كلمة فضيلة الشيخ الخطيب بن علي الخطيب

أُضيف بتاريخ السبت, 06/11/2010 - 14:58

كلمة طيبة للفقيه العارف الأستاذ الأديب
فضيلة الشيخ الخطيب بن علي الخطيب

 

الحمد لله حمداً لا يبلغ مداه، من بدء الدهر إلى منتهاه، والصلاة والسلام على نبي الهُدى والرحمة سيدنا محمد وآله الطاهرين ومن تبع هُداهم إلى يوم القيامة والدين.

وبعد

فإنَّ الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه يقول في الكتاب المبين: وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ 20 اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ 21 [يس]. صدق الله العلي العظيم.

وقال :

(من رأى منكم مُنكراً فليغيّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان).

وإنطلاقاً من ذلك أقول:

إنّ ما بين دفتيّ هذا الكتاب من الجهد المشكور والعمل المأجور من دفاعٍ عن الحقائق الثابتة بالنص المنقول عن أهل العصمة والمؤيّدة بالشواهد الجليّة الواضحة من الكتاب والسنة النبويّة الشريفة هو من الأعمال العظيمة والتي يُمكن تصنيفها في خانة الأعمال الجهادية التي تستحق التقدير والثناء.

حيث أنّ ما بيَّنه الأخ الفاضل في مقدمة كتابه من محاولة (البعض) التغيير فيما ورد عن المعصومين والسلف التابعين في بعض الأمور التشريعيّة الثابتة نصًّا عن رسول رب العالمين. وتسريب هذه الآراء إلى الجمهور من المؤمنين المُقلدين تحت ستار العِلم ببواطن الأمور حينًا وبإسم التطور والمعاصرة أحيانًا، وإظهار أنفسهم كعلماء ومجتهدين إعتمادًا على بعض المتشابهات التي يستغلونها ويعتمدونها إمّا بقصد أو بدون قصد، معتمدين في ذلك على مقدرتهم الكلامية وإمكاناتهم في إدارت الحوارات السفسطائية طلبًا للدنيا وحُبًّا بالظهور. أقول:

إنَّ هذه الآراء والإجتهادات كان يجب أن تلقى من يُمَحّصها ويكشف للجمهور بُطلانها كيلا تمرّ على البُسَطاء من التابعين المُقلدين فيظنون أنّها الحق فيأخذون بها.

إنّ ما قام به فضيلة الشيخ "حسين المظلوم" في هذا الكتاب والموسوم بإسم "إتباع الإجماع في الرد على الإبتداع" من بحث عن الحقائق في الآثار المنقولة عن أهل الهُدى وورثة علم النبوة وتدقيقه للروايات ومقابلتها مع ما جاء من إجتهادات بقيّة علماء المذاهب الإسلامية الأخرى. هو وضعٌ للأمور في نصابها وتبيين للمُحكمات من متشابهاتها بما لا يدع مجالاً لطالبي الفتنة والإنقسام بين أبناء المذهب الواحد، خاصةً ونحن في زمنٍ كثر فيه المُشَكّكون بدين الله وازدادت الهجمة عليه شدّةً وشراسة من دُعاة الإستكبار المعاصرين وهم مَن دَلَّ الله جل وعلا في كتابه العزيز عليهم بقوله:

هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ آل عمران\7.

إنَّ الحفاظ على نقاء الشريعة وصفائها هو باب من أبواب الجهاد شرَّعَه الله وأمر به الرسول الأعظم وحضَّ عليه وإنَّ ما في هذا الكتاب لا يخرج عن ذلك. فأسأل الله أن يُعرِّفنا الحق حقًا ويرزقنا إتباعه وأن يُعَرِّفنا الباطل باطلاً ويأخذ بيدنا لاجتنابه إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.

وللأخ الفاضل العالم العارف العامل الشيخ " حسين المظلوم " نطلب من الله  حُسن الجزاء لما قدّم ويُقدّم من خدمة للدين والشريعة، وأن يأخذ الله بيده لما فيه الحق ولا يحيد بنا وبه عن منهج الصدق، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيّدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

والحمد لله رب العالمين.

الفقير لله والغني بالله
الخطيب بن علي الخطيب- زاهد