شهادة السيد أحمد الواحدي

أُضيف بتاريخ السبت, 06/11/2010 - 13:44

قال العلامة السيد أحمد الواحدي في كلمة كتاب (الأنباء الخفية عن الشيعة العلوية) :

لا أنطق عن القرون الماضية ، ولا أنطق عن الخلافات التي قد أغرقت الأطراف في الدماء ، ولا أنطق عن سفك الدماء الذي قد حصل بين الأقوام بسبب الخلافات المسلكية أو العنصرية ، لا أنطق ولا أنطق لأنه لا داعٍ لتلك بل لا أرى له محلاً . ولكني أنطق عن بعض ما يجري في عصرنا الحاضر ، حيث نعيش فيه ونسميه العصر الذهبي والذرة، عصر تسخير الكواكب ، عصر خرج أهله عن التوحش ، وحاز التمدن من حائز يؤسس مجمع الملل للتحكم في الصلح في العالم على حساب ادعائهم ، وإيجاد التفاهم بين الأقوام سواء كانوا موحدين أم مشركين ، مسلمين أو يهود أو مسيحيين ، لا يفرقون بينهم ، لأن كلهم إنسان ، واجتمعوا عدة في مكان يمثلون الملل والأقوام .

ومن جانب آخر تجمع عدة باسم تسلحات الأخلاقية لمكافحة الإلحاد ، ومن جانب ثالث نسمع أنه يأتمر عدة من المثل باسم التقريب بين المسيحية والإسلام ويدرسون الجذور المعترف بها الممتدة بين الطائفتين ، ومن جانب رابع تؤسس دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في الأزهر الشريف ، وهذه الدراسات و البحوث بسبيل التقريب وينفذ .

وهذه التحركات والنشاطات التقريبية تستدعي سؤالاً موجه :
أولا: إلى المسلمين كافة بل للشيعة خاصة وهو إنه لماذا ولأي سبب قد وُجدت فرقة كثيرة العدد ورغم كثرتها يشعرون بالإنزواء والإنعزال ، أو ليُري فيهم الآخرون غير ما كانوا أو ما يكونون أو يلحظوهم بعين النقد والرفض .
إنه من المؤسف جداً الذي يقطع عضواً من الجسد الإسلامي وتدرس أسماء مع الأجساد في الأمم وتعيد بعض الجسد ويلصق غيره إليه ، ونطرد بعضنا وندعو غيرنا هذا من العجب العجاب .

ألا وإن هذه الفرقة المهجورة والمضطهدة هم العلويون ، فيجب علينا أن نعالج هذه الطريقة المريرة بالمرونة والتدبر حتى نقدر أن ندّعي بأنا أدّينا رسالتنا الإنسانية الإسلامية ، ولا نقع تجاه التاريخ والشارع الحكيم مسؤولاً ( أرقموا دفتراً ) إلا وإن هؤلاء ( المضطهدون ) المظلومون هم العلويون الذين يعيش قسم كبير منهم في تركيا ، وقسم في سوريا ، وقسم في لبنان ، وقد واجهت كثيراً منهم خلال استقراري في سوريا مدة عشرة سنوات من المثقفين العلماء والخطباء ، وسمعت منهم ما تكلموا ، وقرأت لهم ما كتبوا ، ودرست منهم ما اعتقدوا ، وما وجدت منهم من العقائد والتطبيق ما يُنافي العقائد الإمامية وتطبيقاتها ، ورأيت أنهم يعتقدون ما تعتقده الإمامية ويعملون ما يعملونه بوجوب الواجب ، ويحرّمون الحرام ، وبعضهم يدّعون أنهم كلهم هكذا وهذه الأقارير والإدعاءات تقضي بأن نصدقهم وننسبهم بأنهم منا ونحن منهم ، وكلنا على نهر واحد ، ولا يُفرق بيننا شيء إلا تسهيلات الشيطان وخدع الخصوم والعدو .

لنفرض أنه يوجد بينهم من له عقائد سخيفة أو غير ملم بما لا يُرضي الله ورسوله والأئمة عليهم السلام ، فهذا يدل على النوع والمتكسية ، إذ هو شاذ من الشذوذ ، كما أنه يوجد مثله في جميع الفرق والمذاهب ولا يفيد شيئاً ولا يُعتمد عليه .

كيف كان وما يكون ، أنا عرفت أن الفرقة العلوية على ما شاهدنا وسمعنا أو شافهنا أو قرأنا هم الشيعة الأثنى عشرية ونحن نقدّرهم ونجلهم ونعتبرهم مسلمين إمامية ، ولا أدري أنهم أو بعضهم لا يُراعون ولا يهتمون ببعض الفروع والأحكام ، فهذا ليس من خصائصهم الخاصة ، بل مثل هذا جار في جميع الفرق والمذاهب ، لا يُستثنى منه الشيعة ولا السنة ولا اليهود أو النصارى ، لأنه يوجد في كل فرقة أشخاص لا يُبالون بالدين رغم أنهم يعتبرون أنفسهم قريباً بنفس الدين .

نسأل الخالق أن يحيينا جميعاً في عقائدهم الحقة ويوفقنا للتطبيق والعمل ويهدينا جميعاً إلى الصراط المستقيم ، إنه قريب مجيب ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

دمشق
السيدة زينب
السيد أحمد الواحدي