العشائرية واتهامات متفرقة

أُضيف بتاريخ الأحد, 14/11/2010 - 17:00

أمـّا (العشائرية العمياء) التي تحدّث عنها و(الخنوع المُذل لزعيم العشيرة ومشائخها) فتلفيق مبالغٌ به، روّج له البعض تشويهاً علينا، فالتعصب الأعمى ليس من صفات العلوي وأخلاقه، والخُنوع المُذلّ أبعدُ الأشياء عنه، فالعلوي لا يتعصّب ولا يخضع إلا للحق مهما كانت الظروف قاسية، والعلويون إخوةٌ أينما كانوا ومهما بَعُدَت المسافات بينهم، فلا عشائرية تُفرّقهم، ولا زعيم يُقسـّمهم وإنّ حملة الأمير حسن بن مكزون السنجاري للدفاع عن إخوانه المضطهدين خيرُ برهان على ذلك، وإنّ احترامهم لمَشائخهم، ومَراجعهم لا يُعتبر ذلاً لأنهم يَرَوْن فيهم أسمى مكارم الأخلاق، والصفات الحميدة. وإنّ هذا الإحترام لهو دليلُ عافيةٍ وخيرٍ، وإن لم يسرّ الآخرين.

فالعشائريـّة التي أجّجها معاوية وابنه يزيد لا وجود لها عند العلويين فليبحث عنها في مكانٍ آخر.

أمـّا قوله:

إنّ الأمـّة ابتُليت بفريقٍ من جهلة المشائخ الذين وجّهوا الدين وفق مصالحهم فنشأت عقائد لا تَمُتّ إلى الدين بصلة.

فهذا كلامٌ إنْ دلّ على شيءٍ فإنـّما يدل على أنّ هذا الكاتب لا يحترم نفسه، ولا يتمتـّع بأدنى مستوى من مكارم الأخلاق، فكيف يسمح لنفسه أن يُطلق هذا الوصف الشائن على الشيوخ العلويين، ويتـّهمهم بأنـّهم وجّهوا الدين وِفق مصالحهم؟
ولماذا لم يحدد لنا أسماء هذا الفريق الذي نعته بهذا النعت، واتـّهمه بهذا الإتهام؟

فشيوخ هذه الطائفة كانوا وما زالوا رجال علم وأخلاق، يتمتـّعون بأسمى معاني الفضيلة، ويَجتنبون سائر الأوصاف الرذيلة، لم يوجّهوا الدين وفق مصالحهم – كما ادّعى – بل حافظوا عليه، وعملوا على تطبيقه، وأرشدوا الأمـّة إلى التمسـّك بالثقلين كتاب الله والعترة.

وأمـّا قوله (عن وجود عقائد نشأت لا تمتّ إلى الدين بصلة)، فكنـّا نتمنـّى أن يُخبرنا عنها، فهل أراد بها ما نقله في كتابه عن الآخرين، فإن كان هذا مرادُه، فنقول له أنّ هذه العقائد أنشأها الآخرون ونسبوها إلينا، وقد أوضحنا ذلك في مواضع عدّة.

وأمـّا العقائد العلوية فمنشؤها كتاب الله الذي يدعو إلى الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، والتمسـّك بولاية أمير المؤمنين وأبنائه المعصومين عليهم السلام.