انتمــاء العلــوي

أُضيف بتاريخ السبت, 06/11/2010 - 13:44

ينتسب العلوي بولائه وانتمائه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) هذا الإمام الذي فرض الله طاعته بقوله تعالى: ﴿ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ النساء 59.

وفرض ولايته بقوله تعالى:
﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ المائدة 55.

وفرض على رسوله إعلان هذه الولاية وشدد على ذلك بقوله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ المائدة 67.

وأكمل الدين وأتم النعمة بتبليغها كما في قوله تعالى :
﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً المائدة 3.

هذا الولاء المُقَدّس الذي يَعتز به العَلوي ويَفتخر
( أسس بناءه ورفع قواعده نبي الهُدى والرحمة (ص) إذ أعلن منذ اللحظة الأولى لإعلان دعوته ، إنّ علياً وصيه وخليفته من بعده ، وإنّ طاعته فرض على المسلمين ، ثم ما كان ليترك مناسبة تمر إلا ويأمر المسلمين بموالاته ويدعوهم إلى محبته ويحضّهم على طاعته والإنقياد إليه كقوله:
أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب فمن تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله ومن أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل) "النبأ اليقين".

فهذا هو ولاء العلوي وانتسابه كما أبان الله في كتابه والرسول (ص) في خطابه .

وأما مذهبه

فهو ما جاء عن الأئمة الأثنى عشر المعصومين والذين هم عنده في العلم والعصمة سواء ، لذلك إذا انتسب إلى أحدهم فكأنه انتسب للكل وقد غلبت تسمية الجعفري على كل المذاهب الإمامية لأن الإمام جعفر الصادق (ع) عاش في فترة فريدة ضعف فيها حكم الأمويين ولم يستحكم قبضة العباسيين مما أتاح له نشر عرفانه بأوسع ما قيّض له وأن يُسمح لواردي منهله بأمان أكثر حتى نطق بعض معاصريه بقوله : لقيت أربعة آلاف عالم كلهم يقول حدثني جعفر بن محمد.

والعلوي هو

جعفريُّ الفقه في عباداته ومعاملاته .
وعلويُ المشرب بولائه وانتمائه لأمير المؤمنين (ع) والقول بعصمته .
وإماميٌّ لقوله واعتقاده بالأئمة المعصومين (ع) والأخذ من معارفهم السنية وآدابهم النقية ، وتفريقاً لهم من ( المُخَمِّسَة والمُسَبِّعَة ) .

والعلوي هو اسمه الحقيقي الذي يعتز ويفخر به ولا يرضى عنه بدلاً وقد ضحّى بالرخيص والغالي للحفاظ عليه .

هذا هو اسمه الذي كان يُدعى به قديماً رغم أنوف المعترضين والمغرضين والمحرّفين ، ولم يزل يُحافظ عليه حتى الآن بالرغم مما أطلق عليه من أسماء أخرى بدافع التعصب، ولم يتكرم عليه أحد بإعطائه هذا الإسم الشريف إلا رسول الأمة (ص) حين قال: (ألا أن شيعة علي يقولون يوم القيامة نحن العلويون فتقول لهم الملائكة فأنتم الآمنون ولا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون). 1

لأن بعض المغرضين زعم بأنّ الحكومة الفرنسية أطلقت عليهم هذا الإسم إبّان استعمارها لبلادنا ، وهذا الكلام يدعو إلى السُخرية بقائله لأنّ هذا الإسم كما بيّنا سابقاً أُطلق على المُوالين لعلي (ع) في عهد الرسول (ص) وعلى لسانه والأدلة على ذلك كثيرة وقد أتى على ذكرها الشيخ محمود الصالح في كتابه ( النبأ اليقين ) .

فالعلويون شايعوا علي وتابعوه وقالوا بإمامته الثابتة بالنص الخفي والجلي ، وانتسابهم إليه ولائي محض قائمٌ على صدق التمسك بمبادئه القيّمة ونهجه المُستقيم فلذلك تسمّوا باسمه قرون عديدة لا يَثنيهم عن حُبّه مُعتدٍ أثيم ولا مُتعصّب ذميم .

فدين العلوي

هو الإيمان بالله جلا وعلا ، والإقرار بوجوده وعدله وجوده ، والإقرار بنبوة خير الأنبياء وسيد المرسلين والقول بعصمته والعمل بما جاء به قولاً وفعلاً والتصديق اليقيني بما نص عليه من البيعة لعلي في مواطن عديدة وأهمها بيعة الغدير . والإعتقاد باليوم الآخر وأن الله يبعث من في القبور وإليه النشور .

ويتعبّد العلوي إلى بارئه

بإِقَامُة الْصَّلاَةِ فَإِنَّهَا الْمِلَّةُ.
وَإِيتَاهُ الزَّكَاةِ فَإِنَّهَا فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ.
وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ فَإِنَّهُ جُنَّةٌ مِنَ الْعِقَاب.
وَحَجُّ الْبَيْتِ وَاعْتِمارُهُ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَيَرْحَضَانِ الذَّنْبَ.
وَالْجِهادُ فِي سَبِيلِهِ فَإِنَّهُ ذِرْوَةُ الاْسْلاَمِ.

هذه هي أركان الإسلام عند العلويين وعباداتهم التي يتقربون بها إلى الله اعتقاداً وعملاً وإقراراً.

والإسلام في المفهوم العلوي

هو الإقرار بالشهادتين اللتين تصعدان القول وترفعان العمل ، وهو التسليم والتسليم هو اليقين واليقين هو التصديق والتصديق هو الإقرار والإقرار هو الأداء والأداء هو العمل.

ويعمل العلوي

بما نصه الله في كتابه وبيّنه الرسول في خطابه لا يخرج عنه قيد أنملة ، ويقر بأنّ حلال محمد (ص) حلال إلى يوم القيامة والدين وحرامه حرام إلى يوم القيامة والدين . لقوله تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا الحشر 7.

هذا ما يُصرّح به العلوي دائماً ويعتقده مُلتزماً ، لا ما قاله عنه المرجفون أصحاب الغايات المشبوهة والنفوس المريضة .

وخلاصة القول

فإنّ العلويين هم شيعة علي ومواليه المخلصين ، ينتمون إليه بالولاء الشريف والنسب المنيف ، مذهبهم هو مذهب أهل البيت (ع) المدرسة الإسلامية الكبرى التي دَعى إليها الرسول (ص) وترأسها زوج البتول أمير المؤمنين (ع) .

وليست العلوية ديناً مستقلاً أو مذهباً منفصلاً أو طريقةً خاصة كما يَهوى للبعض أن يَفتري على هواه ، بل هم من صَميم الإسلام كما بيّنا ونسبتهم إلى أمير المؤمنين لا تتعَدّى أنّهم يُحبونه ويَتولونه ويَقتدون به وليس كما زعم البعض ظلماً نعوذ بالله من الظلم إنه كان شركا.

  • 1 حديث الرسول ص وآله كما في كتاب "تفسير مرآة الأنوار"، ص84، نقلاً عن كتاب "كنز الفوائد" و"تفسير فرات بن إبراهيم"، عن ابن عباس وغيره: " ألا إن شيعة علي يقولون يوم القيامة نحن العلويون فتقول لهم الملائكة فأنتم الآمنون ولا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون "