علويو الأناضول

أُضيف بتاريخ الأثنين, 22/09/2014 - 13:14

علويو الأناضول


فَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُهُم إِلَى أَنَّ العَلَوِيِّيْنَ طُرُقٌ شَتَّى ، وَهُوَ مَذْهَبُ كَثِيْرٍ مِنَ المُتَقَدِّمِيْنَ فِي الكَلام عَلَى عَدَدِ الفِرَقِ، فَلا حَاجَة إِلَى إِيْرَادِهِ. 1

وَمِنَ المُتَأَخّرِيْنَ الدكتور بسيم الأنطاكي فِي كِتَابِهِ (عَلَويّو الأناضول) الّذِي أَوْرَدَ فِيْهِ أَسْمَاء البكتاشيين والحروفيّين والقلندريين والقزلباش .

وَفِيْهِ أَنَّ البكتاشيين قِسْمَان :

(( القسم الأول يعتقدون أن الحاج بكتاش قد تزوج وأنجب وأنهم هم أنفسهم من نسله الطبيعي وإليه ينتسبون ، أما القسم الثاني الذين ينكرون زواجه فيعتبرون أن السادة الذين ينتسبون إليه ليسوا من نسبه الطبيعي بل من نسبه المعنوي لكونهم تلقوا عنه العلوم الباطنية الخفية .)) 2

وَفِيْهِ :

(( أول من استعمل كلمة (القزلباش) هو الشاه إسماعيل الصفوي بن الشيخ حيدر من أحفاد الشيخ صفي الدين الأردبيلي، وذلك عندما أسس الدولة الصفوية وأعلن بأنها دولة القزلباش وجيشها جيش القزلباش، ومعنى كلمة القزلباش: الرؤوس الحمر...)) 3

وَفِيْهِ :

(( يقال إن مؤسس هذه الطريقة (الحروفية) هو شهاب الدين فضل الله الأسترابادي(1339ـ 1394) ...... والحروفيون يؤلهون الإنسان الناطق، لأن النطق هو الرب الظاهر وهو يتوضح في الإنسان، الإنسان هو الرب الناطق ( كلام الله الناطق ) ومن الواضح وجود تناقض بين القول إن الإنسان هو الرب، والقول إنه كلام الله ، ومثل هذه التناقضات والتخرصات كثيرة في كلام المؤلفين عن الحروفيين خصوصا وعن الباطنيين عموما .)) 4

وَفِيْهِ :

(( النقتاوية هي فرع من الحروفية تأسست من قبل محمود المطرود ثم أصبحت مذهبا جديدا ، هذا ما يذكره بعض المؤرخون السنة الذين نقل عنهم المؤلفون المعاصرون، ولكن يبدو أنه لا يوجد فرق بين هذه الأسماء ، وإلا فأين يعيش أتباع هذا المذهب أو هذه الطريقة حاليا؟ ربما كان كل ما يذكر عنهم ملفقا وموضوعا لغرض في النفوس ؟.)) 5

وَفِيْهِ :

(( التختاجيون . أطلق عليهم هذا الاسم لأنهم يعملون بالحطب ، واعتقاداتهم مثل اعتقادات القزلباش ، ويعتبرهم بعض الناس فرقة من علويي الأناضول ولكن لم يكتب أحد عن اعتقاداتهم الخاصة . وهم يطلقون على أنفسهم اسم العلويين ، لذلك ربما كثرت عليهم الافتراءات ، حيث تحكى عنهم حكايات غريبة، إنما لم نر منهم من يتصرف تصرفات شاذة كالتي تحكى عنهم ؟!.)) 6

وَفِيْهِ :

(( القلندريون . مؤسس هذه الطريقة هو الشيخ جمال الدين في أواخر القرن الثاني عشر كما يقال، وأهم اعتقاداتهم الخاصة كما يذكرها المؤلفون :

عدم التقيد بالقواعد الشرعية، العبادة ليس لها شكل معين ، وليس للشكل أي قيمة، يحلقون شعر الرأس والحواجب والشارب والذقن.... يعتقدون بأن الرحمن يظهر في وجه الإنسان، وهو سبحانه وتعالى موجود في كل مكان وفي كل شيء، وقد تأثر بهذه الفكرة المولويون البكتاشيون والشمسيون والحيدريون وعندما انتشرت هذه الحركات في الأناضول اتخذ السلطان سليمان القانوني إجراءات قاسية، وقضى على أغلب أتباع الحركة القلندرية .))
7

فَلِمَ لَمْ يَذْكُرْهُم مُؤَلِّفُ كِتابِ ( الفِرَق والمَذاهب الإسلاميّة مُنذ البدايات ) ؟. لِيُثْبِتَ صِحَّةَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ فِي البَحْثِ . أَمِنْ فَرِيْقِ المُعْتَدِلِيْنَ، أَمْ مِنْ فَرِيْقِ الغُلاةِ ؟.

وَلِمَ اهْتَمَّ بِالبَحْثِ عَنِ العَلَوِيِّيْنَ الّذِيْنَ يَسْكُنُونَ فِي ( المنْطقة السّاحِلِيّة ) دُوْنَ غَيْرِهم ؟.

إِنَّ قَوْلَهُ :

(( لكنَّ التواجد الأساسي للعَلَويِّيْن هُو في المنطقة الساحلية، والمنطقة التي تقع إلى غرب حماة وحمص حتَّى السّاحل ..)).

يَحْتَمِلُ أَمْرَيْنِ :

أَحَدهمَا :

أَنَّهُ يَعْرِفُ مَعْنَى كَلِمَةِ (تَوَاجَدَ) وَهِيَ فِي اللُّغَةِ : (( أَرَى مِنْ نَفْسِهِ الوَجْدَ )) 8 فَأَرَادَ هَذَا المَعْنَى، فَقَدْ جَعَلَنَا مِنَ الصُّوْفِيّةِ، وَفِيْهِ مَا فِيْهِ مِنَ التَّعْمِيَةِ وَالتّلْبِيْسِ ، حَتّى يُبَيِّنَ لَنَا مُرَادَهُ بِالوَجْدِ عِنْدَ العَلَوِيِّيْنَ ، وَإِلاَّ فَهِيَ دَعْوى الجَهْلِ وَالخُرُوْجِ مِنْ مُوَالاةِ أَهْلِ البَيْتِ ، لأَنَّ هَذَا الاِصْطِلاحَ الصُّوفِيَّ لَيْسَ عَقِيْدةً عِنْدَ العَلَوِيِّيْنَ ، وَإِنِ اسْتَعْمَلَهُ شَاعِرٌ مِنْ شُعَرَائِهِم أَوْ أَدِيْبٌ مِنْ أُدَبَائِهِم ، أَوْ وَاحِدٌ مِنْ عَامَّتِهِم ، وَإِنْ ذَهَبَ إِلَى المَعْنَى اللُّغَوِيِّ ، فَكَلامٌ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ .

وَالآخَر :

أَنَّهُ لا يَعْرِفُ أَنَّ اسْتِعْمَالَ التَّوَاجدِ بِمَعْنَى السَّكَنِ وَالإِقَامَةِ ، خَطَأٌ لُغَوِيٌّ ، نُبِّهَ عَلَيْهِ فِي كُتُبِ الأَخْطَاءِ الشَّائِعَةِ ، فَإِنِ اعْتَذَرَ أَنّهُ لَيْسَ خِرِّيْجاً فِي قِسْمِ اللُّغَةِ العَرَبِيّةِ ، كَانَ مُؤَاخَذاً بِذِكْرِ إِجَازَتِهِ الجَامِعِيَّةِ فِي الصّفْحَةِ الثّالِثَةِ مِنْ كِتَابِهِ فِي عِبَارَةِ : ( ماجستير فلسفة في الدراسات الإسلامية . ماجستير في الفلسفة والحديث ).

وَالأَوْلَى أَنْ يُحَالَ عَلَى جَامِعَتِهِ ، فَيَطْلبَ كِتَابَ ( اللّغة العَربيّة لغير المُخْتَصِّيْنَ )، وَفِيْهِ :

(( تقول : " على الطلاب الحضور إلى ساحة الجامعة ". ويخطئ من يقول: "على الطلاب التواجد..." لأنّ التواجد هو إظهار الوجد والشوق.))9 .

لَعَلّهُ يَنْظُر فِيْهِ ، فَيُسَاعِدُهُ عَلَى تَجَنُّبِ الأَخْطَاءِ فِي اللُّغَةِ العَرَبِيّةِ ، أَوْ يَسْتَفْتِي المَجَامِع اللّغَوِيّةَ فِي اِسْتِعْمَالِ مَا يُرِيْد .

فَقَدْ وَهِمَ فِي اللُّغَةِ ، وَتَوَهَّمَ فِي الشَّرِيْعَةِ ، وَسَهَا فِي التّارِيْخِ .

وَمِنْ أَوْهَامِهِ عَدَمُ التَّمْيِيْزِ بَيْنَ مُؤَلِّفٍ شِيْعِيٍّ وَمُؤَلِّفٍ عَلَوِيٍّ ، لِتَقَحُّمِهِ فِي نِسْبَةِ الكُتُبِ بِلا تَحَقُّقٍ، وَمِنْهَا قَوْلُهُ.....


 


 

  • 1انظر الملل والنحل 63، والحور العين 181، والفرق بين الفرق 21، ومشارق أنوار اليقين 335، وتلبيس إبليس 34.
  • 2علويو الأناضول 13 .
  • 3علويو الأناضول 96 .
  • 4علويو الأناضول 100.
  • 5علويو الأناضول 102.
  • 6علويو الأناضول 103.
  • 7علويو الأناضول 104، وفي ذيلها : (( المولويون : أتباع الطريقة المولوية التي أسسها مولانا جلال الدين الرومي، البكتاشيون : أتباع الحاج بكتاش ولي، الشمسيون : أتباع شمس التبريزي أستاذ وشيخ مولانا جلال الدين الرومي ويعتقد البكتاشيون بأن شمس كان من أتباع الحاج بكتاش، الحيدريون : القزلباش أتباع الشيخ حيدر والد الشاه إسماعيل وهم أتباع التكية الأردبيلية قبل تسمية الدولة من قبل الشاه إسماعيل كانوا يتسموا باسم الحيدرية )).
  • 8تاج العروس من جواهر القاموس 5\ 296 .
  • 9اللغة العربية لغير المختصين ،ص:129.