مقدمة في جولة تاريخية عن حال العلويين.. (مع فيديو)

أُضيف بتاريخ السبت, 23/03/2024 - 03:00

 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

لديّ مقدمة صغيرة قبل أن نبدأ القسم الثاني من هذا الاجتماع. (جمعية بيت الهُدى)

 

نحن كمسلمين علويين قد اضطهدنا كثيرًا عبر التاريخ، واتهمنا بأبشع الصفات كالخروج من الإسلام والكفر، وتعرضنا لأبشع المجازر الوحشية.
وكما يقول الأمير العلوي حسن بن مكزون السنجاري (قده):

"قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْهُمْ لَنَا***كَمَا لَهُمْ مِنَّا بَدَا الْحُبُّ
وَمَا لَنَا إِلَّا مُوَالَاتُنَا***لِآلِ طَهَ عِنْدَهُمْ ذَنْبُ"

ولذلك كنا نعيش حالة من العزلة والفقر امتدت إلى مئات السنين، ولم يتمكن علماؤنا في معظم الحقب من نشر علوم آل البيت وطباعة الكتب، بسبب الحصار والخوف من الاضطهاد والمجازر، ولعدم وجود قدرة مادية، فالأولوية كانت للبحث عن الأمان وتأمين لقمة العيش.

ولكن منذ مئة عام تقريبًا أرسل الله لنا شيخًا عالما هو العلامة الشيخ سليمان أحمد (قده)، الذي استطاع ومن تلاه من علماء أن يكسروا طوق العزلة وينفتحوا على العالم الإسلامي، واستطاعوا أن يتواصلوا مع إخوانهم علماء الشيعة ويطلبوا منهم المراجع الفقهية والكتب التي كنا نحتاجها في مذهبنا الجعفري، وبدأ منذ ذلك الوقت عصر العلم والنهضة والنور. ولكن لم يكن سهلا على مجتمعنا الخائف والمنعزل أن ينتظم في مثل هذا الانفتاح.

 بعض الشباب الغيور والملتزم دينيًا -في المئة عام الماضية- دفعه شغفه إلى العلم وصار يقصد الجامعات الشيعية في العراق أو لبنان أو إيران (أو ما يُقال لها حوزات) ليختص في العلوم الدينية ويتعلم بشكل أكاديمي ومنهجي وعلمي، ويعود حتى يفيد أبناء طائفته العلويين مما تعلّمه. ومنهم كان سيدي وشيخي فضيلة الشيخ محمود مرهج رحمة الله تعالى ورضوانه عليه، الذي حصل على أربع شهادات جامعية من أربع دول مختلفة، ودرس المذاهب الإسلامية كلها، ثم عاد وأفاد أبناء طائفته، وكان له جهاد عظيم، وبصمات لا تُنسى إن في لبنان أو في أستراليا أو في سورية. ونحتاج إلى درس مستقل لنتحدث فيه عن مسيرته المشرفة، وفي الإمساكية الرمضانية التي نهديها عن روحه كل عام نثبت إحدى وصاياه القيمة التي ستعرّفكم بمدى تمسكه بثقافته وأهله وعلويته.. ومدرسة "هدى النور" بالحقيقة هي ثمرة من ثمار وصيته هذه، وجمعية "بيت الهدى" أيضًا هي من ثمار تعاليمه ووصاياه.

ما أودّ الإشارة إليه في هذه المقدمة أن هؤلاء الشباب الذين قصدوا ويقصدون الجامعات يتعرّضون للاتهام بـ "التشيّع" من قبل العابثين بالسياسات والأوطان ومن تبعهم من المنغلقين والمنعزلين عن العالم، وكأننا لسنا بشيعة؟! ويشكك هؤلاء في إخلاصهم لعلويتهم وفي ولائهم لأبناء طائفتهم، قبل أن يتحققوا ويدققوا. وهذا ظلم، كما ظُلم الشيخ محمود مرهج. 

نعم، هناك بعض الأفراد فقط ممّن تنكّر لأهله! وساقته سعة تحصيله العلمي إلى الافتخار والطعن عليهم، على ما يحملونه من صدق الولاء وإخلاص الإيمان وإن قلت الكفاءة العلمية. ولكن كيف لنا أن نحكم على أحد فقط لأنه درس في جامعات الآخرين! وهل لدينا جامعات خاصة بنا حتى نلتحق بها وننهل من علومها؟

ينبغي علينا أن نفخر بشبابنا المتعلم في الخارج إذا كانوا متمسكين بنهجهم العلوي، ولا يتنكرون للفضل الكبير والتراث العظيم لعلمائنا ومراجعنا على قلته، وواجبنا أن نعطيهم الفرصة حتى نستفيد من علمهم ودراستهم.

ولهذا يسعدنا أن نعرفكم بأحد هؤلاء الشباب الذين اجتهدوا ودرسوا وحصّلوا الشهادات الشرعية الجامعية، ويريدون أن يبثوا علمهم بين أبناء طائفتهم.

نرحب معا بالأخ الشيخ يحيى حمودة الذي سيحدثنا عن تجربته وخبرته وماذا يمكن أن يقدمه لنا في "بيت الهدى" جزاه الله عنا وعنكم كل خير.

أبو إسكندر سليمان معين الحربوقي + إسكندر سليمان الحربوقي
22\02\2024