مقدمة السائل (نبيل فيّاض) مع سرد أسئلته التسعة

أُضيف بتاريخ السبت, 06/11/2010 - 13:44

تساؤلات

نثبت أولاً الكتاب الذي وردنا من السائل مع أسئلته حتى يكون المُطالع على بينة مما يدور حوله المقال:

 

(حضرة الدكتور)

علي سليمان المحترم تحية محبة:
نبيل فياض محرر في جريدة الديار اللبناية أعددت منذ مدة ملفًا عن العلويين هو الأشمل حتى الآن، ولما كان أي عمل لا يكمل إلا بمحاورة الضالعين فيه وضعت أسئلة وصممت أن أطرحها على كبار المثقفين علويًا، ولما استشرت بعض الأصدقاء في دمشق قالوا لي: إنه ليس أمامي سواكم والشيخ كامل ديب لذلك جئت إلى اللاذقية كي ألقاكم، للأسف لم يحصل ذلك، على أية حال الأسئلة ترافق رسالتي أرجو أن تردوا عليها إن أمكن، وسوف أحاول زيارتكم الأسبوع القادم كي نتناقش في الأمر ولكم الشكر سلفًا.
29/1/1990
نبيل فياض

السؤال الأول:

لا يُفرّق العامّة وربما المختصون بين المندائين والصابئة: الأولون جماعة تعتمد الارتماس في الماء الجاري طقسًا رئيسيًا، والآخرون الذين تحدث عنهم القرآن الكريم جماعة ازدهر فيها الفكر اليوناني يومًا وبرز فيها في القرن الثالث الهجري أشخاص هامّون في التاريخ الفكري للمنطقة لكن لم يعد لهم أثر حاليًا.

سكن الصابئة حران المدينة الشهيرة في التاريخ القديم (معجم البلدان -02-0235) وعبدوا النجوم وكانت لهم حكايا شهيرة مع أكثر من خليفة.

ثمة نظرية تقول: أصل العلويين هو صابئة حران الذين تحوّلوا دفعة واحدة إلى الإسلام وعلى ذلك أدلة :

  1. دور النجوم والكواكب في الحياة اليومية للعلويين، من ذلك قول البعض إن العلويين يقولون بتجسيد علي في الشمس والقمر (ولاية بيروت) مثلاً.
  2. علم التنجيم المشهور شعبيًا عند بعض العلويين.
  3. قُرب حَرّان التي تقع شمال شرق الرَّقة السورية من مناطق الشيعية وغُلاة الشيعة.
  4. إطلاق صفة الحراني على العديد من تراثي العلويين.

هل يمكن إعطاء لمحة عن رأيكم في العلاقة الصابئة العلوية؟

وفي الكتابات خاصة الغربية عن الموضوع مثلاً: رنه دوسو.


السؤال الثاني:

عانة بلدة صغيرة غرب العراق قرب الحدود السورية، نعرف أنّ أصل المنتجب العاني منها وقد مرّ فيها العديد من فقهاء العلويين وأئمة المذهب.

عانة هذه سكنها جماعة تُدعى بـ (العلي اللآهية) وهم طائفة تُؤَلّه عليًا أو تعتبره مظهرًا من مظاهر الألوهية، (ماسنيون ) مقالة هامة بعنوان (علي إلهي).

عانة أيضًا هي البلد التي مر فيها علي وهو في طريقه لحرب معاوية بن أبي سفيان وهنا يمكن التساؤل عن عمق تشيع أهلها لعلي .

عانة أيضً غير بعيدة عن جبل سنجار موطن المكزون السنجاري، والكثير من الطواف المُغالية والفِرَق الهاربة من المد الإسلامي كالزردشتيين والمانويين ولا يزال عبدة إبليس اليزيديين يسكنون تلك المنطقة الآن.

ما هو دور عانة في تخريج أئمة المذهب العلوي؟ وما هي العلاقة بين العلويين وعلي اللاهيين؟


السؤال الثالث:

تقول إحدى الدراسات عن اليزيديين إنّ وادي لالش قرب الموصل جبل سنجار ومناطق الحدود السورية العراقية الوسطى والشمالية كلها مناطق معزولة، كانت موئلاً للهاربين من المد الاسلامي وما زالت موطنًا لجماعات من عقائد متباينة غريبة كالشبك واليزيديين.

تقول فرضية: إنّ سنجار هي موطن العلويين الأول المطاردين من الظلم العباسي.

ويقال أيضًا: إنه كلما اشتد الظلم ووصل حتى سنجار هرب بعض العلويين إلى جبال اللاذقية ولو لم تكن بين علويي اللاذقية وعلويي سنجار روابط قوة ما استنجد الشيخ محمد البانياسي والشيخ علي الخياط (كما أورد غالب الطويل) بالأمير المكزون السنجاري في سنجار (التي تبعد عنها مئات الأميال في وقت كانت وسائل شبه بدائية) شيخ العلويين في سنجار، ولو لم يكن الأمير المكزون السنجاري يشعر أن علويي اللاذقية أقارب وأبناء عمومة لما جاء وبرفقته 25000 أو 50 ألف شخص وسكن مناطق قرب سورية إضافة إلى الفروق في اللهجة بين العلوي وغير العلوي خاصة السني فقاف العلوي كقاف العراقي مُعَطّشة.

ما هي العلاقة بين السنجاريين والعلويين وما هو رأيكم فيها؟


السؤال الرابع:

دون أن أتردد ثانية في الشك بدوافع بعض الناشرين غير الموضوعية. صدرت في بيروت سلسلة كتب تتحدث عن العلويين النصيريين منها مثلاً (الباكورة السليمانية) للشيخ سليمان الأذني، وهو كما قيل علوي مرتد نشر كتب العلويين وأعيادهم وطقوسهم إلخ، ومنها أيضًا رسالة درزية في الرد على النصيرية.

ما هو رأيكم فيما ينشر حاليًا من كتب حول العلويين في بعض مناطق بيروت؟ ومن هو سليمان الأذني هذا؟


السؤال الخامس:

موسوعة الإسلام، موسوعة الأديان، موسوعات أجنبية أخرى بما في ذلك الموسوعة السوفياتية العظيمة كلها حكت عن العلويين النصيريين كمؤلهة لعلي بن أبي طالب ، أيضًا الشهرستاني والنوبختي على سبيل المثال قالا في النصيرية أقوالاً متشابهة وقريبة مما تقوله الموسوعات الأجنبية وغيرها من الكتب الحديثة.

من الكتب الحديثة العربية نجد (ولاية بيروت) الذي أفرد مؤلفه أكثر من مائة صفحة للحديث عن العلويين، كذلك كتاب صدر في الإمارات العربية عن تاريخ العلويين ومعتقداتهم، و(مذاهب إسلاميين) للدكتور عبد الرحمن البدوي كلها تتفق مع ما ذكرته المصادر الأجنبية والتراثية العربية.

كيف تفسر هذا التوافق التراثي العربي أم الأوروبي الغربي الحديث في النظرة العامة للعلويين، هل كانوا كلهم على خطأ، وكيف تدعم ذلك ؟

وإذا كانت تلك المقالات متجنية جاهلة وأنتم تقولون باثنى عشرية العلويين على الطريقة العلوية الجنبلانية، هل يمكن اعتبار مؤلهة علي غير مسلمين أو حتى أولئك الذين يقولون بأقنوم ناسوتي وأقنوم لاهوتي في علي أو أنه مظهر من مظاهر الألوهة.


السؤال السادس:

  1. محمد بن نصير الفهري النميري.
  2. الحسين بن حمدان الخصيبي.
  3. أبو القاسم سعيد بن ميمون الطبراني.

ثلاث شخصيات رُبطت بالعلويين بشكل أو بآخر، الأخبار عن ابن نصير قليلة متضاربة.

الخصيبي يقولون عنه في المصادر الشيعية ( أعيان الشيعة ) فيما يقولون إنه صاحب مذهب فاسد، واطلعت شخصيًا على كتابه الذي مُنع من التداول مؤخرًا 1 (الهداية الكبرى) فوجدت فيه أقوال في أبي بكر وعمر لا يقرّها المسلمون، كما ورد في ديوانه المخطوط إشارات كثيرة إلى شرب الخمر بطريقة سرية.

(ميمون الطبراني) ثالث هام جدًّا، وميمون اسم يهودي معروف، والطبراني من طبرية عاصمة اللاهوت العبراني على مر العصور، والطبراني أحد خلفاء الخصيبي في زعامة العلويين دينيًا.

ماذا يمكن أن نستنتج من كل ما سبق؟ سؤال تشكيكي لا حاجة به للتطويل.


السؤال السابع:

ثلاثة أشياء لاحظتها شخصيًا عند العلويين تتنافى مع الإسلامية التقليدية:

1. الحجاب :صحيح أنّ بعض المسلمات غير العلويات خلعن الحجاب لكن الغالبية بما في ذلك الشابات ما تزال تحافظ عليه كأصل في العقيدة. لكن العلويات المسلمات الشابات تحديدًا تَخَلَّيْنَ في المدن والقرى عن الحجاب دون أن يُنقص ذلك من الشعور الإيماني .

2. المساجد :في كثير من القرى العلوية التي زرتها لم أجد مساجد رغم أن بعضها (القرى) كبير الحجم وتعداد السكان. من تلك القرى : المخرم الفوقاني – الناعم - جب الجراح – الغسانية – لفتايا – شطحا - دوير رسلان – بستان ديب – يمنة - بعمرة.

3. التقميص :وهو عقيدة علوية معروفة تمامًا وقد حدثني بها حتى بعض المثقفين العلويين والتقميص غير موجود في الإسلامية التقليدية.

كيف تفسّر وجود هكذا ظواهر في المذهب العلوي؟ وما هو التعليل الديني التاريخي لها؟


السؤال الثامن:

ثمة من يقول: إنّ بين العلويين من هو اثني عشري خالص لا يمكن تفريقه عن أي شيعي آخر، وبينهم من هو مغال متطرف لا علاقة له بالإسلام.

ثمة من يقول: إنّ كل العلويين سواء وإنّ لديهم تعليمًا شفويًا لا يُكتب كي لا يقع في أيدي الأعداء، وإنّ لهؤلاء جميعًا مذهبًا خاصًّا ليس إسلاميًا وإن كان يُبدي الأسلمة كنوع من التقيّة.

  • أي القولين الأصح وهل الإثنان خطأ؟
  • إذا كان الاثنان على خطأ فما هو الصحيح؟
  • وهل الصحيح من وجهة نظركم هو الصحيح علويًا سواء على صعيد المشائخ والأفراد؟

السؤال الأخير:

  • هل توجد فوارق بين الشيعة الجعفرية والعلوية؟
     
  • إذا كان ما هي تلك الفوارق؟
     
  • وإذا لم يكن فلماذا تسميتان مختلفتان لشيء واحد؟

 

 

  • 1 كتاب الهداية الكبرى لم يمنع من التداول لا مقدماً ولا مؤخراً وما زال يُطبع ويوزّع بين الحين والآخر في لبنان وإيران. (المؤلف الشيخ حسين المظلوم)