بيان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبد الأمير قبلان

أُضيف بتاريخ السبت, 06/11/2010 - 13:44

وقال المفتي الجعفري الممتاز نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ عبد الأمير قبلان:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده ، وصلى الله على نبيه محمد وعلى أله الميامين الذين أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرأ ، وجعل كلمة الحق هي العليا وكلمة الباطل هي السفلى.

إنّ مرض الأمة ومصابها الوحيد هو تفرّق جمعها وتشتت شملها، وهذا ما يحز في النفس ويزيد من ألم الجرح، ولهذا نرى أمتنا الكريمة تتقلب في أحضان الجهل والتخلف وتتجرع وجبات الهزيمة والانكسار. وكأن هذه الأمة غريبة عن تعاليم دينها وعن كتاب ربها، الذي يقول: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ تلك أمة طبقت نظام العدل وملأت الدنيا إيمانآ وعلمآ ونورأ.

إنّ من أهم الأسس التي يُبنى عليها قانون العدل وتطبيق أحكام الله كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة.

وإنّ التخلف والتدهور والانحطاط الذي أصاب أمتنا الاسلامية العظيمة بعد ذلك العمران والازدهار والتقدم فقدان وغياب الأسس الأساسية والصحيحة التي بني عليها أساس الدعوة وهما كلمتا التوحيد وتوحيد الكلمة .

فالفرقة والتجزئة وكثرة الأهواء والآراء التي لا تمت إلى الحقيقة بصلة، فهي من أهم عوامل وأسباب هذه الحالة المحزنة التي تعيشها أمتنا المنكوبة.

وإنّ هذا التفرق هو بسبب عدم التركيز على كلمة التوحيد وما يحتويه مغزاها ومدلولها ولا نشيع سراً إذا قلنا بأنّ أعداء الأمة من الداخل والخارج قد لعبوا أبشع الأدوار وأحقرها في تفتيت وحدة الصف وتمزيق شمل الأمة وإثارة النعرات الخبيثة المختلفة بين صفوفها وتلفيق الاتهامات الكاذبة وبث الدعايات المسمومة زورآ وبهتانآ لتحقيق أهدافهم المنحطة وأغراضهم الدنيئة .

فما أحْرَانا اليوم وبعد أن تنبّهنا لخُطط الأعداء وأهدافهم أن نبذل غايَة الجهد وخالص النية لنجمع كلمتنا ونوحّد صفنا ونعيد إلى أمتنا سابق عزها وسالف مجدها وكرامتها وتقدمها حتى نُفَوِّت على الانتهازيين مخططاتهم الدنيئة و ألاعيبهم الملتوية .

وإيماناً منا بقدسية الهدف وإخلاصاً للغاية التي ندعو إليها ونعمل من أجلها قرّرنا نشر وتعميم هذا البيان الإسلامي الواضح، وهذا النداء الإيماني الخالص لجمهرة من أفاضل إخواننا وأهلنا العلماء العلويين ، لغرض إزالة الشبهات العالقة في أذهان العامة بالنسبة لعقيدة العلويين ومذهبهم ، ولتعريف أبناء الأمّة بمضمون التصريح الصادق بأنّ هذه الطائفة الكريمة لا تختلف عن بقية الطوائف الإسلامية في المُعتقد والمبدأ والأساس، بل هي شيعية المذهب بكل معنى الكلمة وكما أنّ الطائفة العلوية شيعية المذهب ، فإنّ الشيعة الإمامية علويو الهدى والمشرب، فكل منهما جناح مكين لهذا المذهب الإسلامي الأصيل، فلا فرق بينهما إلا ما صنعته الأيدي الآثمة والمنحرفة المغرضة . .

وكان لسماحة الإمام السيد موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، واستمراراً لدوره المُمَيَّز الخالص في جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم، الفضل الأكبر في تفهّم كل ما يعاني منه المسلمون، فبادر سماحته إلى تعيين المفتي العلوي الجعفري لمدينة طرابلس " فضيلة الشيخ علي منصور " لتأكيد هذه الوحدة المذهبية ولكسر طوق العزلة الذي فرضه الأعداء والمُنحرفون على الأخوة العلويين، ودار الإفتاء الجعغري استجابة منها للمسؤولية الإسلامية تقدّم هذا البيان المُوَضّح لعقيدة العلويين راجية من الله تعالى أنْ يُحقق به الغرض المَرجو ويَجمع الكلمة على الحق عملاً بالآية الكريمة: ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ والحمد لله رب العالمين.

المفتي الجعفري الممتاز
عبد الأمير قبلان