محاولته تقسيم العلويين

أُضيف بتاريخ الأحد, 14/11/2010 - 17:00

ثمّ قسـّم العلويين إلى خاصـّة وعامـّة، بقوله:

وانقسم القوم إلى: مثقفين منهم في جانب من التفكير السوي، والعامـّة في جانب آخر من التفكير الذي يحمل ركام الماضي، وأوضار السنين، وعشائرية عمياء تمثـّل روح القبلية ومشائخها.

فأقول: إنـّها لا تخلو طائفةٌ من الطوائف من وجود طبقتين إن جاز التعبير، طبقة العلماء، وطبقة المتعلمين، ولكن هذا لا يعني أنّ الطبقة العامـّة أي طبقة المُتعلمين (تحمل رُكام الماضي وأوضار السنين) كما أفرز هذا الكاتب الذي أراد أن يتهرّب من اتـّهام سائر العلويين بالغلو فوجـّه حملته الإتـّهامية على عامـّتهم مُستغلاً طهارتهم وطيبتهم، ومُتجنـّباً اتـّهام العلماء خوفاً من أقلامهم الناطقة ومن الوقائع التي تدحض مفترياته.

وأراد بـ(ركام الماضي) الذي حمـّله للعامـّة هو (الغلو)، والغلو كما أوضحنا في عدّة مواضع لا أساس لوجوده عند العلويين، عوّامهم وخواصـّهم، وليس هو حالةٌ طارئةٌ سببه (العُزلة والحرمان والجهل والمشائخيّة الجاهلة) كما قال وعلـّل. بل هو تعدٍّ سافرٍ على هذه الطائفة من قِبل فقهاء السوء وقـُضاة الرشوة، المَعروفين بأزلام الأمراء، وأجراء الملوك والسلاطين.

إنّ هذا التقسيم المُستَحْدَث لا يَنطبق على العلويين لا من قريب ولا من بعيد، وبما أنـّه يَعتبر نفسه من المُثقفين علوياً فلن يستطيع أن يَتـّهم الجميع بالغلو والتطرّف لأنـّه سيَتـّهم نفسه بالنهاية، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فإنـّه بهذا التقسيم قد جنـّب نفسه الموقف الحَرِج الذي سيتعرّض له من قِبَل العلماء الذين حاورهم وتحَقّقَ منهم صحـّةَ العقيدة، هذا إن كان يعرف أنّ يُميّز ما بين الصحيح والفاسد.

وختاماً نقول أنّ غايته الأساسية من هذا التقسيم الذي لا وجود له هو طرح نفسه كمُرشد للطبقة العامـّة ومُنقذ لهم من فساد العقيدة.

وهنا أقول له ولغيره: إنـّنا لسنا بحاجة إلى مُرشدين ومُنقذين من أمثالِه يختلقون وجود داءٍ عند قومٍ أصحـّاء ليظهروا على الساحة العامـّة بصفة أطبـّاء، فإن كان به داءٌ أعياه فلدينا من الدواء ما يتمنـّاه.