جواب السؤال الأول (العلويون - الصابئة - المندائية - حرّان - تقديس الكواكب - التنجيم - عبادة الشمس والقمر..)

أُضيف بتاريخ السبت, 06/11/2010 - 13:44
السؤال الأول:

لا يُفرّق العامّة وربما المختصون بين المندائين والصابئة: الأولون جماعة تعتمد الارتماس في الماء الجاري طقسًا رئيسيًا، والآخرون الذين تحدث عنهم القرآن الكريم جماعة ازدهر فيها الفكر اليوناني يومًا وبرز فيها في القرن الثالث الهجري أشخاص هامّون في التاريخ الفكري للمنطقة لكن لم يعد لهم أثر حاليًا.

سكن الصابئة حران المدينة الشهيرة في التاريخ القديم (معجم البلدان -02-0235) وعبدوا النجوم وكانت لهم حكايا شهيرة مع أكثر من خليفة.

ثمة نظرية تقول: أصل العلويين هو صابئة حران الذين تحوّلوا دفعة واحدة إلى الإسلام وعلى ذلك أدلة :

  1. دور النجوم والكواكب في الحياة اليومية للعلويين، من ذلك قول البعض إن العلويين يقولون بتجسيد علي في الشمس والقمر (ولاية بيروت) مثلاً.
  2. علم التنجيم المشهور شعبيًا عند بعض العلويين.
  3. قُرب حَرّان التي تقع شمال شرق الرَّقة السورية من مناطق الشيعية وغُلاة الشيعة.
  4. إطلاق صفة الحراني على العديد من تراثي العلويين.

هل يمكن إعطاء لمحة عن رأيكم في العلاقة الصابئة العلوية؟

وفي الكتابات خاصة الغربية عن الموضوع مثلاً: رنه دوسو.


مُلَخّصُهُ: تشير بسؤالك الأول إلى نظرية تقول : إنّ أصل العلويين هو صابئة حران، وتتساءل عن العلاقة الصابئة العلوية وكأنها حقيقة ثابتة.


الجواب عن السؤال الأول

يُفاجئ السائل بهذا التقرير من القول متعالمًا (لا يُفرّق العامّة وربما المختصون بين المندائين والصابئة: الأولون جماعة تعتمد الارتماس في الماء الجاري طقسًا رئيسيًّا. والآخرون جماعة تحدث عنهم القرآن الكريم : جماعة ازدهر فيها الفكر اليوناني يومًا وبرز فيها في القرن الثالث الهجري أشخاص مُهمّون في التاريخ الفكري للمنطقة لم يعد لهم أثر حاليًّا. سكن الصابئة حران المدينة الشهيرة في التاريخ القديم وكانت لهم حكايات شهيرة مع أكثر من خليفة وفاتح).

ترى ما هي المناسبة لنشر هذا العرفان العظيم ؟

ولكن قبل الكشف عن مراميه يُحسن أن نبدأ بتوضيح محتويات السؤال فقد لا يتضح لكل قارىء .

لسنا من المتخصصين في التاريخ القديم ولا تاريخ الأديان ولكن لدينا من المراجع ما يسعفنا بما يكفي لفهم المقصود.

فـ(المندائية)  نوع من دين عُرف في القرون الأولى للميلاد استوطن منطقة بابل السفلى أي جنوبي العراق وهم ينسبون أنفسهم ليوحنا المعمداني (يحي القران)، ويُقَوّي هذه النسبة اعتمادهم الارتماس بالماء طقسًا أساسيًا في ديانتهم، وهو ما اشتهر عن يوحنا، ومنه تسميته بالمعمدان، وهو الذي عمّد السيد المسيح في نهر الأردن وأشار إليه بأنه عمل الرب المنتظر لخلاص العالم.

وقد مارسوا شكلاً من المسيحية ( الغنومية ) التي تدعي لنفسها التوصل لمعرفة الله بوسائل تسمو على وسائل المعرفة العادية.

وقد كانوا يُسمّون أنفسهم بـ(مسيحيي يوحنا) واسمهم مشتق من كلمة (ماندا) البابلية التي تعني المعرفة، وكوّنوا فرقة من فرق عدة من الفرق المسيحية التي ازدهرت في قرونها الأولى والتي تباينت آراؤها: ابتداء من الجليل الهام مثل خلافها حول طبيعة السيد المسيح حتى الشكل الفرعي كخلافها حول ماهية وشكل التقديس وعبادة الأيقونات. 

ولا تزال تختفي أثارها وتظهر حتى يومنا هذا، ويشهد لذلك تاريخ البدع التي ظهرت في المسيحية قديمًا وحديثًا، ويصعب تعداد المجامع التي عقدت لشجب هذه المقالات، ويصعب أكثر تعداد الخارجين على هذه المجامع الرافضين لقراراتها، ولمن يستطيب العجب العجاب ننصح بقراءة (تاريخ الإصلاح من أي مصدر أتى) فإنه لا يبخل بالتفاصيل.

ولما كان من معاني كلمة (صبا) الخروج من دين إلى دين، أو مخالفة ما هو سائد فقد وُسِمت بالصابئة.

وفعلاً فإن كلمة صابئة شاعت بمعانٍ لا تُحصى حتى إن الرسول سُميَ بالصابي لخروجه على دين قومه، ونُعت المسلمون الأولون بأنهم صابئون، وأطلقت على كل من أتى بقول يخالف المألوف، ومن الجملة على فئة وسموها بعبادة الكواكب سكنت شمالي العراق وبقي منهم أناس اشتهروا بهذا الاسم، وكان منهم حقًا شخصيات معروفة نشرت عرفانها محتمية بإسم الصابئة التي عدّها القرآن الكريم من جملة أهل الكتاب. كما إنهم كانوا ينتمون أنفسهم إلى سيدنا نوح أحد الخمسة أولي العزم، فأمِنوا من كل مضايقة لِمَا عُرف عن الإسلام من سماحة مع أهل الكتاب، وليس بين يدينا هيكلية مُحددة لطقوسهم وكيفية ممارستهم العبادة، بل هم -مما يرشح من آثارهم- فئة كانت على اتصال وثيق بالفكر اليوناني وبحكمة الهند، وربما تسرب لفكرهم شيء من (غنوص) أوائل الفرق المسيحية، وكانوا ممن يدّعون القدرة على بلوغ المعرفة وامتلاك الحقيقة بواسطة العقل والتأمل والرياضيات الروحية الجسمانية. لذلك بدر من بعضهم استهزاء وإزراء بشكليات الطقوس تسجل عن العديد منهم بمحاورات عدة وكانت سببًا لوصمهم بالزندقة -ثم عمّ هذا الاسم على كل مخالف للجماعة- كما يُسمّون- وكم في سجل التاريخ من ذِكْرٍ لضحايا قضوا تحت هذا العنوان وليس لهم إلا موالاة آل البيت ذنبًا.

وأما ما يُنسب إليهم من تقديس الكواكب، فأمرٌ لا ينفردون به حتى يَصُحَّ خَصُّهُم فيه، ويجوز أن يلحق بهم كل من يقول بمثله، إذ أن ذلك مما اشتركت فيه فئات عديدة، ولا يمكن تحديد بداية لمثل هذه الأقوال، سيما بما يخص تقديس الشمس والقمر.

فقد نسب ذلك لِجُلِّ الديانات القديمة، وكان أحد بنود الاتهام في محاكمة سقراط تهمة (عبادة الشمس والقمر)، أقول (تُهمة) لأنه غالبًا ما وقعنا -لما عثرنا لأول مرة على النصوص القديمة- في تأويلات خاطئة واستنتاجات متسرعة، فقلنا فيها أقوالاً لا نسب بين الحقيقة وبينها. ومع ذلك فلا تزال هي الشائعة والسابقة للذهن، خذ مثلاً:

فلو سألت في مصر عمّا كان يعبد قدماء المصريين، لوجدت كل لسان ينطق بـ(إيزيس إيزوريس) الذين يتشخص بهما الشمس والقمر، ولكن مع تقدّم الدراسات واكتشاف الجديد من النصوص والتعمق بمعانيها، تبين لنا إن عبادتهم كانت مبنية على أنقى أشكال التوحيد حتى بلغ الإعجاب بصفائها عند بعض من يُنكرون الوحي، أن نسبوا ما جاء به موسى من خالص التوحيد إليها لا إلى وحي السماء (كل طرفي في الأمور ذميم)، ولو تحرّينا عن التفسير والتعليل الأصدق لقلنا إنّ كل هذه الأسماء والتصورات التي نعرفها عن الديانات القديمة ما هي إلا رموز حية لإبلاغ أذهان العصور، المعاني الموجودة، فكانت الشمس لما استشعر به الناس في كل العصور من أهميتها وارتباط الحياة فيها مثلاً على القدرة التي تهب الحياة هذه الخاصية الأولى للألوهية.

وقد كانت دقّة وصحّة ما توصّلوا إليه من دلائل على قيام الحياة بها موضع إعجاب لكل الدارسين، -غير أنّه قد بقيَ الكثير من رموزهم مستعصيًا على فهمنا -بل ما يَصدم أحيانًا ذوقَنا المُعاصر- كاتخاذهم الثور رمزًا للخصب إلى رموز كثيرة أخرى، كالحية والغراب، مما لم نستبن معانيها ولا نملك أمامها إلا الاستغراب حتى الاشمئزاز،- ذلك أن المقصود منها قدَّمنا مَعناه، ولم نعد نرى من المرموز له سوى الرمز، فكانت الصنمية، وكان التجسيد.

وكان شرف رسالات السماء أخذها بناصية الإنسانية ورفع بصرها إلى المعنى المُحَبَّب بالرمز، فأعادت للألوهة إشراقها في الأرواح بعد أن كادت تُطمس في ظلمات التشبيه والتجسيد، ولا يحسبن واهم إن هذا الخطر قد انتفى في زمننا.

ففي الحديث المشهور: (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش)، إيذانًا بأنّ هذا الخطر وسيبقى ما دام هنالك تفاوت في إدراك المعنى الذي يكمن وراء صور العبادات.

يلاحظ أحد الدارسين الثقات هذه الملاحظة الثاقبة، وهي إن أي دين جديد لا يمكنه أن يخلص ويستقر في أسماع ووجدان الجماهير إلا إذا تراءى لهم بزي معتقداتهم القديمة وتحدث بلسانها، وهذا ما يمكن أن يكون أصدق تعليل لتسرّب الكثير من طقوس الديانات السابقة إلى جميع الأديان السماوية، ولكن هذه تبعث فيها معنى روحيًا يرفعها ويمحو منها كل ما يمكن أن يعلق بالذهن من أوضار ماديتها، وليس المقام مقام التفصيل والبرهنة على هذه المقولة بل لنُخلص إلى القول: بأن آداب جميع الأديان تطفح باستعمال اسم الشمس والقمر للاشارة إلى الحقيقة الإلهية.

وأكثر من استعمل ذلك المتصوفة، مع الملاحظة بأنهم يوردون ذلك بصيغة (شمس الشمس) تعظيمًا وحِفظًا من كل وهم يحصر القصد بهذا الملموس المحسوس، ويؤكدون ذلك بوصفها بصفة (الجلال والقهر)، ولأن الأبصار لا تقوى لها، ومثل ذلك إذا ذكروا القمر فيُسمّونه (قمر الأقمار) ويصِفونَه بصفة (اللطف والجمال) تعبيرًا عن لطف الله سبحانه بعباده حيث عَرَّفَهُم بواسطة رسله كيف يُسمّونه ويصفونه ويتوجهون إليه بالضراعة،  وإلا فإن كل الأديان مُجمعة على إنه لا يعلم ما هو إلا هو، وأنه هو الذي ليس كمثله شيء، وعلى هذا فلا يُمكن لمسلم -والعلويون من الإسلام في الصميم- ولا لأي ذي دين حق أن يقصُدَ بأيّ اسمٍ يٌسمي اللهَ به أو وَصْفٍ يصِفُهُ إلا الذي كان ولا دهر ولا زمان ولا أرض مدحية ولا سماء مبنية والذي لا يعلم ماهو إلا هو.

وكلهم كي لا ينُدّ بهم القول عن الصواب يحفظون ويتقيدون بما وصى به الإمام ابنه الحسن (ولا تصفن الله إلا بما وصف نفسه). 

فهل يبقي من شُبهة حق في الفرضية القائلة: بأن أصل العلويين صابئة حران؟

وإن أبيتَ إلا جدالاً فاحصر لنا صابئة حران في فئة، وقدم لنا مؤلفًا في معتقدهم وطقوسهم، لنقارنه بما عند العلويين، وبعدها فلكل حادث حديث.



أما قولك " بأن لك على ذلك أدلة "

فافتئات على اللغة، إذ لا يمكن أن ترضاه اسمًا لما تورد ومع ذلك فهاتها:

1. تقول: دور النجوم والكواكب في الحياة اليومية للعلويين:

كلام مُرسل على عواهنه. وأي شعوب الأرض تخلو من ذلك؟

لكن لو نظرت بعين التحقيق لرأيت أنّ عندهم من ذلك أقل بكثير ممّا عند غيرهم، وعليهم أن يتعلموا من هذا الغير الكثير والكثير.

2. أما قولك: عمّن يقول بتجسيد علي على اعتبار إنه الإله في الشمس والقمر:

فإنّه يصح لنا الإكتفاء بما أسلفنا القول وشرحنا عن استعمال هذين الاسمين في الآداب الدينية قديمًا وحديثًا، للاشارة ووصف الحقيقة الإلهية دون أدنى خاطرة من تشبيه أو تجسيد، ولكن إرضاءً لك سنعود عندما سنبلغ موضع القول عمّا يؤمنون به ويعتقدون بكل دقة وصدق، وحينئذ سيَتّضِح لكل من يطلب الحق للحق إنهم أشد الناس إنكارًا لكل تجسيد وتشبيه، ويُصبح من الجهل أو التجني سؤالهم إن كانوا يُجسّدون إلههم في شمس أو قمر أو بشر أو إلى ما لا نهاية.

ثم تحتج: بعلم التنجيم المشهور شعبيًا عند بعض العلويين.

فما هي مقومات هذه الشهرة؟ ومن المشتهر منهم؟

مساكين إنهم أقل شعوب الأرض علمًا بالتنجيم، وإن وُجِد منهم من له اهتمام بمثل ذلك، فمبلغ علمه أن يعرف أسماء الأبراج والطوالع، وبعض الخصائص مما لا يتجاوز أوليات هذا الفن. فكيف بك لو قارنته بما عند الآخرين من المجلات والمراجع والجمعيات، والتي تحاول أن تعيد للتنجيم مجده واعتباره، مُستندة لتقدم العلوم الفيزيائية الفلكية، الذي أعطاهم نوعًا من الحجة على صحة مبدأهم بما كشفت من البراهين على الترابط والتأثير المتبادل بين كل مواد هذا الكون.

3. قرب حران التي تقع شمال الرقة من مناطق الشيعة وغلاتها:

كلام غير ذي موضوع، ولتكن حران موطن من تكون، فإنا لا نعرف أية صلة خاصة للعلويين بتلك المناطق ولا بمن يقطنونها، على ما نعلم أو يُذكر.

4. إطلاق صفة الحراني على العديد من تراثي العلويين:

ينقص هذا القول الدقة.

أجل في تاريخ الفكر الشيعي اسم عائلة بهذه النسبة اشتهر منها جهابذة مجتهدون، أشهرهم صاحب كتاب (تحف العقول في آثار آل الرسول). وآخرون لهم تآليف عديدة لا يمكن عَدُّها من مؤلفات العلويين الخاصة، وذلك لم يمنع من اعتبار العلويين لها، لما وجدوا فيها الكثير مما يوافقهم، فأخذوا به دون التزام بكل ما جاء عنهم، وتذكر بعض الروايات إن أحدهم لقي شيخهم وتباحثا حول عدة مساثل اتفقت فيها آراؤهم، وأن ثمة مؤلفين كُثُر غيرهم عُرِفَت مؤلفاتهم وذاعت قبل عصر شيخهم بقرون، يوثقها العلويون ويأخذون عنها، عملاً بالقول المأثور: (اطلبوا العلم ولو بالصين).

على إن هؤلاء الحرّانيون نشروا -في أغلب الأحيان- علمهم بعيدًا عن حرّان، ولم تكن مسكنًا لهم جميعًا، بل شهرة، كما يحدث لكثير من المؤلفين، فينسبون لديار غير ديارهم، بل ربما لديار لم يطؤوها. وإن أشهر هؤلاء الحرّانيون يُعرف بـ(الحلبي) مثلما يُعرف بـ(الحرّاني).

ويتضح لنا غرضك من كل ذلك إذ أن حران اقترنت باسم الصابة فيجب بالتالي أن يُنسب العلويون لهم، أو يُنسبوا هم للعلويين، لتنطبق صفة الصابئة عليهم، وعلى التحقيق والعلم والسلام.

أما كتاب (رنه دوسو)

فنستطع أن نجيبك عنه، ولو إن العهد به قد طال، إذ أذكر إني قرأته في مطلع الثلاثينات، بعد أن لفت نظري وأنا أقلب فهارس مكتبة القديسة (جنفياف) في باريس، فوجدت إنه يقتصر على أشتات من المعلومات، جمعها وسردها سردًا شكليًا دون أي تمحيص ولا تفتيش عن المعنى الذي وراء الشكل، ولا غرو فهو يتحدّث عنها كما يُقال من خارج الدار.

وسنأتي على تقييمه وأمثاله من المؤلفات والمراجع عندما سنجيبك عن (سليمان الآذني)  الذي تسأل عنه لاحقًا، إنما لا يزال يعلق منه في ذهني موقف مُنصف يُشكر له، وذلك عندما يأتي على ذكر ما يُتّهمون به من إباحية! فيأبى عليه تحقيقه أن يُقِرَّها مُعللاً بأن أُناسًا يَتَوَلَّوْنَ الإمام الصادق هذا الإمام السامي في مبادئه ونقاء أخلاقيته لا يمكن أن تَصْدُق عليهم مثل هذه التهم، -وهذا أيضًا يُسجل له صدق النظر بمعرفته لمن يَنْتَسِبُون- فهل بقيَ لمُنصِفٍ لا يَنشُدُ الحقيقة من شكٍ بأن لا صلة ولا نسب بين العلويين والصابئة.

وما هي إلا مجرد فرضية سطحية أطلقها باحثون مغرضون، وحجبهم عن تمحيص الحق فيها لهفتهم لبلوغ مآرب من ورائها، ووجدت طريقًا إلى آذان من يلتقون معهم في الهوى والمآرب، وإن الباعث لهذا الحديث أصدق شاهد.

ولننتقل إلى السؤال الثاني: