العقائد الباطنية والفرق الضالة

أُضيف بتاريخ الأحد, 14/11/2010 - 17:00

في الفصل الأول من بحثه السابع الذي أطلق عليه اسم "العقائد الباطنية في ثوبها النصيري" اعتبر:
أنّ التشيّع كان وحتى القرن الثاني الهجري خليطاً مُتنافراً من العقائد ليُؤَكّد بأنّه لم يَكن بالإمكان لأحدٍ أن يَفصِلَ بين التشيّع وعقائد الغُلاة (المقصود بهم العلويين).
هدفه من ذلك القول بأن العلويين كانوا مُتسترين بعقيدة التشيّع أو مُنتحلين لها على سبيل التقيّة والإستتار، إلى أن تمّ الإنفصال القسري (حسب زعمه) بسبب عوامل أدّت إليه وفرضته، وذلك حينما بدأ عُلماء الشيعة كأمثال (ابن بابويه القمّي ، والشيخ المفيد، والشريف الرضى، والشريف المرتضى علم الهدى) ، بتدوين أصول المذهب وتحديد أركانه، وتثبيت مُفرداته، في صيغة منهجية صارمة ترفع التداخل والإشتباه وتمنع الخلط والتشويه، بين التشيّع ومُنتحِلِي المذهب وأدعيائه وأكّدَ بإصرارٍ على أنّ هذا الأمر (أفرز بعض الفِرق الغالية واضطرها إلى التستر والكتمان، وإخفاء المعتقد)، يُريد بهذه الفِرَق (العلويين) ليُبَرهِنَ بأنّ هذه الطائفة قالت بمقولات تُخرجها عن مِلّة الإسلام، وهذا ما يسعى إلى تأكيده للقرّاء.

♦ وقد استشهد على زعمه بقول السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي في كتابه الفصول المهمّة في تأليف الأمة قال:

إنّ إسم الشيعة غير خاص بالإمامية، بل مشترك بينهما وبين فرق كثيرة ..
فربما وجدوا أقوالاً منكرة ومذاهب مكفّرة لإحدى تلك الفرق الضالة التي يُطلق عليها لفظ الشيعة فظنوا إنه مذهب الجميع.

نقول:

إنّ الفِرَق الضالة التي ذكرها السيد عبد الحسين لم يقصد بها العلويين كما يُريد أن يُؤكّد الكاتب صابر طعيمة، والدليل على ذلك أواصر الثقة التي كانت تربط السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي ببعض العلماء العلويين ومراجعهم الكبرى أمثال العلامة الشيخ سليمان الأحمد والعلامة الشيخ ابراهيم عبد اللطيف وغيرهم من العلماء الكبار والمُراسلات التي كانت تدور بينه وبينهم والتي تدل على الثقة الدينية والروابط الإعتقادية التي كانت تجمعهم وتربطهم. ويبدو ذلك واضحاً وجلياً من خلال تلك المراسلات وسنثبت بعضها في نهاية هذا الفصل للتأكيد على ذلك.

ونعود إلى ما حاول إثباته بأنّ العلويين (كانوا يتسترون بالتشيّع لإخفاء عقائدهم)
ألا يتناقض مع اتهامه لعموم الشيعة بالغلو! وإنّ التشيّع بنظره كان حتى القرن الثاني خليطاً متنافراً من العقائد؟.
وبعد (الإنفصال الذي تمّ في أواخر القرن الثالث) حسب زعمه بين مذهب التشيع ومُنتحليه ، هل أصبح هذا المذهب خالياً من أي غلوّ أو شُبهة وانتقلت تلك الشُبُهات مع الفِرقة التي انسلخت أم بقي منها شيءٌ وإنْ بقيَ منها شيءٌ فما معنى هذا الإنفصال وما جدواه وفائدته؟ سؤال لم يجب عليه أو لم يتوقعه.

وإنّ غاية هذا الكاتب أن يقول: بأن التفريق بين الشيعة والعلويين لم يمكن حتى عصر السيد أبو شعيب ومتابعتهم له وبعد أن دوّن فقهاء المذهب الشيعي أصول مذهبهم مما اضطر هذه الطائفة إلى التستر.