وقد حجزت موقعك في اللائحة، وهو الموقع الذي لا يستطيع أحد انتزاعه منك بموجب القانون/سوى بموت المرشح/، فقد حقّقتَ الهدف من المرحلة الأولى ونِلت حُكماً جميع الأصوات الناخبة لهذه اللائحة، وتساويت مع جميع افرادها بالأصوات والحاصل الانتخابي، فلا داعي ولا مبرّر ولا عذر لأي انحناءٍ او تراجعٍ بعد الآن، والمطلوب تغليب منطق المُصارحة على منطق المُجاملة.

ولأن حظك بالتفوّق على بقية المرشحين عن هذا المقعد يستدعي الحصول على أكبر عدد من أصوات الناخبين العلويين للحصول على الصوت التفضيلي، فإنّ ذلك يوجب عليك أن تنال ثقة وقناعة النّاخبين العلويين، وذلك لا يتمّ إلا عبر استلام زمام المبادرة واستعادة الثّقة مع النّاخب العلوي.

فالحصول على ثقة أكبر عدد من النّاخبين العلويين سيحرّر المرشّح من التبعيّة والمِنّة وربّما من الارتهان، وسيقلب العلاقة مع التكتّل النيابي الرابح من موقع التابع المستضعف إلى موقع الشريك القوي، وستجعل منه الرقم الصّعب القادر على فرض شروطه وتحقيق برنامجه.

فالشّارع العلوي الذي يعيش في محيط يطوّقه بنظرة الاتهام، ويحمّله تبعيّة الوضع المحلي والإقليمي، يشعر بالانتقاص والاستهانة من هذا المحيط، وهذا الأمر ظهر جليّاً في سيناريو اختيار زعماء اللوائح للمرشّح العلويّ، وما رافق ذلك من ابتزاز واستعلاء، وتصويره أمام المجتمع المنتخب بصورة «الضيف الاضطراري»، وأنّه حكم الأمر الواقع الذي فرض بخلاف قناعة القوم، وما رافق ذلك من تبريرات للمحيط السنّي بلغت في بعض أوقاتها حدّ الإهانة.

إنّ استعادة الثّقة مع الشارع العلوي، هي الوسيلة لمنح المرشّح أصواتاً وازنة كفيلة بإعطائه القيمة والاعتبار ودعم موقفه في اللائحة إضافةً لتأمين الصّوت التفضيلي الكفيل بفوزه.

فاللائحة التي كنت بحاجتها بالأمس للحصول على مقعد فيها، صارت هي بحاجتك الآن لتأمين العدد الأكبر من الأصوات الكفيلة بنيل الحاصل الانتخابي الأعلى الذي يخوّلها الفوز بأكبر عددٍ من المقاعد في معركة حامية الوطيس جُنِّدت لها كل الوسائل والإمكانات، فالتقط هذه اللحظة المفصلية وحوّل حاجتك إلى قوّة، وابدأ معركة فرض شروطك وحضورك؛ استعد أيها المرشّح زمام المبادرة، وقل ما يُقنع ناخبيك ويلامس وجدانهم.

أيها المرشّح العلويّ، إنّ جميع المرشّحين إلى المقاعد النيابية يخوضون المعركة تحت مسمّيات طائفيّة ويستنهضون لذلك كل الغرائز المذهبيّة؛ فأيقظ  الحقيقة العلوية في داخلك وواجه بها كل تلك الغرائز.

  قل لهم بصوتٍ عالٍ علوّ مجد العلويين:

  • نحن العلويون معدن الحقيقة وأبناء المجد والكبرياء، نحن أتباع نهج الشهادة ونصرة الحق، نحن مع الحقّ أينما كنّا، وضدّ الظلم أينما كان.
  • نحن الممتدّ وجودهم في هذا الوطن امتداد جذور الأرز في ترابه، نحن صفحة مضيئة من كتاب مجده، ومنّا بنو عمّار سادة العلم والأدب ومجد ولاية طرابلس.
  • نحن المستضعفون المظلومون على مرّ تاريخ الوطن، وما ارتفع منّا شهداء فيه إلا دفاعاً عن الدّين والهويّة، نحن الذين قاسينا غلبة الاكثريّة على الأقليّة وعشنا مرارة الظّلم والحرمان من أبسط حقوق المواطنة والإنسانيّة ومصادرة شعور الانتماء إلى منطق الدّولة.
  • نحن الذين كاد رحى الظّلم أن يطبق ضلوع صدورنا على بعضها، ووصل بنا واقع الحرمان إلى مستوى السّحق، وتعرّض الوجود العلوي والهوية العلوية إلى خطر الزّوال، فحملنا مكرهين مرغمين سلاح الدفاع عن الوجود حين دارت رحى طواحين الحرب، وحملنا جرّاء ذلك وزراً يفوق حجم وإمكانات الطّائفة العلويّة.
  • نحن الرّاغبون بوحدة العيش وكرامة الوجود، ونحن أكثر المطالبين بالسّلم والأمان، وأكثر المستفيدين من سيادة دولة القانون والعدل، فوحده منطق الدّولة يعطينا أهليّة وجودنا تحت شعار الكفاءة والمواطنة ويسترجع حقوقنا المسلوبة ويستعيد هيبة حضورنا ويعيدنا الى خارطة التأثير والحضور.
  • نحن الذين مارسوا علينا جولات الحصار لكنّنا لم ننثنِ، وأطلقوا على أجسادنا صليات الرّصاص لكنّنا لم ننحنِ.
  • نحن الّذين اتّهمونا زوراً، وحكموا علينا بهتاناّ، وحاكمونا عدوانا.
  • نحن العابرون نحو حياة ملؤها كرامة لن نقبل ضياع حقوقنا بعد الآن، ولن نقبل دور الرّهينة والأسير، ولن نرضى موقع التّابع والملحق.
  • نحن المعنيّون بالصّراع الدولي -الإقليمي انطلاقاً من اعتقادنا أنّه جولة من حرب الحقّ مع الباطل..

ولا تتردّد أيها المرشّح العلوي من أن تعلن بكل فخر أنّنا كنّا في جولات سابقة من هذه الحرب مع سوريا حافظ الأسد، قلب العروبة النّابض، وأنّنا الآن مع سوريا بشّار الأسد قلب الإنسانيّة النّابض، وقلعة الحقّ التي ستَنهزم على أسوارها جيوش الباطل، والقائد الذي يقود حرباً على مستوى الإنسانيّة وعلى مستوى إعادة تموضع القوى العالميّة...

ولا تخف أيها المرشّح العلويّ من قول هذه الحقيقة، فمعظم زعماء الّلوائح الانتخابية سيدركون قريباً أنّهم شاركوا في لعبة الشّيطان، سوف يتلوُن فعل النّدم، وسيزحفون عند إعلان النّصر على بطونهم عند أقدام هذا الأسد العلوي.

أيّها المرشّح العلوي...

مهما كان حجم تمثيلك، ومهما كانت قناعتنا بك، فقد ألزمت نفسك تمثيلنا، وأوجبت لنا حقاً عليك.
اتّخذ قرار الشّجاعة وكن حرّاً.
قل بأعلى صوتك: نحن العلويّون، وستجد أنّ العلويّين كلّهم معك.

نداؤنا إليك:

أَيُّها الْمُرَشَّحُ الْعَلَوِيُّ..... كُنْ عَلَوِيًّا.

 

العلويّ ربيع معين سليمان
طرابلس، جبل محسن.
10\4\2018م