استدراك هام حول الهداية الكبرى والشيخ الخصيبي.

أُضيف بتاريخ السبت, 06/11/2010 - 14:58

استدراك هام حول الهداية الكبرى

والشيخ الخصيبي.


في الباب الثاني من هذا الكتاب (المتعلق بإثبات مثنى الإقامة) أوردت الخبر الذي رواه الشيخ الخصيبي في الهداية الكبرى (الباب الثالث عشر) عن عيسى ابن مهدي الجوهري وذلك لوضوح معانيه ودقة مبانيه ووثاقة راويه وخصوصًا أنّ هذا الراوي سمعه مع سبعين رجلاً من الإمام العسكري مباشرة وذلك حينما ذهبوا لتهنئته بولادة الخلف، كما أن الشيخ الخصيبي لقيَ هؤلاء الرجال جميعهم وسألهم عن حديث عيسى ابن مهدي فحدثوه كما رواه1 ،وهذا يدل على أهمية هذا الحديث الأصولي ولولا ذلك لما تحرى عنه الشيخ وشدد على توثيقه.

وفي حوار أجريته مع بعض المُعترضين على مَثنى الإقامة أدليتُ بهذا الدليل الذي يشفي العليل ويقطع القال والقيل فاعترض أحدُ المخالفين وقال:

إن الهداية الكبرى للشيخ الخصيبي لا يعوّل عليها ولا يستند إليها في الأصول الإعتقادية والفروع الفقهية وذلك لعدم توافق رواياتها مع مذهب أهل البيت .

وهنا أقول ردًّا على هذا الكلام المعلول والمخالف للمعقول والمنقول والمتناقض مع الفروع والأصول:
  1. أوّلاً: أنّ كلام هذا المُعترض يصبّ في خانة الغضائري الذي طعن بالشيخ الخصيبي وضَعّف رواياته، ويختلف أيضاً مع نهج الأئمة المعصومين الذين أكّدوا مثنى الإقامة 2 .
     
  2. ثانيًا: أنّ الرد على ما أورده الشيخ الخصيبي في هدايته يعد اختلافًا معه واتفاقًا مع غيره.
     
  3. ثالثًا: إنّ ما أوردهُ الشيخ في هدايته هو المعمول به عند المسلمين العلويين إجماعًا ومن دون خلاف قديمًا وحديثًا.
     
  4. رابعًا: إنّ الهداية الكبرى توثق نفسها وغيرها من المراجع المتفقةِ معها وليس العكس.
     
  5. خامًس: لو فقدنا سائر المراجع الفقهية وبقيت الهداية لما فقدنا شيئًا من أصول المذهب الإمامي أما لو فقدنا الهداية لفقدنا كلَّ شيء.
     
  6. سادسًا: إنّ القدماء من المحدثين اعتمدوا الهداية كمصدر موثوق ورووا عنها عشرات الأخبار الصحيحة.
     
  7. سابعًا: إنّ الروايات التي أوردها الشيخ في الهداية علوية الأصول والفروع لصدورها عن المعصومين الأربعة عشر وهي منهاج واضح لكلِّ علوي إمامي يثق بأحقية هذا المذهب الشريف ويعمل به.
     
  8. ثامنًا: لقد استدل الكثيرون من العلماء والمحدثين والفقهاء والمتكلمين على توثيق الشيخ من خلال هذا الكتاب المكتظ بأخبار المعصومين والدال على صحة عقيدته.
     
  9. تاسعًا: إن هذا الكتاب يحوي الأصول الإعتقادية لمن قرأه بروية والأصول الفقهية بصورة إجمالية.
     

وفي الختام أقول بأن ثقاتنا الأجلاء وشيوخنا الفقهاء اعتمدو هذا الكتاب كمصدر موثوق، واستندوا عليه، ورجعوا إليه في رواياتهم وأحاديثهم، ولم نسمع بأن أحدًا منهم اعترض على ما ورد فيه وكيف يكون ذلك والشيخ عندهم في القمة من الوثاقة.


ومسك الختام ما قاله شيخُنا الإمام العلامة الجليل
والفيلسوف النبيل الفقيه المحدث المجتهد
الشيخ سليمان الأحمد حينما قرأ كتاب الهداية:

بـوركت ليلة خلوت فطــا   لعت بأثنائها كتـابَ الهداية

مخلصـاً للنبـي والعتـرة الأ   طهار آل الرسول صِدق الولاية

مُوقناً في سريرتي انما الأمر   إليـهـم نهـايـة وبـداية

هـم غياث لنـا وغايـة قصدٍ   يا إلهـي وأنت للكل غايـة

رب فاجعـل ولاءهـم لنجاتـي   يـوم ألقاهـم لدى البعـث آيـة

وعلى سرّ سرّهـم ثبّــت اللهم   قلبـي روايـة ودرايـة

فلو تمعّنا في هذه الأبيات الرقيقة ذات المعاني الدقيقة لتبيّن لنا التالي:

  • تمسك العلامة الجليل بما جاء في الهداية من الأخبار الصحيحة.
  • التزامه الكلي بمضمونها قولاً وفعلاً.
  • ثقته المطلقة بالشيخ الخصيبي وبما ورد عنه.

فلو كان الأمر على خلاف ما تقدم لما كتب العلامة هذه الأبيات المفعمة بحب أهل البيت على إثر قراءته لهذا السِفر وكأنه رأى بنور بصيرته عمق مضمونها الدال على أحقية هذا المذهب المتمثل بكل جانب من جوانبها.

ومن يرى غير هذا فيُضرب به وبقوله عرض الحائط. 3