مقدّمة المؤلف

أُضيف بتاريخ السبت, 06/11/2010 - 14:58

مقدّمة المؤلف


 

الحمد لله الذي أنعم علينا بصحة الإيمان والإسلام، ومعرفة الفرائض والأحكام، وولاية الإثنى عشر إمام، والصلاة والسلام على نبيّنا وهادينا وشفيعنا محمّد وآله الكرام العظام.

أما بعد

قال رسول الرحمة ونبي الأمّة :

(من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان).

إنّ هذا الخطاب المُحكم الصادر عن النبيّ الأكرم موجّه إلى كل مسلم مؤمن برسالته السماويّة مُتَّبع أوامره الإلهيّة، ولا يُستثنى من هذا الخطاب إلا الذين لا يملكون قدرة التمييز بين الخطأ والصواب ولا يقدرون على استخراج الدليل والجواب، أما الذين برعوا في هذا المجال وعرفوا أصول المقال ووعوا فحوى السؤال فلا يسعهم السكوت والإتكال والهروب من السجال، لأن الخطاب عليهم واقع، والأمر إليهم راجع، وقول النبي صادع، وقول الحق نافع، والجهاد في سبيل الدين رافع، وإنّ هذا التخفيف الواضح من اليد إلى اللسان إلى القلب الصالح ما هو إلا لكي لا يُغلق باب العمل في وجه كادح، وليعمل كل مكلف على قدر طاقته ولا يحتج بضعف عزيمته.

وإنّي لما رأيتُ أنّ البعض قد جنح عن المنقول والمعقول، وخالف المحكم والأصول، وعمل بالمتشابه والمجهول، واستبدل العرض بالطول، واستعاض عن الفاعل بالمفعول، رأيت أنّ الردّ عليه واجب كي لا يعتقد البعض بهذه العجائب فتجر علينا المثالب وتأتينا من كل جانب، فوضعت هذا الكتاب ليكون ردًّا وجواباً على هذا الإضطراب، وقسّمته إلى مقدّمة وأبواب لأن ذلك أقرب إلى الصواب، وأسهل على الطلاب وسميّته:

" إتّباع الإجماع في الرد على الإبتداع "