بعض الأقوال عن لأمير المؤمنين (ع)

أُضيف بتاريخ السبت, 06/11/2010 - 14:58

بعض الأقوال عن لأمير المؤمنين 


قال أمير المؤمنين (ع):

(يحتاج الإمام إلى قلب عقول، ولسان قؤول، وجنان على إقامة الحق صؤول).

وقال :

(إياكم والجهّال من المتعبّدين، والفجار من العلماء فإنّهم فتنة كل مفتون).

وقال :

(وما أحدثت بدعة إلا تُرِكَ بها سنّة. فاتّقوا البدع والزموا المهيع 1 إنّ عوازم الأمور 2 أفضلها. وإنّ محدثاتها شرارها).

وقال  في صفات الفسّاق:

وآخر قد تسمّى عالماً وليس به فاقتبس جهائل من جُهّال وأضاليل من ضُلاّل، ونصب للناس أشراكًا من حبائل غرورٍ وقولِ زورٍ قد حمل الكتاب على آرائه وعطف الحق على أهوائه يُؤمِّن الناس من العظائم ويُهَوِّن كبير الجرائم، يقول: أقف عند الشبهات وفيها وقع.

ويقول: أعتزل البدع وبينها اضطجع.

فالصورة صورة إنسان والقلب قلب حيوان، لا يعرف باب الهُدى فيتبعه، ولا باب العَمى فيصدّ عنه، وذلك مَيتُ الأحياء.

وقال  يصف العلماء:

واعلموا أنّ عباد الله المستحفظين علمه يَصونون مَصونه ويُفجّرون عيونه. يتواصلون بالولاية، ويتلاقون بالمحبّة ويَتساقون بكأس روية، ويصدرون بريه، لا تشوبهم الريبة ولا تُسرع فيهم الغيبة على ذلك عقدَ خلقهم وأخلاقهم فعليه يتحابّون، وبه يتواصلون، فكانوا كتفاضل البذر يُنتقى فيؤخذ منه ويُلقى قد ميّزه التخليص وهذبه التمحيص.

وقال  يصف العالم العامل بغير علمه:

وإنّ العالم العامل بغير علمه كالجائر الحائر الذي لا يَستفيق من جهله، بل الحجّة عليه أعظم، والحَسرة له ألزم.

وقال  في ذم اختلاف العلماء في الفتيا:

ترد على أحدهم القضية في حُكم من الأحكام فيَحكم فيها برأيِهِ.

ثم تردُّ تلك القضية بعينها على غيره فيحكم بخلاف قوله ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيُصوّب آراءهم جميعًا- وإلههم واحد! ونبيّهم واحد! وكتابهم واحد! أفأمرهم الله سبحانه بالإختلاف فأطاعوه! أم نهاهم عنه فعَصوه! أم أنزل الله سبحانه دينًا ناقصًا فاستعان بهم على إتمامه! أم كانوا شركاء له، فلهم أن يقولوا، وعليه أن يرضى؟ أم أنزل الله سبحانه ديناً تامًّا فقصّر الرسول عن تبليغه وأدائه، والله سبحانه يقول مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ وفيه تبيان لكل شيء، وذكر أنّ الكتاب يصدق بعضه بعضًا، وأنّه لا اختلاف فيه، فقال سبحانه وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا

وإنّ القرآن ظاهره أنيقٌ وباطنه عميقٌ، لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، ولا تُكشف الظلمات إلا به.

وقال  في صفة من يتصدّى للحكم بين الأمّة وليس لذلك بأهل:

إنّ أبغض الخلائق إلى الله رجلان:

رجل وكَلهُ الله إلى نفسه فهو جائرٌ عن قصد السبيل، مشغوفٌ بكلامِ بدعَةٍ، ودُعاءِ ضلالةٍ، فهو فتنة لمن افتتن به، ضالٌ عن هَدي من كان قبله، مُضِلٌ لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته. حَمّالُ خطايا غيره، رهنٌ بخطيئته.

ورجلٌ قَمَشَ جَهلاً. مُوضِعٌ في جُهّالِ الأمّة، عادٍ في أغباشِ الفتنة. عَمٍ بما في عِقدَ الهُدنة، قد سمّاه أشباه الناس عالمًا وليس به. بَكَّرَ فاستكثرَ من جَمْعٍ، ما قلَّ منهُ خيرٌ مما كَثُرَ، حتى إذا ارتوى من ماءٍ آجنٍ، واكتثرَ من غير طائلٍ، جلس بين الناس قاضيًا. ضامنًا لتخليص ما التبس على غيره. فإن نزلت به إحدى المُبهمات هيّأ لها حشواً رَثاً من رأيه، ثم قطع به. فهو من لبْسِ الشبهات في مِثلِ نسج العنكبوت. لا يدري أصاب أم أخطأ، فإن أصاب خاف أن يكون قد أخطأ، وإن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب. جاهلٌ خبّاط جهالاتٍ. عاشٍ رَكَّابُ عَشَواتٍ لم يَعَضّ على العلم بضِرسٍ قاطعٍ يُذري الروايات إذراءَ الريح الهشيمَ. لا مَلِيٌّ- والله- بإصدارِ ما وردَ عليه. ولا هوَ أهلٌ لما قُرِظَ بهِ، لا يحسبُ العلمَ في شيءٍ مما أنكره ولا يرى أنّ من وراء ما بلغ مذهباً لغيره. وإن أظلَمَ عليهِ أمرٌ اكتتمَ به لِمَا يعلم من جهل نفسه. تصرُخُ من جور قضائه الدّماء، وتعِجُّ منه المواريثُ.

إلى الله أشكو من مَعشَرٍ يعيشون جهّالاً ويموتون ضُلاّلاً، ليس فيهم سِلعَة أبْوَرُ من الكِتابِ إذا تُلِيَ حق تلاوته، ولا سِلعَة أنفقُ بيعًا ولا أغلى ثمنًا من الكُتاب إذا حُرِّف عن مواضعِه، ولا عندهم أنكرُ من المعروفِ، ولا أعرفُ من المنكر.

وقال  مُرشدًا إلى الطريق القويم والصراط المستقيم:

نحن الشعارُ والأصحاب والخزنة والأبواب ولا تُؤتى البيوت إلا من أبوابها فمن أتاها من غير أبوابها سُمِّيَ سارقًا.

ونكتفي بهذا القدر من الأقوال النيّرات والحِكَم البالغات لأمير المؤمنين . وفيها يتجلى النهج الأمثل والسبيل الأكمل لمن نهج بيَقين، واقتفى آثار المعصومين.


 


 

  • 1 المهيع كالمقعد- الطريق الواضح.
  • 2 عوازم الأمور: ما تقادم منها وكانت عليه ناشئة الدين.