مراسلات بين السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي وبعض مراجع العلويين

أُضيف بتاريخ الأحد, 14/11/2010 - 17:00

ووفاءً بما وَعدنا نُثبت هنا بعض المراسلات التي جرت بين السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي وبعض مراجع العلويين ممّا يُسقط زعم هذا الكاتب الذي أراد أن يوضح بأنّ السيد عبد الحسين قد عنى العلويين (بقوله السابق) بأنهم من تلك الفرق الضالة التي تسمّت وتسترت باسم الشيعة.

  وهذه رسالة من السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي أرسلها إلى العلامة الكبير الشيخ سليمان الأحمد بتاريخ (7 ربيع الأول 1348 هـ ).

بسم الله تعالى
أخي العلامة أدام الله أيامه فخر كل ذي عمامة والسلام عليه ما طار قلبي بأجنحة الشوق إليه ورحمة الله وبركاته.
كتابك الكريم أمامي وكتبك كلها كريمة وهي ملؤ السمع والبصر فحمداً وشكراً وثناءً وبرّاً متـّعنا الله بحفائظك العلوية وعواطفك الإمامية.

أتينا بيروت لوداع ولدنا الرضى وسيتوجّه إن شاء الله غداً أو بعد غد إلى مهجره من العراق مَهوى أفئدة المؤمنين مَحط رحال أهل العلم والدين (النجف الأشرف) فأرجوك الدعاء له ولإخوته وبمرورنا في صيدا قدّمنا للجناب نسخة من العروة الوثقى وفي هامشها تعليقة الإمام الحجّة خالنا السيد حسن الصدر دام ظله فعسى أن تكون وصلت مع عشر نسخ من الفصول حسبما طلبتم فألتمس أن لا تتكلفوا في سبيل تلك النسخ شيئاً ولا تعطوا منها إلا لمن يطلبها وإن تأخرت عندكم مدة طويلة وأسعدونا بكل ما يلزم.

واذكروا مثل ما ذكرنا لكم   رُبّ ذكرى قرُبت من نزحا
والسلام عليكم وعلى من لديكم ورحمة الله وبركاته.

الأقل الأحقر
عبد الحسين شرف الدين الموسوي


لو تأمّل أيُّ قارئٍ منصفٍ إلى هذه الرسالة وما تحمِل في طيّاتها من الإجلال والإكبار من صاحبها إلى المُرسَلة إليه لتبيّن له كبيرُ وعظيمُ ثقة هذا السيد الشريف بالعلامة العلوي الشيخ سُليمان الأحمد والذي كان يُمثل العلويين في وقته والمرجع الأكبر لهم في الأصول والفقه على مذهب أهل البيت(ع).
ولو لم يكن يوجد غير هذه الرسالة من السيد عبد الحسين لكانت خير دليل على أنّ السيد حينما دافع عن الفرقة الإمامية من تداخل أقوال بعض الفِرق الأخرى عليها كان في الوقت ذاته يدافع عن العلويين أيضاً، وليس كما ذهب الظن بهذا الكاتب وغيره من إلقاء السيد تلك التبعات على العلويين.

والذي يؤكد ذلك هذا الإحترام الكبير والثقة المطلقة بكبار علماء العلويين الذين راسلهم.
وأما ذكر السيد للفصول وإرساله عشر نسخ منها فهي "الفصول المهمة في تأليف الأمة" الذي استخرج منه صابر طعيمة هذا النص.

  وفي رسالة أخرى أيضاً موجهة إلى العلامة الشيخ سليمان الأحمد يقول:

بسم الله الحمد لله
السلام عليك أخي في الله عز وجل ورحمة الله وبركاته وعلى من يلوذ إليك.
أسأل الله من فضله توفيقكم لما هو أرضا وأبتهل إليه سبحانه أن يدرأ عنكم برائق الآخرة والأولى ويعصمكم من كل غاشم وطارق إنه أرحم الراحمين.

رجعنا من مشاهد القدس ومهابط رحمة الله بيوت أذن الله أن ترفع ويُذكر فيها اسمه. الحمد لله على التوفيق للتشرّف بأعتابها والفوز بالحظ الوافر تحت قبابها وقد أشركتكم في عملي والله المسؤول في أن أبلغ من دوام سلامتكم وكرامتكم أملي لم أتوفق الآن لتقديم الكافي وسأقدّمه إن شاء الله تعالى.

وهذا كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية متنها المتين الشهيد الأول وشرحا المبين الشهيد الثاني وهما من أفضل الكتب الفقهية كما تعلمون أرجو قبول هذه الهدية وإفادتي بوصولها.

والسلام على قرّة العين والنفس بين الجنبين أديب الجبلين العلويين وعلى سائر الأشبال وبقية الآل ورحمة الله وبركاته.

الأقل الأحقر
عبد الحسين شرف الدين الموسوي

حاشية :
كان بعض الأخوان طلبوا من المهجر كميّة من المراجعات فقدمناها.
صيدا في 26 جمادى الثانية 1341 – 12 شباط 1923.

  ومما قاله شعراً يمدح به العلامتين الشيخ سليمان الأحمد والشيخ ابراهيم عبد اللطيف:

يــا هُـداة الأنـام أنتم نجـومٌ   بزغــت يهتدي بهنّ الأنامُ
فـسليمان كعبــة ولإبراهيـم   حجــرٌ مقـــدّسٌ ومـقـــــامُ
ياحياة الإسلامِ دامت عليكمُ   من بنيــهِ تحيّـــة وســـلامُ

وفي هذا كفاية لمن أراد الحقيقة من مصادرها، وهناك مراسلات أخرى لا داعي لذكرها فحجّة واحدة تغني عن الكثير.