شهادة الإمام محمد مهدي شمس الدين

أُضيف بتاريخ السبت, 06/11/2010 - 13:44

شهادة الإمام محمد مهدي شمس الدين


وقال سماحة الإمام محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في تقديمه لكتاب الشيخ علي عزيز ابراهيم 1 (العلويون بين الغلو والفلسفة والتصوف والتشيع ):

فإنّ إحدى المشكلات التي عصفت بالمسلمين هي مشكلة التكفير من قبل بعضهم للبعض الآخر، ومنها مشكلة العلويين التي وُلِدَت في هذا المناخ الذي كان من أهم أسبابه عزلتهم والجهل بهم، وقد أدّى بُعدهم من جهة والجهل بهم من جهة أخرى إلى اتهامهم بالإنحراف العقيدي.

وشيوع البدع والخرافات من العوام المعزولين عن الفقهاء المستنيرين أمر لا يختص ببعض عوام العلويين الذين مرّت عليهم أحقاب من الزمن وهم محصورون مطاردون مهددون في كرامتهم وحياتهم وأموالهم وأعراضهم.

بل يجد الباحث أمثال هذه الخرافات والبدع شائعة بين المسلمين من سائر المذاهب وطالما رأينا وسمعنا عند بدو الصحارى وفلاحي القرى في شتى أنحاء العالم الإسلامي خرافات وبدعًا كثيرة يمارسونها عن حسن نية واعتقاد بأنها من الإسلام، وحين يتلقون الموعظة الحسنة و التعليم بالحكمة والرفق فإنهم يُصححون اعتقادهم وعملهم.

قضية إسلام العلويين:

العلويون ( الشيعة الإمامية الأثنى عشرية ) نموذج ساطع ومؤلم لمشكلة الإختلاف والتعصب، فقد أدّت بهم مشكلة اختلافهم مع القوى الغالبة والحاكمة في المجتمع إلى عزلهم من قبل تلك القوى ومن ثم إلى حصارهم والإرجاف بهم وأدّى بهم ذلك إلى الإنقطاع عن التواصل والتفاعل مع المجتمع الإسلامي حتى مع جمهور مذهبهم الشيعي الإمامي الأثني عشري، ومن ثم تولّدت الشكوك فيهم وتعاظمت الإتهامات وترسّخت حتى تحوّلت إلى التشكيك في إسلامهم بل بلغت في بعض الحالات درجة إدانتهم بالمروق عن الإسلام والحكم عليهم بالكفر.

ما هو الإسلام :

ما هو الإسلام الذي يجمع المعتنقين له على ما بينهم من تنوعات؟ ويُثبت لهم جميعًا منزلة المسلمين، ويُثبت لبعضهم على بعض آحادًا ومجموعات حقوق المسلم على المسلم وحقوق المسلم على الأمّة.

إنّ الإسلام الجامع يتحقق في كل من صدق وأذعن عن قناعة بأصول الإسلام وفروعه وهي مسائل العقيدة والشريعة.

أما مسائل العقيدة وهي الأصول فهي ثلاث : التوحيد والنبوة والمعاد.

  1. ويكفي الإعتقاد في التوحيد بوحدة الله تعالى وكونه خالقًا لكل شيء عالمًا مُحيطًا بكل شيء قادرًا على كل شيء حكيمًا في كل شيء، ولا يُطلب ولا يجب البحث عن الصفات الثبوتية والسلبية وإنها عين ذاته أو مغايرة لها وما إلى ذلك من أبحاث علم الكلام.
     
  2. وأما بالنسبة إلى النبوة فيجب الإعتقاد بالنبوة العامة وهي أن الله سبحانه وتعالى بعث في الأمم السابقة أنبياء ورسلاً أوحى إليهم بالإعتقاد والشرائع، والإعتقاد بالنبوة الخاصة وهي إن الله سبحانه وتعالى أرسل محمدًا خاتمًا للنبيين وأنزل عليه الوحي القرآني وأوحى إليه بالعقيدة والشريعة وبالقرآن. وإن محمدًا هو خاتم النبيين وإن الدين الإسلامي هو الدين الحق.
     
  3. وأما المعاد فيكفي فيه الإعتقاد بأن كل من بلغ سن التكليف إن الله يبعثه بعد الموت حيًّا ويحاسبه على ما عمله في حياته وإن لكل عمل من أعمال الخير ثوابًا ولكل عمل من أعمال الشر عقابًا بمقتضى عدالة الله وحكمته ووعده ووعيده.
في الشريعة :

أما الشريعة فهي الفروع التي هي من ضرورات الدين وهي الأحكام والتكاليف في العبادات والمعاملات التي اتفق عليها المسلمون كافة على اختلاف مذاهبهم واجتهادات فقهائهم كوجوب الصلاة وعدد الصلوات اليومية المفروضة ووجوب الصوم في شهر رمضان والحج إلى بيت الله الحرام والزكاة وحرمة نكاح المحارم والأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر وما إلى ذلك من أحكام اتفقت عليها كلمة المسلمين من غير فرق بين مذهب ومذهب.

وأما الإختلافات في تفاصيل ذلك وشروطه وكيفية أداء بعض أجزائه فهي أمور ناشئة من اختلاف المجتهدين في آرائهم ولا يؤثر الخلاف فيها على صحة إسلام أحد على الإطلاق. وبالإضافة إلى وجوب اعتقاد الإعتقاد بالأصول والفروع بالمعنى الذي بيّناه يتقوّم الإسلام أيضًا بالإعتقاد بالقرآن الكريم، وهو هذا القرآن الذي يتداوله المسلمون بأنه وحي من الله تعالى إلى خاتم النبيين محمد وهو الأساس الأول للإسلام عقيدة وشريعة.

هذا هو الإسلام الجامع وهذا ما عليه العلويون تجهر به وتنص عليه كتب علمائهم وبيانات فضلائهم.

  • 1 الشيخ علي عزيز ابراهيم لا يُمثل العلويين في كتاباته وإنّ أكثر أقواله عن هذه الطائفة ضعيفة وخاطئة لا يُؤخذ بها وهي مرفوضة عند كل علوي ، وسنأتي على ذكرها في الجزء الثاني من هذا الكتاب ، إنشاء الله تعالى.
    (أشير أنه وبعد دمج الكتاب ثم تجزئته إلى ستة أجزاء من قبل المكتبة الإسلامية العلوية، سيجد القارئ الرد على الشيخ علي عزيز ابراهيم في الجزء الخامس من هذا الكتاب. إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية)