مقدمة بقلم العالم الأديب فضيلة الشيخ علي أحمد الخطيب

أُضيف بتاريخ السبت, 06/11/2010 - 13:44

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين سياج كل نعمة، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد النبيين وخاتم المرسلين وفاء كل ذمّة، وولاية أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) وأبنائه الغر الميامين أداء كل أمانة. خيراً رُزِقناه من فضل الله ورسوله والحمد لله على معمائه حمداً مؤبداً وشكراً سرمداً لخالق الأمم وبارئ النسم.

أما بعد

فإني أقول أنّ ما كتبه فضيلة الأخ الكريم الشيخ حسين المظلوم يستحق التقدير والنظر بعين العقل. فلقد أجاد في كتابته في الجزء الأوّل من كتابه " المسلمون العلويون بين مفتريات الأقلام وجور الحكام " وأفصح خير إفصاح فيما كتبه في الجزء الثاني عن العلويين. هذه الطائفة المؤمنة بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره من الله وشرّه من أنفسنا ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (صدق الله العلي العظيم).

هذه الطائفة التي كانت مَحط نقمة الحُكّام الذين أرادوا استغلال إسم الإسلام في العصر الأموي والعباسي ... وإنّ أشدّ أنواع التنكيل كان ما لاقته في العهد الأموي لموالاتها للإمام علي (ع). فقد كان الأمويون يَسبّون الإمام علي من على المنابر ويًنكّلون بكل من يذكره بفضيلة... ويذكر لنا التاريخ كيف جيء بحجر بن عدي وولده وعشرة من خيرة أصحابه من العراق إلى الشام وقطّعت رؤوسهم لأنهم رفضوا سب الإمام علي (ع) والبراءة منه...

أمّا في الحكم العبّاسي فقد لاقت هذه الطائفة ما لاقته منهم لأنهم باسم آل البيت تسلقوا سدّة الحكم ويخافون من منافستهم لهم عليها وفي فترات الحكم المملوكي ومن بعدها السلجوقي (أي الأتراك) وقد طال حكمهم للبلاد العربية ودام ما يُقارب أربعة قرون فقد حلّت بهذه الطائفة المؤمنة الصابرة ويلات ونكبات. فقد أفتى المنافق (ابن تيمية) وخلفه أصحاب صاحب الفتوى الحامدية بتكفيرها وإباحة دمائها وأعراضها وأموالها... وفي طيّات التاريخ إنّ السلطان سليم العثماني السلجوقي قتل من الرجال والنساء والأطفال في حلب ومناطقها ما ينوف عن أربعمائة مخلوق بشراً سوياً في مجزرة واحدة ولا ذنب لهم إلا أنهم يُوالون الإمام علي وبنيه الأئمة المعصومين (عليه وعليهم السلام). وكما قيل على لسان أحد الشعراء العلويين:

قد بَدَتْ البغضاءُ منهم لنا   كما لهم مِنـَّا بدا الحُبّ
ومـا لـنـــا إلا موالاتـنــــا   لآل طـهَ عندهـم ذنــبُ

ونحمد الله أن قيّض لها مؤلفاً مؤمناً موالياً لآل البيت (ص) يوضح للخلق عامة وللمسلمين على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم ما تعتقده هذه الطائفة المؤمنة ويكشف ما تعرّضت له من ظلم ويَضع الحق في نصابه داحضاً زيف كل مُزيّف، وادّعاء كل مُدّعِ ، داعياً إلى وحدة الصف ونبذ التفرقة وإعطاء القيمة الحقيقية للعمل الصالح بعد الإقرار بتوحيد الله عز وجلّ، فله مِنـّا كل التقدير وأننا لنهنّئه بما قدّم من معلومات صادقة بعيداً عن العصبيات البغيضة ونهنـّئ أنفسنا به وبأمثاله من الأخوة المؤمنين ﴿ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ (صدق الله العلي العظيم).

والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله إلى يوم القيامة والدين...

23 / رجب الفرد / 1421 هجرية
21 / تشرين الأول 2000 ميلادية

الفقير لله تعالى
علي الخطيب – زاهد .