السؤال: عن ليلة القدر؟

أُضيف بتاريخ الجمعة, 10/07/2015 - 20:01

 

السُّؤَالُ: عَنْ لَيْلَةِ القَدْرِ ؟

بَيَانُ الإِجَابَةِ

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَاتَمِ النَّبِيِّيْنَ وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ الطَّاهِرِيْن.

أَمَّا بَعْدُ: فَالسَّلامُ عَلَيْكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. 

لَمْ تُعَيَّنْ لَيْلَةُ القَدْرِ فِي الرِّوَايَاتِ عَلَى كَثْرَتِهَا بِلَيْلَةٍ، وَإِنَّمَا جَاءَ فِي إِجْمَالِهَا شَيءٌ، وَفِي تَفْصِيْلِهَا شَيءٌ، لَمْ يُعَيِّنْهَا، إِلاَّ أَنَّهُ قَرَّبَ إِلَى السَّائِلِ تَحْدِيْدَهَا، وَهَذِهِ نُبْذَةٌ مِمَّا جَاءَ فِيْهَا.


فَضْلُ لَيْلَةِ القَدْرِ

كَفَى فِي تَعْظِيْمِهَا أَنَّ سُورَةً مِنْ سُوَرِ القُرْآنِ سُمِّيَتْ سُورَةَ القَدْرِ، وَهِيَ فِي المَرْوِيِّ: قَلْبُ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَمِنْ ذَلِكَ مَا رُوِيَ عَنِ الإِمَامِ الصَّادِقِ أَنَّ غُرَّةَ الشُّهُورِ (( شَهْرُ اللهِ عَزَّ ذِكْرُهُ، وَهُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ، وَقَلْبُ شَهْرِ رَمَضَانَ: لَيْلَةُ القَدْرِ...)) 1 .

وَثَوَابُ مَنْ تَطَوَّعَ فِيْهَا مُضَاعَفٌ عَلَى غَيْرِهَا، وَمِنْهُ قَولُ رَسُولِ اللهِ فِي وَصْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ:

(( وَجَعَلَ قِيَامَ لَيْلَةٍ فِيْهِ بِتَطَوُّعِ صَلاةٍ كَتَطَوُّعِ صَلاةِ سَبْعِيْنَ لَيْلَةً فِيْمَا سِوَاهُ مِنَ الشُّهُورِ )) 2 .


تَعْيِيْنُ لَيْلَةِ القَدْرِ عَلَى الإِجْمَالِ وَالتَّفْصِيْلِ

فِي المَرْوِيِّ عَنْ أَهْلِ البَيْتِ أَقْوَالٌ فِي تَعْيِيْنِ لَيْلَةِ القَدْرِ، مِنْهَا مَا يُعَدُّ إِجْمَالاً؛ لأَنَّهُ رَدَّهَا إِلَى العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنَ الشَّهْرِ، وَمِنْهَا مَا يُعَدُّ تَفْصِيْلاً؛ لأَنَّهُ حَدَّدَ بَعْضَ اللّيَالِي، وَفَضَّلَهَا مِنْ لِيَالِي الشَّهْرِ مَع أَنَّهَا مُفَضَّلَةٌ عَلَى غَيْرِهَا عَامَّةً.

فَالإِجْمَالُ أَنَّهَا تَكُونُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.

وَذَلِكَ عَلَى مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ االلهِ وَعَنْ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ وَعَنِ الإِمَامِ الجَوَاد ، بِلَفْظِ (( هِيَ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ ))3 .  

وَلَفْظِ (( الْتَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ )) 4 .  

وَعَنِ الإِمَامِ البَاقِر : فِي كُلِّ سَنَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ 5 .  

وَعَنْ رَسُولِ اللهِ مِنْ غَيْرِ هَذَا، أَنَّهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، وَمِنْهُ فِي صَحِيْح البُخَارِي: (( الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ )) 6 .

وَفِي مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَد: (( الْتَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ، لِتِسْعٍ يَبْقَيْنَ، أَو لِسَبْعٍ يَبْقَيْنَ، أَو لِخَمْسٍ، أَو لِثَلاثٍ، أَو آخِرَ لَيْلَةٍ )) 7 .

وَفِي مُسْنَدِهِ أَنَّهَا:

  • لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِِشْرِيْنَ.  8
  • وَلَيْلَةُ ثَلاثٍ وَعِشْرِيْنَ.   9
  • وَلَيْلَةُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ.  10
  • وَلَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ.   11

وَمِمَّا رُوِيَ فِي تَقْرِيْبِ التَّعْيِيْنِ، أَنَّ زُرَارَة سَأَلَ الإِمَامَ البَاقِر : عَنْ لَيْلَةِ القَدْرِ ؟ 

فَقَالَ الإِمَامُ : هِيَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، أَو ثَلاثٍ وَعِشْرِيْنَ.

فَقَالَ زُرَارَةُ: أَلَيْسَ إِنَّمَا هِيَ لَيْلَةٌ ؟

فَقَالَ الإِمَامُ : بَلَى. فَقَالَ زُرَارَةُ: فَأَخْبِرْنِي بِهَا.

فَقَالَ الإِمَامُ : وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تَفْعَلَ خَيْرًا فِي لَيْلَتَيْنِ !  12

وَفِي تَفْصِيْلِهَا بِأَرْبَعِ لَيَالٍ، مَا رُوِيَ عَنْ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ  :  

(( سَلُوا اللهَ الحَجَّ فِي لَيْلَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَفِي تِسْعَ عَشْرَةَ، وَفِي إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، وَفِي ثَلاثٍ وَعِشْرِيْنَ مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُكْتَبُ الوَفْدُ فِي كُلِّ عَامٍ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ وَفِيْهَا كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلّ: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ 4 )). 13

وَفِي تَفْصِيْلِهَا بِثَلاثٍ، يَكُونُ فِيْهِنَّ التَّقْدِيْرُ وَالقَضَاءُ وَالإِمْضَاءُ، مَا رُوِيَ عَنِ الإِمَامِ الصَّادِقِ :

(( فِي لَيلَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ: التَّقْدِيْرُ، وَفِي لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ: القَضَاءُ، وَفِي لَيْلَةِ ثَلاثٍ وَعِشْرِيْنَ: إِبْرَامُ مَا يَكُونُ فِي السَّنَةِ إِلَى مِثْلِهَا، للهِ جَلَّ ثَنَاؤهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ فِي خَلْقِهِ )) 14 .

وَفِي تَفْصِيْلِهَا بِلَيْلَتَيْنِ:

(( ...عَنْ حُمْرَان، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عَنْ لَيْلَةِ القَدْرِ ؟ قَالَ: هِيَ لَيْلَةُ ثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ.
قُلْتُ: أَفْرِدْ لِي إِحْدَاهُمَا ؟
قَالَ: وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تَعْمَلَ فِي لَيْلَتَيْنِ، هِيَ إِحْدَاهُمَا.)) 15


عَلامَةُ لَيْلَةِ القَدْرِ

فِي فُرُوعِ الكَافِي:

(( عَلامَتُهَا أَنْ تَطِيْبَ رِيْحُهَا، وَإِنْ كَانَتْ فِي بَرْدٍ دَفِئَتْ، وَإِنْ كَانَتْ فِي حَرٍّ بَرَدَتْ، فَطَابَتْ..)) 16

وَفِي مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَد: أَنَّ الشَّمْسَ تُصْبِحَ الغَدَ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ تَرَقْرَقُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ. 17  


الغُسْلُ وَالإِحْيَاءُ

يُسْتَحَبُّ الغُسْلُ فِي هَذِهِ اللَّيَالِي عَلَى مَا وَرَدَ عَنْ أَهْلِ البَيْتِ .18

وَالغُسْلُ بَيْنَ السُّنَّةِ وَالاسْتِحْبَابِ فِيْهِ أَقْوَالٌ، مِنْهَا عَنِ الإِمَامِ الصَّادِقِ :

(( وَغُسْلُ أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ يُسْتَحَبُّ، وَغُسْلُ لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، وَغُسْلُ لَيْلَةِ ثَلاثٍ وَعِشْرِيْنَ سُنَّةٌ لا تَتْرُكْهَا، فَإِنَّهُ يُرْجَى فِي إِحْدَاهُنَّ لَيْلَةُ القَدْرِ، وَغُسْلُ يَومِ الفِطْرِ، وَغُسْلُ يَومِ الأَضْحَى سُنَّةٌ، لا أُحِبُّ تَرْكَهَا...))19

وَفِي الاسْتِطَاعَةِ، قَولُ الإِمَامِ الحَسَنِ العَسْكَرِيّ :

(( إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَغْتَسِلَ لَيْلَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَلَيْلَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ، وَلَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، وَلَيْلَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِيْنَ، فَافْعَلْ، فَإِنَّ فِيْهَا تُرْجَى لَيْلَةُ القَدْرِ، فَإِنْ لَمْ تَقْدِرْ عَلَى إِحْيَائِهَا، فَلا يَفُوتَنَّكَ إِحْيَاءُ لَيْلَةِ ثَلاثٍ وَعِشْرِيْنَ، تُصَلِّي فِيْهَا مِئَةَ رَكْعَةٍ، تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الحَمْد مَرَّةً، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَد، عَشْرَ مَرَّاتٍ ))20

وَوَقْتُ الغُسْلِ، فِيْهِ قَولانِ عَلَى التَّخْيِيْرِ: أَحَدُهُمَا عَنِ الإِمَامِ البَاقِرِ : قُبَيْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَالآخَرُ عَنِ الإِمَامِ الصَّادِقِ : فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَإِنْ شِئْتَ حَيْثُ تَقُومُ مِنْ آخِرِهِ.21

وَإِحْيَاءُ اللَّيْلَةِ الحَادِية وَالعِشْرِيْنَ، وَاللّيْلَةِ الثَّالِثَةِ وَالعِشْرِيْنَ عَلَى مَا وَرَدَ فِي خَبَرِ أَبِي بَصِيْر وَقَدْ سَأَلَ الإِمَامَ الصَّادِقَ عَنْ تَعْيِيْنِ لَيْلَةِ القَدْرِ، فَكَانَ مِنْ جَوَابِهِ : فَاطْلُبْهَا فِي لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَثَلاثٍ وَعِشْرِيْنَ، وَصَلِّ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِئَةَ رَكْعَةٍ، وَأَحْيِهِمَا إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَى النُّوْرِ، وَاغْتَسِلْ فِيْهِمَا.
فَقَالَ أَبُو بَصِيْر: فَإِنْ لَمْ أَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ، وَأَنَا قَائِمٌ ؟
فَقَالَ الإِمَامُ : فَصَلِّ وَأَنْتَ جَالِسٌ.
فَقَالَ أَبُو بَصِيْر: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ ؟
فَقَالَ الإِمَامُ : فَعَلَى فِرَاشِكَ.
فَقَالَ أَبُو بَصِيْر: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ ؟
فَقَالَ الإِمَامُ  : لا عَلَيْكَ أَنْ تَكْتَحِلَ أَوَّلَ اللَّيْلِ بِشَيءٍ مِنَ النَّومِ..)) 22

وَمِمَّا رَوَى مِنْ كَلامِ الإِمَامِ الصَّادِقِ : (( فَإِذَا كَانَتِ اللَّيْلَةُ التّي يُرْجَى فِيْهَا مَا يُرْجَى، فَصَلِّ مِئَةَ رَكْعَةٍ، تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد عَشْرَ مَرَّاتٍ.
فَقَالَ أَبُو بَصِيْر: فَإِنْ لَمْ أَقْوَ قَائِمًا، قَالَ الإِمَامُ  ​​​​​: فَجَالِسًا.
فَقَالَ: فَإِنْ لَمْ أَقْوَ جَالِسًا، قَالَ الإِمَامُ : فَصَلِّ وَأَنْتَ مُسْتَلْقٍ عَلَى فِرَاشِكَ. )) 23

وَفِي لَيْلَةِ ثَلاثٍ وَعِشْرِيْنَ، اسْتِحْبَابُ قِرَاءَةِ سُورَة العَنْكَبُوت وَسُورَة الرُّومِ، مِمَّا رُوِيَ عَنِ الإِمَامِ الصَّادِقِ أَنَّ مَنْ قَرَأَهُمَا، فَهُوَ فِي الجَنَّةِ، لا أَسْتَثْنِي فِيْهِ أَبَدًا. وَرُوِيَ عَنْهُ قِرَاءةُ سُورَةِ القَدْرِ أَلْفَ مَرَّةٍ.24


عِلَّةُ عَدَمِ التَّعْيِيْنِ

لَمْ تُعَيَّنْ لَيْلَةُ القَدْرِ بِلَيْلَةٍ؛ لِئَلاَّ تُهْمَلَ بَقِيَّةُ لِيَالِي شَهْرِ رَمَضَان، وَلِيَكُونَ الصَّائِمُ مُجْتَهِدًا فِي أَكْثَرِهَا يَرْجُو رَحْمَةَ اللهِ .

وَفِي ذَلِكَ مَا رُوِيَ أَنَّهُ سُئِلَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ :

(( عَنْ لَيْلَةِ القَدْرِ ؟ قَالَ: مَا أَخْلُو مِنْ أَنْ أَكُونَ أَعْلَمُهَا، فَأَسْتُرَ عِلْمَهَا، وَلَسْتُ أَشُكُّ أَنَّ اللهَ إِنَّمَا يَسْتُرُهَا عَنْكُم نَظَرًا لَكُم، لأَنَّكُم لَو أَعْلَمَكُمُوهَا عَمِلْتُم فِيْهَا وَتَرَكْتُم غَيْرَهَا، وَأَرْجُو أَنْ لا تُخْطِئَكُم، إِنْ شَاءَ اللهُ )) 25

وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ وَقَدْ سُئِلَ عَنْهَا:

(( أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّكُم سَأَلْتُمُونِي عَنْ لَيْلَةِ القَدْرِ، وَلَمْ أَطْوِهَا عَنْكُم؛ لأَنِّي لَمْ أَكُنْ بِهَا عَالِمًا.
اعْلَمُوا أَيُّهَا النَّاسُ: أَنَّهُ مَنْ وَرَدَ عَلَيْهِ شَهْرُ رَمَضَانَ وَهُوَ صَحِيْحٌ سَوِيٌّ، فَصَامَ نَهَارَهُ، وَقَامَ وِرْدًا مِنْ لَيْلِهِ، وَوَاظَبَ عَلَى صَلاتِهِ، وَهَجَرَ إِلَى جُمُعَتِهِ، وَغَدَا إِلَى عِيْدِهِ، فَقَدْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ القَدْرِ، وَفَازَ بِجَائِزَةِ الرَّبِّ عزّ وجل)) . 
26

وَبِهَذَا لا يَكُونُ إِدْرَاكُ لَيْلَةِ القَدْرِ مُقَيَّدًا بِلَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي شَهْرِ رَمَضَانَ؛ وَإِنَّمَا بِسَلامَةِ الصَّومِ وَقِيَامِ جُزْءٍ مِنَ اللَّيْلِ، وَالمُحَافَظَةِ عَلَى الصَّلاةِ، وَجُمَعِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَصَلاةِ العِيْدِ، فَيَرْجِعُ البَيَانُ إِلَى عَظَمَةِ شَهْرِ رَمَضانَ، وَفَضْلِ العَمَلِ فِيْهِ.

وَمَا وَرَدَ مِنَ الإِجْمَالِ عَلَى أَنَّهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَالتَّفْصِيْلِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ بِلَيَالٍ مِنَ الشَّهْرِ؛ لِيَسْتَدْرِكَ الصَّائِمُ مَا فَاتَهُ مِنَ الاجْتِهَادِ فِي العِبَادَةِ وَالدُّعَاءِ وَالمُبَالَغَةِ فِي جِهَادِ النَّفْسِ فِي الصِّيَامِ. 


بَعْضُ التَّعْلِيْلاتِ

إِلَى هَذَا الوَجْهِ ذَهَبَ السَّيِّدُ العَبَّاسُ الحُسَيْنِيّ فِي كِتَابِهِ مِنْهَاج الجِنَان فِي أَعْمَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَمِنْهُ:

(( وَيَدُلُّ بَعْضُ الأَخْبَارِ عَلَى أَنَّ عَدَمَ تَعْيِيْنِهَا؛ لأَجْلِ المُحَافَظَةِ عَلَى الشَّهْرِ كُلِّهِ..... وَهَذَا كَمَا أَخْفَى اللهُ تَعَالَى الصَّلاةَ الوُسْطَى فِي الصَّلَواتِ الخَمْسِ، وَاسْمَهُ الأَعْظَمَ فِي الأَسْمَاءِ الحُسْنَى،  وَسَاعَةَ الإِجَابَةِ فِي سَاعَاتِ يَومِ الجُمُعَةِ، وَغَيْرَ ذَلِكَ.
وَقَدِ اتَّفَقَ أَصْحَابُنَا عَلَى أَنَّهَا لا تَخْرُجُ عَنْ إِحْدَى هَذِهِ اللّيَالِي الثَّلاثِ، لَيْلَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ، وَلَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ، وَلَيْلَةِ ثَلاثٍ وَعِشْرِيْنَ...)) 27

وَذَهَبَ بَعْضُهُم إِلَى تَعْلِيْلِ ذَلِكَ بِحِرْصِ النَّبِيِّ عَلَى أَنْ يَكُونَ لأُمَّتِهِ أَعْظَمُ قَدْرٍ مِنَ السَّعَادَةِ، وَلِذَلِكَ كَانَ يَقُولُ: هِيَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ، وَكَانَ الصَّحَابَةُ يَخْشَونَ أَنْ يَتْرُكَ أَحَدُهُم لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَلِذَلِكَ سَأَلُوا عَنْ تَعْيِيْنِهَا. 28

وَذَهَبَ بَعْضُهُم إِلَى تَعْلِيْلِهِ بِمَا تَقَدَّمَ مِنْ كَلامِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ لِيُحْيِيَ طَالِبُهَا اللَّيَالِيَ الكَثِيْرَةَ، لَعَلَّهُ يُصِيْبُهَا فِيْمَا يُحْيِي، وَلَو حُدِّدَتْ؛ لأَحْيَاهَا النَّاسُ، وَتَرَكُوا غَيْرَهَا. 29

وَذَهَبَ بَعْضُهُم إِلَى أَنَّ خَفَاءهَا لأَنَّ اللهَ تَعَالَى يُرِيْدُ مِنْ عِبَادِهِ التَّهَيُّؤَ الدَّائِمَ لِيَكْتَمِلَ إِيْمَانُهُم، كَمَا كَانَتِ العِلَّةُ مِنْ غَيْبَةِ المَهْدِيّ حَتَّى يَكْتَمِلُ إِيْمَانُ النَّاسِ بِأَمْرِهِ، وَإِلَى أَنَّ بَيْنَ لَيْلَةِ القَدْرِ وَبَيْنَ الإِمَامَةِ أَوجُهَ تَشَابُهٍ، فَكَمَا أَنَّ لَيْلَةَ القَدْرِ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهَا؛ لارْتِبَاطِهَا بِالقُرْآنِ الكَرِيْمِ، فَكَذَلِكَ الإِمَامُ مُرْتَبِطٌ بِالقُرْآنِ بِحَدِيْثِ الثَّقَلَيْنِ، وَمُفَضَّلٌ عَلَى البَشَرِ، وَخَفَاءُ اللَّيْلَةِ رَمْزٌ إِلَى الغَيْبَةِ، وَكَذَلِكَ خَفَاءُ الإِمَام، و َهِيَ تَنْتَمِي إِلَى شَهْرٍ هُوَ أَفْضَلُ الشُّهُورِ، وَكَذَلِكَ الإِمَامُ يَنْتَمِي إِلَى العِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ. 30


التَّعْيِيْنُ بِحَسَبِ التّقْوِيْمِ

مِنَ المُعَاصِرِيْنَ الذّيْنَ كَتَبُوا فِي هَذَا الأَمْرِ عَلَى حِسَابِ التَّقْوِيْمَيْنِ، الدّكتور أحمد داوود، وَمُلَخَّصُ كَلامِهِ:

(( اللَّيْلَةُ التّي كَانَ يَرْصُدُهَا قُدَمَاءُ السُّورِيِّيْنَ عِنْدَ تَطَابُقِ التَّقْوِيْمَيْنِ كُلَّ ثَمَانِي سِنِيْنَ؛ لإِيْمَانِهِم بِأَنَّ الحِسَابَيْنِ الشَّمْسِيَّ وَالقَمَرِيَّ يَتَطَابَقَانِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، هِيَ اللَّيْلَةُ التّي وُلِدَ فِيْهَا الطِّفْلُ الإِلَهِيُّ، أَو الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، وَهِيَ بَدْءُ الخَلِيْقَةِ، وَدُعِيَتْ بَعْدَ ذَلِكَ لَيْلَةَ القَدْرِ، أَي: لَيْلَة تَجْدِيْدِ القُوَّةِ الإِلَهِيَّةِ.

وَلَمَّا كَانَ خَلْقُ الإِنْسَانِ فِي نِهَايَةِ الشَّهْرِ التَّاسِعِ الشَّمْسِيِّ، وَأَعْيَادُ رَأْسِ السَّنَةِ السُّورِيَّةِ تَبْدَأُ مِنْ 24 آذار، وَتَبْلُغُ ذُرْوَتَهَا بَيْنَ  ا ـ 4 نَيْسَان، تَبَيَّنَ أَنَّ نِهَايَةَ الشَّهْرِ التَّاسِعِ هُو لَيْلَةُ 24 ـ 25 كَانُون الأَوّل، وَلَمَّا كَانَ شَهْرُ رَمَضَان هُوَ الشَّهْرُ التَّاسِعُ فِي التّقْوِيْمِ القَمَرِيِّ، فَإِنَّ نِهَايَتَهُ هِيَ اللَّيْلَةُ الأَخِيْرَةُ الفَاصِلَةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَوَّلِ مِنْ شَوّال، وَهِيَ لَيْلَةُ الفِطْرِ، أَو الخَلْق.

وَلا بُدَّ أَنْ يَنْطَبِقَ عِيْدُ الفِطْرِ الرَّمَضَانِيِّ مَع عِيْدِ الفِطْرَةِ الشَّمْسِيِّ فِي لَيْلَةِ 24 ـ 25 كَانُون الأَوّل.

وَعَلَى أَنَّ عَدَدَ أَيَّامِ السَّنَةِ الشَّمْسِيَّةِ هُوَ 365,25 تَقْرِيْبًا، وَالفَرْقُ بَيْنَ الشَّمْسِيِّ وَالقَمَرِيِّ 11,25 يَومًا، فَإِنَّ تَطَابُقَ عِيْدِ الفِطْرَةِ عَلَى الحِسَابَيْنِ كُلَّ 32 عَامًا مَرَّةً تَقْرِيْبًا، فَهَلْ يَعْنِي أَنَّهَا تَكُونُ كُلَّ 32 عَامًا مَرَّةً.

أَكَّدَ القُرْآنُ الكَرِيْمُ أَنَّ الرُّوْحَ أَو المَلائِكَةَ تَنَزَّلُ كُلَّ يَومٍ مِنْ أَيَّامِ الرَّبِّ الذّي هُوَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ  [ سورة الحج 47

وَفِي سُورَةِ القَدْرِ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ 3 تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ 4

أَي: كُلَّ أَلْفِ سَنَةٍ تَتَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوْحُ مَرَّةً، فَكُلَّمَا مَرَّ أَلْفُ رَمَضَان تَأْتِي لَيْلَةُ القَدْرِ مَرَّةً.

وَلِمَّا كَانَ بَدْءُ الخَلِيْقَةِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ، أَي: بَعْدَ تَمَامِ الشَّهْرِ التَّاسِعِ الذّي هُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فَإِنَّ المَقْصُودَ بِهَا اللَّيْلَةُ الفَاصِلَةُ بَيْنَ آخِرِ يَومٍ مِنْ رَمَضَانَ وَبَيْنَ الأَوَّلِ مِنْ شَهْرِ شَوَّال، فَهِيَ لَيْلَةُ 29 أو 31 لأَنَّهَا اللَّيْلَةُ الوَِتْرُ ( المُفْرَدَةُ ) الأَخِيْرَةُ مِنْ تَمَامِ الشَّهْرِ.

وَلِهَذَا أَمَرَ الرَّسُولُ الكَرِيْمُ أَنْ تُلْتَمَسَ لَيْلَةُ القَدْرِ فِي العَشْرِ اللّيَالِي الوَِتْرِ الأَخِيْرَةِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ )) 31


نُبْذَةٌ مِنَ التّأْوِيْل

قَالَ ابن عَرَبِيّ فِي تَفْسِيْرِهِ:

(( لَيْلَةُ القَدْرِ هِيَ البُِنْيَةُ المُحَمَّدِيَّةُ حَالَ احْتِجَابِهِ فِي مَقَامِ القَلْبِ بَعْدَ الشُّهُودِ الذَّاتِيِّ؛ لأَنَّ الإِنْزَالَ لا يُمْكِنُ إِلاَّ فِي هَذِهِ البِنْيَةِ، فِي هَذِهِ الحَالَةِ، وَالقَدْرُ هُوَ خَطَرُهُ وَشَرَفُهُ..)) 32

وَفِي بَيَانِ السَّعَادَةِ للجنابذيّ:

(( يُعَبَّرُ عَنْ مَرَاتِبِ الإِنْسَانِ بِاعْتِبَارِ النُّزُولِ بِاللّيَالِي، وَبِاعْتِبَارِ الصُّعُودِ بِالأَيَّامِ؛ لأَنَّ الصَّاعِدَ يَخْرُجُ مِنْ ظُلُمَاتِ المَرَاتِبِ الدَّانِيَةِ إِلَى أَنْوَارِ المَرَاتِبِ العَالِيَةِ، وَالنَّازِلُ يَدْخُلُ مِنْ أَنْوَارِ المَرَاتِبِ العَالِيَةِ فِي ظُلُمَاتِ المَرَاتِبِ النَّازِلَةِ..... وَلِذَلِكَ وَرَدَ بِالاخْتِلافِ وَبِطَرِيْقِ الإِبْهَامِ وَالشَّكِّ: أَنَّ لَيْلَةَ القَدْرِ: لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، أَو التَّاسِعَ عَشَرَ، أَو الحَادِي وَالعِشْرُونَ، أَو الثَّالِثُ وَالعِشْرُونَ، أَو السَّابِعُ وَالعِشْرُونَ، أَو اللَّيْلَةُ الأَخِيْرَةُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ اللّيَالِي...)) 33

وَفِي تَأْوِيْلِهَا أَقْوَالٌ أُخَرُ، لا يَتَّسِعُ المَقَامُ هُنَا لِبَيَانِهَا، وَالتَّعْقِيْبِ عَلَيْهَا وَعَلَى مَا تَقَدَّمَ مِنَ التَّعْلِيْلاتِ.

وَهَذَا مُلَخَّصُ مَا جَاءَ فِي هَذَا الأَمْرِ، مَع أَنَّهُ لَو فُصِّلَ لَكَانَ يَحْتَمِلُ أَضْعَافَهُ، وَمِنْ ذَلِكَ تَفْسِيْرُ رَفْعِ القُرْآنِ بِرَفْعِ لَيْلَةِ القَدْرِ، مَع أَنَّهُ نَزَلَ فِيْهَا فِي زَمَنٍ مَضَى، وَبَيَانُ كَيْفِيَّةِ كَيْنُونَتِهَا فِي كُلِّ عَامٍ عَلَى هَذَا المَعْنَى، عَلَى مَا رُوِيَ فِيْهِ، وَمِنْهُ أَنَّهُ سُئِلَ الإِمَامُ الصَّادِقُ :

(( عَنْ لَيْلَةِ القَدْرِ، كَانَتْ، أَو تَكُونُ فِي كُلِّ عَامٍ ؟

فَقَالَ: لَو رُفِعَتْ لَيْلَةُ القَدْرِ، لَرُفِعَ القُرْآنُ )) 34


وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ [ سورة يوسف 76 ]

ثُمَّ الحَمْدُ للهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ. 

كَاتِبُهُ 
تَمَّام أَحْمَد
8\7\2015

 

  • 1فروع الكافي 2\66. (45) باب فضل شهر رمضان. حديث ( 1). من لا يحضره الفقيه 2\62. (28) باب فضل شهر رمضان. حديث 267\13. تهذيب الأحكام 4\165. (47) باب فضل شهر رمضان. حديث 547\2. تفصيل وسائل الشيعة 10\305. (18) باب تأكد استحباب الاجتهاد في العبادة. حديث 13482\8. بحار الأنوار مج39\243. كتاب الصوم. (53) باب ليلة القدر وفضلها. حديث (13).
  • 2فروع الكافي 2\67. (45) باب فضل شهر رمضان. حديث ( 4). تهذيب الأحكام 3\57. (4) باب فضل شهر رمضان والصلاة فيه. حديث 198\1. تفصيل وسائل الشيعة 10\307. (18) باب تأكد استحباب الاجتهاد في العبادة. حديث 13484\10. بحار الأنوار مج39\218. كتاب الصوم. (46) باب وجوب صوم شهر رمضان. حديث (26).
  • 3دعائم الإسلام 1\342. بحار الأنوار مج39\242. (53) باب ليلة القدر وفضلها. حديث (12).
  • 4دعائم الإسلام 1\342. بحار الأنوار مج39\242. (53) باب ليلة القدر وفضلها. حديث (12).
  • 5فروع الكافي 2\160. (112) باب في ليلة القدر. حديث ( 6). من لا يحضره الفقيه 2\103. (53) باب الغسل في الليالي المخصوصة في شهر رمضان. حديث 455\10. تفصيل وسائل الشيعة 10\351. (31) باب استحباب الجد والاجتهاد في العبادة. حديث 13584\3. بحار الأنوار مج39\248. كتاب الصوم. (53) باب ليلة القدر وفضلها. حديث (41).
  • 6صحيح البخاري 4\298. كتاب التعبير (8) باب التواطؤ على الرؤيا. حديث 6991.
  • 7مسند الإمام أحمد بن حنبل 34\11. حديث 20376. مؤسسة الرسالة\بيروت، أشرف على تحقيقه الشيخ شعيب الأرنؤوط. ط2\2008م.
  • 8مسند الإمام أحمد بن حنبل 17\281. حديث 11186.
  • 9مسند الإمام أحمد بن حنبل 4\150. حديث 2302.
  • 10مسند الإمام أحمد بن حنبل 39\323. حديث 23890.
  • 11مسند الإمام أحمد بن حنبل 35\124. حديث 21195.
  • 12تهذيب الأحكام 3\58. (4) باب فضل شهر رمضان والصلاة فيه زيادة. حديث 200\3. تفصيل وسائل الشيعة 10\359. (32) باب تعيين ليلة القدر وأنها في كل سنة. حديث 13603\14. بحار الأنوار مج39\238. كتاب الصوم. (53) باب ليلة القدر وفضلها. حديث (4).
  • 13دعائم الإسلام 1\341. بحار الأنوار مج39\242. (53) باب ليلة القدر وفضلها. حديث (12).
  • 14فروع الكافي 2\162. (112) باب في ليلة القدر. حديث ( 12). من لا يحضره الفقيه 2\102. (53) باب الغسل في الليالي المخصوصة في شهر رمضان. حديث 451\6. تفصيل وسائل الشيعة 10\357. (32) باب تعيين ليلة القدر. حديث 13596\7.
  • 15تفصيل وسائل الشيعة 10\360. (32) باب تعيين ليلة القدر. حديث 13608\19. بحار الأنوار مج39\251. (53) باب ليلة القدر وفضلها. حديث (58).
  • 16فروع الكافي 2\160. (112) باب في ليلة القدر. حديث (3).
  • 17مسند الإمام أحمد بن حنبل 35\119. حديث 21190.
  • 18من لا يحضره الفقيه 2\105. (53) باب الغسل في الليالي المخصوصة في شهر رمضان. حديث 461\16. تهذيب الأحكام 4\169. (49) باب سنن شهر رمضان. حديث 561\2. تفصيل وسائل الشيعة 3\307. أبواب الأغسال المسنونة. (1) باب حصر أنواعها وأقسامها. حديث 3720\13.
  • 19فروع الكافي 1\48. (26) باب أنواع الغسل . حديث (2). من لا يحضره الفقيه 1\117. (18) باب الأغسال. حديث 176\5. تفصيل وسائل الشيعة 3\304. أبواب الأغسال المسنونة. (1) باب حصر أنواعها. حديث 3710\3.
  • 20فضائل الأشهر الثلاثة للصدوق. حديث (91). تفصيل وسائل الشيعة 10\358. (32) باب تعيين ليلة القدر. حديث 13598\9.
  • 21فروع الكافي 2\156. (110) باب الغسل في شهر رمضان . حديث (1، 3). من لا يحضره الفقيه 2\102. (53) الغسل في الليالي المخصوصة في شهر رمضان. حديث 446\1. 448\3. تفصيل وسائل الشيعة 3\324. (13) باب أن وقت الغسل. حديث 3767\1، 3769\3.
  • 22من لا يحضره الفقيه 2\104. (53) باب الغسل في الليالي المخصوصة في شهر رمضان. حديث 459\14. فروع الكافي 2\159. (112) باب في ليلة القدر. حديث (2). تفصيل وسائل الشيعة 10\355. (32) باب تعيين ليلة القدر. حديث 13592\3. بحار الأنوار مج39\328. (53) باب ليلة القدر وفضلها. حديث (4).
  • 23تهذيب الأحكام 3\64. (4) باب فضل شهر رمضان والصلاة فيه. حديث 216\19.
  • 24تهذيب الأحكام 3\92. (5) باب الدعاء بين الركعات. حديث 261\34، 262\34. تفصيل وسائل الشيعة 10\361. (33) باب استحباب قراءة العنكبوت والروم في لية ثلاث وعشرين. حديث 13611\1، 13612\2. بحار الأنوار مج39\248. (53) باب ليلة القدر وفضلها. حديث (42).
  • 25بحار الأنوار مج39\239. (53) باب ليلة القدر وفضلها. حديث (6).
  • 26من لا يحضره الفقيه 2\61. (28) باب فضل شهر رمضان وثواب صيامه. حديث 258\4. بحار الأنوار مج39\248. (53) باب ليلة القدر وفضلها. حديث (40). تفصيل وسائل الشيعة 10\303. (18) باب تأكد استحباب الاجتهاد في العبادة. حديث 13475\1.
  • 27منهاج الجنان في أعمال شهر رمضان، ص363. العباس الحسيني الكاشاني، منشورات ذوي القربى ط3\1421هـ.
  • 28آفاق الصيام في الإسلام ص 66. الشيخ عبد الرحمان خليف، الزيتونة للإعلام والنشر، تونس \الجزائر\ط1\1990م. بتصرف
  • 29الصوم فقهه أسراره ص 130، محي الدين مستو، دار القلم\دمشق، بيروت\ط4\1979م. بتصرف
  • 30أسرار الصوم في المدرسة القرآنية 188 ـ 192. محمد الفضلي، دار الندى\بيروت\ط1\2011م.
  • 31تاريخ سوريا الحضاري القديم، المركز، دار الصفدي\دمشق\ط3\2004م. بتصرف
  • 32تفسير ابن عربي 2\693. دار صادر\بيروت\ط1\2002م.
  • 33بيان السعادة في مقامات العبادة، سلطان محمد الجنابذي 4\267. مؤسسة الأعلمي\بيروت\ط2\1988م.
  • 34فروع الكافي 2\161. (112) باب في ليلة القدر . حديث (7). من لا يحضره الفقيه 2\103. (53) باب الغسل في الليالي المخصوصة في شهر رمضان. حديث 454\9. 448\3. تفصيل وسائل الشيعة 10\356. (32) باب تعيين ليلة القدر. حديث 13954\5.