قدرة العلويين على الكتابة

أُضيف بتاريخ الأحد, 14/11/2010 - 17:00

فأوّل المُلاجظات التي نسجّلها عليه ونرد عليها هي قوله:

إنّ العلويين حتى الماضي القريب لم يكونوا قادرين على الكتابة لتفشـّي الجهل الذي فرضه الحكـّام عليهم في الماضي.
وهذا الشد والجذب جاء لأنّ فريقاً من القوم لا يُريدون أن يُفصحوا عن أنفسهم بوضوح لباطنية مذهبية، أو سرّية افترض البعض أنـّها أساس مُقدّس لا يجوز المَساس به، أو بسبب الغلوّ الذي مَال إليه فريق منهم.

أقول: فليخجل من نفسه هذا المغرور المُتحامل، فالعلويون لم يكونوا جُهلاء كما يظن ويدّعي بل كان وما يزالُ فيهم العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء الذين لا يُجَاَرون بفضلٍ، ولا يُقاسون بغيرهم.
وإنّ عدم كتابتهم في الماضي لم يكن بسبب الجهل المتفشي كما تصوّر، بل سببه الحقيقي هو ما فُرِضَ عليهم من قِبَل الحُكـّام الظُـلاّم الذين كانوا عليهم بالمرصاد، فلا يسمحون لهم بالتعبير عن أنفسهم وإبداء رأيهم في القضايا المتعلقة بهم دينياً، حتى مجرّد الصلاة على مذهب أهل البيت (ع) فلم يكن يُسمح لهم بأدائها بل كانوا مُجبرين على إقامة الصلاة وفق المذهب الحنفي، وهو المذهب الذي كان معمولاً به في العصر العثماني.
وإنّ هذا الضغط الذي لا يُطاق كان هو العامل الأساسي والسبب المباشِر لعدم كتابتهم.

وما أن أفل سلطان الظلم والتعدّي والطغيان حتى بادروا إلى الإعلان عن أنفسهم، وأصدروا كتاباتهم ومقالاتهم النثرية والشعرية التي طار صيتها في الآفاق واطـّلع عليها القاصي والداني والدّالة على سلامة عقيدتهم العلوية وصحّة مذهبهم الإمامي.

» أمـّا التعليل الثاني الذي افترضه أو أكـّده فباطلٌ من أساسه ولا صحّة له فلا باطنيـّة في مذهبهم، ولا سرّية في عقيدتهم، وإنـّما التقية التي اضطروا إلى استعمالها قسراً، وعدم تفهّم البعض لها، سبّبَت اتهامات كثيرة افتعلتها جهات مُغرضة.

لقد اضطر العلوي إلى استعمال تقيّته المشروعة عند الحاجة حفاظاً على نفسه، وحقناً لدمه فاتـّهم بالباطنية والغلوّ عند مُنكري التقيـّة.

أمّا الغلوّ فلا أساس لوجوده عند أيّ فريق منهم فكلهم فريقٌ واحد ومذهب واحد، ظاهرهُ الإقرار بالشهادتين، وباطنه الإقرار بالشهادتين.