مقدمة بقلم فضيلة الشيخ علي أحمد الخطيب (زاهد)

أُضيف بتاريخ السبت, 06/11/2010 - 14:58

مقدمة قيّمة بقلم العالم الأديب والفقيه الأريب
العارف العامل والعابد الكامل
فضيلة الشيخ علي أحمد الخطيب (زاهد)

 

الحمد لله على كل نعمة وفضل، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبينا وشفيعنا محمد خاتم الأنبياء والرسل سيّد النبيين صلى الله عليه وعلى أهل بيته الأئمة الكرام الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم القيامة والدين.

أما بعد

أيها الأخوة المؤمنون الكرام: فليس كل عالم بعارف.

وإنَّ أفضل العلماء هم الذين يستخرجون النصوص من مصادرها الشرعية.

ولا تكون المصادر شرعية إلا إذا كانت منقولة بالطريق الصحيح عن نبي الرحمة وهو طريق أهل بيته الأئمة المعصومين عليهم السلام.

وإنَّ مذهبنا الإمامي الجعفري والذي نقله إلينا إمامنا ومولانا الإمام جعفر الصادق هو مذهب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأنه نقله عن آبائه الطاهرين المعصومين عن الإمام علي عن نبي الرحمة والهدى عن رب العالمين .

وعنهم : أنّ رسول الله لما أُسريَ به إلى السماء حتى بلغ البيت المعمور، واجتمع النبيون والملائكة للصلاة خلفه أذّن جبرائيل وأقام للصلاة، فصلى بهم رسول الله (صلى الله عليه وعليهم). إذن، فالآذان قد سمعه رسول الله في السماء وأَمر به في الأرض، وإنَّ من فصوله (حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ).

وإنَّ خَيْرِ الْعَمَلِ عند الله بعد الإيمان به هو الجهاد أولاً والصلاة ثانياً وهي التي تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ العنكبوت\45. لو كنتم تعلمون. (صدق الله العلي العظيم).

إنَّ من القواعد الشرعية المعمول بها لدينا أنّه لا اجتهاد في مورد النص. وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا الحشر\7.

وليس مذهبنا كبقية المذاهب الإسلامية التي تترك باب الإجتهاد مفتوحاً على مصراعيه.

فمما يُؤْثرْ أنَّ سبب حذف (حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ) من الآذان عند بعض المذاهب الأخرى هو أنَّ الخليفة الثاني أبا حفص لم يستيقظ لآذان الفجر من المسجد فذهب المؤذن إلى بيته المجاور للمسجد وأعاد الآذان فلم ينتبه له، وهابه أن يوقظه، فراح يردد بصوت عالٍ ( الصلاة خير من النوم ) حتى انتبه، فسأله عمّا يقول فأخبره أنّه رفع الآذان من المسجد ولم يستيقظ ولهذا فهو يقول ما يقول.

فقال له: اجعلها في آذان كل فجرٍ بدلاً من (حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ).

وفي هذه الرواية ما يدل على ثبات عدد فصول الآذان والإقامة وأنَّ الأمر بذلك توقيفي من السماء ولا مجال للإجتهاد فيه حتى عند من يرون جواز الإجتهاد في كل شيء.

ولمّا كُنَّا قد أسلفنا في مقدمة كلامنا أنَّ َخْيَر الأعمال بعد الإيمان بالله وتصديق الرسل هو الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الحق، فإني أقول:

إنّ ما كتبه فضيلة المؤمن العارف الشيخ حسين المظلوم - أيّده الله بالنصر على الظالمين- هو الحق الصُّراح، فجزاه الله عن الدين وأهله خير الجزاء، ولمثل هذا فليعمل العاملون وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطاهرين وسلم تسليماً كثيرا.

والحمد لله رب العالمين.

خادم أهل الولاية
الفقير لله عز وجل
علي الخطيب
- زاهد