الصيام عند العلويين

أُضيف بتاريخ الأحد, 14/11/2010 - 17:00

أمـّا اتهامه لنا بأننا نقول بأنّ فرضَيّ الصيام والحج هما (معرفة أشخاص فقط)، فهذا القول نقله عن ابن تيمية وغيره من المُغرضين والحاقدين، وهذه التهمة كرّرها عدّة كتـّاب نقلاً عن بعضهم البعض من دون فحص كالببغاء.

فالصيام عندنا من العبادات الواجبة على كل مسلم ومسلمة لقوله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ . شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ البقرة\183\184\185.

فالصيام هو الركن الثاني من أركان العبادات وهو في اللغة مُطلقاً الإمساك.
وفي الشرع عبارة عن إمساك مخصوص في وقت مخصوص وهو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع من الصبح إلى المغرب.

وهذا الفرض الشريف هو رُكنٌ في كل دين سماوي كما دلّت الآية وهو تهذيب اجتماعي، وتربية إرادية، وصبر وتضحية وإيثار، ومنافعه الإجتماعية والصحيّة والخلقية والمالية جمّة، لا تكاد تُحصر في كتاب.

وهذا الفرض في الإسلام أيام معدودات وهذه الأيام هي شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن. وقد تضمـّنت آيات الكتاب إباحةَ الفطر لمن كان مريضاً أو على سفر مع التزام القضاء في أيّام أخر. كما وإنّ الضعيف المزمن الذي يشق معه الصوم يُبيح الفِطرَ بلا قضاء مع التزام الفدية (طعام مسكين).

وإذا بحثنا في تاريخ الصوم تبيـّن لنا أنـّه مفروض على البشر من لدن آدم (ع) إلى عصر الإسلام، ولا خلاف في ذلك كما يعلم من شرائع الأنبياء والمُرسلين.

فخلاصة القول: إنّ الحديث عن الصيام وفوائده وأحكامه والحكمة منه يحتاج إلى مجلدات عديدة.