الكلمة المفتاحية لتأسيس جمعية بيت الهدى (فيديو)

أُضيف بتاريخ الأحد, 25/02/2024 - 13:43

 

الحمد لله رب العالمين، وصلّى الله وسلّم على خاتم النبيين، وآله المنتجبين، وعلى من والاهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد.. أهلا وسهلا بكم جميعًا في بيتكم (بيت الهدى)

 

ما هي دلالة تسمية (بيت الهُدى

البيت في وجدان كل واحد منا هو مصدر للسلام والأمان والسعادة، والبيت هو أكثر مكان يرتاح فيه الإنسان، وكلمة البيت هي كلمةٌ بحد ذاتها تُشعرك بالطمأنينة والراحة والمحبة..

وما دام لا خير في أي بيت ولا بركة إن لم يُذكر فيه اسم الله سبحانه وتعالى، فنحن نُريد بيتنا هذا "بيتَ هُدًى"، أي بيتَ علمٍ وخيرٍ وبركةٍ ونورٍ، نُريده بيتًا يُقرّبنا إلى الله ولا يُبعدنا عنه، لقول رسولُ اللهِ : يَقولُ رَبُّكُم: "يَابْنَ آدَمَ، تَفَرَّغْ لِعِبادَتي، أملَأُ قَلبَكَ غِنىً، وأملَأُ يَدَيْكَ رِزقًا. يَابْنَ آدمَ، لا تَباعَدْ مِنّي، فأملَأَ قَلبَكَ فَقرًا، وأملَأَ يَدَيكَ شُغلاً".

ونريد أن نتعلم في بيتنا هذا ما ينفعنا في الدنيا والآخرة، عملاً بقول أمير المؤمنين عليّ : "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا".

وعلى هذا كان اختيارنا لاسم "بيت الهدى".


لماذا أنشأنا جمعية جديدة؟

بحكم عملنا في مدرسة هدى النور لتعليم اللغة العربية وعلوم الدين على مدى التسع سنوات الماضية، فنحن على احتكاك دائم ومباشر ولصيق مع الأهالي والطلاب، ما فتح أعيننا على القضايا والتعقيدات داخل مجتمعنا وخاصة لدى الشباب منهم.

وكما تعلمون، فالأبناء يكبرون ويصبحون آباء وأمّهات، والأجيال تنتج أجيالًا. وطائفتنا الإسلامية العلوية باتت كبيرة العدد هنا في سيدني، وبالتالي فإنّ حاجيات أبناء جاليتنا تكبر يومًا بعد يوم، وبات مجتمعنا يحتاج إلى المزيد من الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بتلبية متطلبات العائلات والأفراد وخاصة الشباب منهم، وذلك أسوة بما لدى بقية الطوائف والجاليات الأخرى. 

ونحن بهذا لا نزاحم أحدًا في هذا المجال، بل نتممّ عمل الآخرين ونؤازرهم، وإن كان من تنافس فهو تنافس في عمل الخير فقط والذي يعمّ نفعه على الجميع، مع كامل الاحترام والتقدير إلى ما تقدّمه بقية الجمعيات الموجودة والفاعلة، وتبقى أيدينا دائمًا ممدودة للتعاون مع الجميع بما يخدم المجتمع.

يقول الإمامُ عليٌّ : "مِنَ السَّعادَةِ، التَّوفيقُ لِصالِحِ الأعمالِ".

وطالما أنّ لدينا قدرةً على العطاء في سبيل خدمة مجتمعنا، فنحن -بحول الله وقوته- لن نتخاذل ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام تزايد حاجات أبنائنا، ولهذا فإننا تقدمنا خطوة إضافية يترتب عليها المزيد من المسؤوليات الجسيمة والأعمال الإضافية والجهود المضاعفة، ومن الجدير الملاحظة أننا من المستحيل أن ننجح بدون تعاون وتضافر جهود كثيرين، وقد عزمنا وتوكلنا على الله وبادرنا تطوعيًّا واختياريًا بالتعاون مع بقية المتطوعين في جاليتنا لنقدم ما لدينا من صالح الأعمال، وأجرنا وأجركم على الله سبحانه وتعالى. 


كيفية إنشاء الجمعية وأهميّة إيجاد فريق العمل؟

بدأنا التفكير في الأشخاص الذين عرفناهم وكانوا متميّزين بالنسبة لنا، ثم اقترحنا عليهم أفكارنا منذ ذلك الحين، وشكلنا فريقًا من المتطوعين والمعطائين والملتزمين، الذين آمنوا بالأهداف التي وضعناها. وعلاوةً على ذلك فقد أمضينا أشهرًا من المتابعة حتى انتهينا من الأمور التأسيسية القانونية المعقدة، ثم بحثنا لإيجاد المركز المناسب والتفاوض مع البلدية لاستئجاره ساعات محددة في أيام معينة وقد اتفقنا على يومي الثلاثاء والخميس كل أسبوعين. 

  1. يوم الثلاثاء يكون للإناث حصرًا من عمر اثنى عَشَرَ فما فوق، ولديهنّ خطة عمل بعيدة الأمد، ويمكنكم الاطلاع على التفاصيل من صفحتنا في الانستغرام. وتتضمّن برنامجًا من 12 أسبوعًا في الحفاظ على الصحة والتطوير الذاتي، وبرنامجًا دينيًّا لمدة 24 أسبوعًا.
  2. والخميس مختلط من عمر اثنى عَشَرَ فما فوق، ولدينا تصور عمّا سنقدّمه، ولكن ليس لدينا خطة عمل ثابتة لأجله، بل نقرّر البرنامج كل حصة بحصتها حسب المقترحات التي تردنا منكم.

وحاليًا لدينا فريق عمل نسائي من طالباتنا في "هدى النور"، ومن أمهات طلابنا الملتزمات والغيورات على مستقبل أولادهن وصلاح مجتمعهن، ويُرِدنَ أن يعمّ النفع والخير على جميع أبنائنا… وهنّ -للأمانة- يعملن بجد والتزام، وقد قُمْنَ بعدة اجتماعات على مدى الستة أشهر المنصرمة لمناقشة التفاصيل وتنظيم الأمور ووضع خطة عمل وتوزيع المهام. يعني هذا الفريق في "بيت الهُدى" جاهز ومنظم، وهنا لا بد من الإشارة إلى دور المرأة العلوية الهام جدًّا جدًّا.. وسنخصص لاحقًا محاضرةً للحديث عن هذا الأمر بشيء من التفصيل إن شاء الله. كل الشكر والتقدير للمرأة العلوية ونخص المتطوعات في بيت الهدى. 

أما فريق العمل الذكوري، فللأمانة هو لم يكتمل بعد، وما زال العمل جاريًا في هذا المضمار، وربما التقصير منّي لأن كثرة المسؤوليات التي أتولاها تستنفد جُلّ وقتي، ما يجعلني مقصّرًا في شأن التواصل الاجتماعي، ولكن لدينا حاليًا مجموعة طيّبة من الشباب المتحمس والشغوف بالعلم والمعرفة ولديه طاقة وقدرة على العمل الجماعي والعطاء. وإن شاء الله ستشاهدون وجوهًا جديدة وشابة تقف خلف هذا المنبر حتى تقدمّ ما لديها من علم وأفكار لتنفع به الآخرين. وسنعمل إن شاء الله مع هؤلاء الشباب على وضع خطة عمل كاملة لأجل تعليم مختلف أمور الشريعة والعقيدة والفقه والتفسير وسيرة الأنبياء والأئمة المعصومين والأصحاب المنتجبين المخلصين والأولياء والصالحين.


وهنا ننادي كل فرد مخلص لِعَلَوِيَّتِهِ، ومُحِبٍّ لأبناء طائفته، ويريد خدمة مجتمعه، وهو قادر على الالتزام وتقديم ما ينفع، أن يتواصل معنا ويشاركنا أفكاره حتى نتعاون ونتشاور ونتناصح ونتناصر ونتفق على الأسلوب الأفضل في سبيل تحقيق الأهداف.. عملًا بقول أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ :

"تُبْتَنَى الْأُخُوَّةُ فِي اللَّهِ؛ عَلَى التَّنَاصُحِ فِي اللَّهِ، وَالتَّبَاذُلِ فِي اللَّهِ، وَالتَّعَاوُنِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ، وَالتَّنَاهِي عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ، وَالتَّنَاصُرِ فِي اللَّهِ، وَإِخْلَاصِ الْمَحَبَّةِ".

أما أهداف الجمعية -حتى لا نطيل عليكم- فهي موجودة في صفحتنا في الإنستغرام لمن يرغب بالاطلاع عليها. وبالحقيقة، ففي جعبتنا الكثير، وقد نحتار من أين نبدأ، لكننا عزمنا على أن نبدأ، وأخذنا الخطوات الأولى، وأخذنا بالأسباب، وتَوَكُّلُنا على الله سبحانه وتعالى، مستأنسين بقول الإمامِ محمد الباقرُ "إذا عَلِمَ اللّهُ تَعالى حُسنَ نِيَّةٍ مِن أحَدٍ اكتَنَفَهُ بِالعِصمَةِ".

يعلم الله سبحانه وتعالى حسن نيّاتنا، ونسأله جل وعلا أن يكتنفنا بالعصمة، ويوفقنا إلى ما فيه الخير والصلاح.

سأتحدث في كلمتي الثانية اليوم عن هويتنا العلوية، وانتمائنا، ومن أين جاء اسمنا "العلويين", وماذا يُرتب علينا حمل هذا الاسم. ولكن قبل هذا نفتح باب الدردشة والمناقشة معكم حول كلمتنا الأولى. وبعدها نأخذ وقت عشرة دقائق أو ربع ساعة للراحة.

أبو إسكندر سليمان معين الحربوقي
08\02\2024م